المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 28)

غرض

عنوان
المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 28)
المحتوى
وكما سخر ماركس وانجلز من تعميم الصيغ غيباء سخر لينين بدوره من ذلك, وانتقد بحدة
الاستشهادات العشوائية بماركس وانجلز التي لا تأخذ بعين الاعتبار ظروف وحقائق العصر الذي
عاشا وعملا. فيه, كما سخر ايضاً ممن انبرى للهجوم على ماركس وانجلز اعتماداً على هذا النص او
ذاك مقطوعاً من سياقه بدون الاخذ بعين الاعتبار للواقع والبيئة التاريخية الاجتماعية والسياسية
والثقافية التي انتجت الفكر والمفاهيم وحددت صياغتها الملموسة.
وبالانطلاق مه مما تقدم فان حزبنا.يؤكد بأن المنهج المادي الجدلي التاريخي هو جوهر النظرية
الماركسية .وهو الشيء الاكثر ثباتاً فيها والذي يتضمن في شموليته منهج التحليل الطبقي العلمي
والمقاربة الانسانية العميقة والرؤية العلمية للكون والعالم وتناقضاته.
واذ يتمسك حزبنا بالمنهج ويسعى لتمثله في الممارسة العملية فانه ينطلق في ذلك من كون
الماركسية هي النطريةعن التغيير والحركة وان منطق المنهج' المادي الجدلي التاريخي ينسجم
كل الانسجام مع الطبيعة الموضوعية للظاهراً والعمليات الخاضعة لجدل التغير والحركة, ولذا فان
المنهج ذاته يخضع للتطوير وخاصة على ضوء تطور العلوم,. وهو ما دعا له ماركس بوضوح, لقد
شهدت الماركسية في زمن لينين ازمة خطيرة, فتصدى للدفاع عنها معترفاً بوجود الازمة, واعتبر /
ان السبب الرئيسي في ذلك يعود الى الفهم الخاطىء للماركسية والتعامل اللاهوتي معها كعقيدة
جامدة وكتب لينين بهذا الصدد يقول , وبالضبط لأن الماركسية ليست عقيدة جامدة ميتة, مذهباً
منتهياً جاهزاً ثابتا لا يتغير بل مرشد حي للعمل لهذا بالضبط كان لا بد لها من ان تعكس التغير
الفريد السرعة في ظروف الحياة الاجتماعية, فقد ادى هذا التغيير الى تفسخ عميقء الى البلبلة الى
ذبذبات متنوعة, وبالثالي الى ازمة داخلية خطيرة في الماركسية, واضاف وليس بامكاننا ان ندير
ظهورنا للمسائل التي تثيرها هذه الازمة وليس ثمة ما هو اشد ضرراً من اللجوء الى المهرب منها
بالترثرة الفارغة, ومن اجل الخروج من الازمة اكد لينين على ضرورة اتحاد جميع الماركسيين
للدفاع عن اسس الماركسية ومبادئها الجوهرية واعتبر فهم هذا التفسخ واسباب حتميته؛ في تلك
الفترة. والتجمع لمكافحته بحزم.هي المهمة التى:يفرضها المصر على الماركنتيين وقد كرس لينين
حياته لهذه المهمة واستطاع ان يعيد الاعتبار للماركسية كفكر حي ومتطور يواكب تطور
التاريخي؛ وعلى هذا الطريق وارتباطاً بمهمات العملية الثورية الملموسة استطاع ان يشق طريق
الانتصار لثورة اكتوبر والبدء لأول مرة في التاريخ بمحاولة بناء المجتمع الاشتراكي بشكل عملي
كبديل للرأسمالية وتجاوز لها.
وهكذا فان مؤسسي الماركسية تعاملوا مع النظرية كمنهج ومرشد للعمل واعتبروا ان تطورها
الدائم سمة قانونية لها. فاين الماركسية الان من هذا الفهم وكيف جرى التعامل معها في التجربة
التارخية التي انتهت.بانهياز الاشتراكية المحققة.
