شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 124)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 124)
- المحتوى
-
دبلوماسية منتصف الطريق
أميركيين آخرينء سعواء من جهتهم:ء الى تحذير
الحكومة الاسرائيلية» من انه لا يمكن لواشنطن
الموافقة على منحها ضمانات قروض «تأييداً للخط
السياسي المتشدّد فيها». ومع أنهم لم يذكروا رئيس
الحكومة:؛ اسحق شامين بالاسمء فان تعليقاتهم
بدت وكأنها اشارة واضحة الى السياسة التى يتبعها
شامير وآخرون في الائتلاف الحكومىء والداعية الى
مواصلة بناء المستوطنات في الاراضى المحتلة.
وأشاروا الى ان الرأي العام الاميركي» الذي يميل
الى معارضة المساعدات الخارجية: «ليس في وضع
يشبّعه على تأييد هذه الضمانات». وقالوا: «اذا كان
لنا ان نمدٌ يدنا لنآخذ من أفواه د أافعي الخرائب
الذي ينتابهم القلق» فالافضل ان نتأكدء أولًء من
الحاجة القصوى والملموسة» الى هذه الاموال» ومن
أنها ستقدّم «في سياق اتفاق السياسة الاسرائيلية
مع مصالح الولايات المتحدة الاميركية وسياستهاء»
(النهان 11517/9/51).
وعلى الرغم من ان المسؤولين الاميركين لم
يتحدثواء بالتفصيلء عن السياسة الاميركية في هذا
الشأن: فان التفسير الوحيد لهذه السياسة يرتكز
على معارضة بناء المستوطنات في الاراضي المحتلة,
وعلى مبدأ مقايضة «الارض في مقابل السلام». هذاء
على الأقلء هو الادراك السائد لدى المسؤولين
الاسرائيليين الذين ما فتئوا يعثّرون عن استيائهم
من هذه السياسة. فقد أوضح السفير الاسرائيلي
لدى واشنطن: زلان شوفالء بعد لقائه مع وزير
الخارجية الاميركية: ان الجانبين لم يتوصّلا الى
اتفاق بشأن ضمانات القروض: بسبب «اصرار
الحكومة الاميركية على ان توقف اسرائيل بناء
المستوطنات» في الاراضي المحتلة. وقال: «اتفقنا على
عدد من النقاطء ولم نتفق على نقاط أخرى»: وأشار
الى ان حكومته لا ترى ضرورة الريط بين الاستيطان
وطلب معونة ة انسانية: لكن «من الواضح أن واشنطن
لا تشاطرناء تماماً: هذا الرأي» (المصدر نفسه,
4م ومن جهته؛ شن وزير الصحة
الاسرائيلي: ايهود اولمرت, هجوماً عنيفاً على الادارة
الاميركية وسياستها تجاه قضية ضمانات القروض,
واعتبر ان الهدف النهائي للحكومة الاميركية «هو
ارغام اسرائيل على سحب قواتها الى حدودها
القديمة» (الحياة. ١11/؟1517/5).
ولا ريب في ان اتجاه الادارة الاميركية الى طرح
ضمانات القروضء بهذه الحدّة, انما يعكس
احساسها بالمازق الذي واجهته ازاء أصرار رئيس
الوزراء الاسرائيني على الاستمرار في النشاط
الاستيطاني. فمجرد الاعلان عن ضرورة اتفاق
السياسة الاسرائيلية مع مصالح الولايات المتحدة
الاميركية مدل تغييراً واضحاً في السياسة الاميركية,
وفي موقف الوزير بيكرء بالذات: الذي حدّدء في
شهادة له في لجنة الاعتمادات في مجلس النواب»
الشروط التي تتفاوض الادارة على أساسها مع
الحكومة الاسرائيلية لتقديم ضمانات القروضء وقال
ان أمام تل أبيب أحد خيارين: إمّا الحصول على
ضمانات القروض البالفة عشرة مليارات دولار على
مدى خمس سنوات. في مقابل تجميد كل النشاطات
الاستيطانية في الاراضى المحتلة, بما في ذلك الأعمال
المتعلّقة بالبنية التحتية, وإمّا القبول بيضمانات
قروض أقل مما طلبتهء ولمدة سنة واحدةء مع
السماح لها باكمال بناء المساكن التي بدآتها قبل
مطلع كانون الثاني ( يناير ) ١15957 شرط اقتطاع
كلفة بناء هذه المساكن في الاراضي المحتلة من
ضمانات القروض. وأضافء ان الشروط الاميركية
تشملء أيضاًء عمليات بناء الطرق والمجاري
الصحية واقتطاع الاراضي وتحضيرها لأعمال البناء
والمساكن والمستوطنات, وا ن بلاده لن تكون مستعدة
لتقديم المبالغ المقرّرةء سسنوياء دفعة واحدة: بل
ستقسمها على مراحل» واثها ستقطع هذه
المساعداتء اذا ما قرّرت أن اسرائيل استاً
نشاطاتها الاستيطانية (جون جوشكوء انترناشونال
هيرالد تربيون. 51/؟15317/1).
وبغية تعضيد ما ذهب اليه بيكرء رأى الرئيس
الاميركي انه لا يعتزم احداث أدنى تغيير في سياسة
ادارته تجاه اسرائيلء وانه لن «يزحزح» السياسة
الاميركية عن مجراهاء بسبب الاعتبارات السياسية
لعام الانتخابات. وأقرٌ في هذا الشأن؛ بأن سياسته
ريما تكون محفوفة بالمخاطر في اطار سعيه الى اعادة
انتخابه في تشرين الثاني ( نوفمبر ) المقبل» لكنه
قال: «لا أستطيع ان أفعل ذلكء وال فلن تكون لي أي
صدقية في جميع أنحاء العالم». وأضاف: «لقد أعلنا
عن سياستنا... وهى سياسة صحيحة؛ وقد كانت
سياسة الحكومة الاميركية منذ أمدٍ بعيد»
العدد 17؟؟ -8؟25: شباط ( قيراير ):- آذار ( مارس ) 1557 لَُوُون فلسطيزية 1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228
- تاريخ
- فبراير ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22422 (3 views)