ردن
الماركسية بين الجمود العقائدي
واشكاليات التطبيق في البناء الاشتراكي
شكل الاختراق التاريخي للعالم الرأسمالي من قبل ثورة اكتوبر امكانية ثورية كبيرة لتطوير
الماركسية ونظرية الثورة الاشتراكية وبناء المجتمع الاشتراكي وتطور العملية الثورية العالمية
وذلك استناداً الى المادية التاريخية الجديدة الا ان غياب لينين مفكر حزب البلاشفة وقائد ثورة
اكقوير اكز سيا على امكانية تطوير النظرية وخاصة ان وفاته ترافقت مع تعقد الظروف المحيطة
وتزايد الصعوبات الذاتية والموضوعية التي واجهتها الثورة الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي ومن
غير شك فقد ساهمت هذه الظروف والصعوبات الذاتية والموضوعية في اجهاض امكانية تطوير
الماركسية نظرية الثورة الاشتراكية ففي ظروف الحصار الامبريالي وموجة الحروب الاهلية
سيطرت على الحزب والدولة الناشئة البيروقراطية الستالينينة. فقامت بتحويل افكار ماركس
وانجلز ولينين الى منظومة فكرية منغلقة واداة ايديولوجية متزمتة للحزب وللدولة الاشتراكية,
الامر الذي ادخل الفكر الماركسي في غياهب الجمود العقائدي. 1
وقد تبين بالفعل ان الكثير من الممارسات الايدولوجية لم تعبر فعليا -كما.كان يطرح- عن
مصالح الطبقة العاملة والحزب الشيوعي والبناء الاشتراكي والتقدم الاجتماعي. بل عن مصالح
البيروقراطية التي نشأت وترهرعت في اجهزة الحربم والدولة والدوائر القيادية. والتي تزايد دورها
بشكل خاص في عهد بري فمن فكر حي مبدع واداة معرفية وتعبيرية ثورية جبارة تم
تحويل الماركسية الى دوغما نوعان هما الاول والاخير تبرير مصالح البيروقراطية والدفاع عنها
وقد ارتبط تطور الماركسية بدور سيادة الحزب الامر الذي جعل منها ايديولوجيا تبريرية للسلطة
واسهم في خنق اي محاولة لتجديدها عن طريق الحاق تهم التحريفية والانتهازية وغيرها بمن
حاول الاجتهاد والتجديد.
واذ استطاعت الستالينية ان تصفي خصومها مع ممن كان لهم اسهامهم النظري في انتاج
واعادة انتاج الفكر الماركسي والاشتراكي وخاصة تروتسكي وبوخارين وكامنييف فقد تم توطيد
سلطة ستالين كقائد فرد وولدت عبادة الشخصية التي لم تعرفها الماركسية قبل ذلك, وفي ظل
عبادة الفرد تم التخلي عن الكثير من اسس الفكر الماركسي الاكثر نضجاً لبناء الاشتراكية الذي
طوره لينين في الفترة ما بين ‎١95١‏ و 1954 والذي عبر عنه بسياسة “النيب”" السياسة
الاقتصادية الجديدة. ففي ظل ستالين سادت النزعة الارادوية وجرى ادارة الظهر للقوانين
الموضوعية فاسس ذلك سياسة حرق المراحل وقد تجلى ذلك في العمليات القسرية الواسعة لأشركة
الريف وبناء التعاونيات عن طريق القهر والقمع والاجبار بديلاً لطوعية الموقف الواعي والتدرج
وتبيان الافضلية عبر الحوافز المادية والمصلحة الاقتصادية كما تجلى في عمليات القطع القسرية
المتسرعة مغ نمط الانتاج السابق وتأميم الملكية ووضعها كلها بيد الدولة قبل ان تستنفذ اشكال
الملكية الاخرى دورها وخاصة الملكية الخاصة الصغيرة وراسمالية الدولة الاشتراكية, وقد شوهت
الماركسية ونظرية البناء الاشتراكي شر تشويه من خلال سياسة قمع حرية الرأي والتعبير وغياب
الديمقراطية وتغييب اليات ومؤسسات المجتمع المدني ودولة القانون ومن خلال تأجيج
رن
تاريخ
1993-02
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 59020 (1 views)