المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 29)

غرض

عنوان
المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 29)
المحتوى
التناقضات وتبسيط المسألة القومية وحلها الشكلي بطرق الديمقراطية. ومن خلال المركزة المفرطة
للقرار والخطة الاقتصادية والتوزيع وتحويل الجماهيز من ذات للسلطة السياسية الى موضوع لها
يخضع للجهاز السلطوي التسلطي والتمركز بقرارته.
ولم يقتصر التشويه والسطوة على ذلك بل طال لب والحركة الشيوعية العالمية والممارسة
الاممية, كما طال العلماء والمثقفين والمبدعين حتى ان علوم السياسة والنفس والاجتماع
(السوسيولوجيا) اعتبرت علوماً برجوازية لا مكان لها في القاموس الستاليني.
وبالرغم من توسع محاولات بناء الاشتراكية بعد الحرب العالمية الثانية الا ان النموذج الاشتراكي
الستاليني فرّض ذاته على البلذان الاشتراكية الأخرى فانتج فيها نماذج كاركاتورية لصورته ذاتهاء
ولم تسمح السطوة الستالينية بتجاوز نموذجها في التفكير والممارسة. وبذلك تشكلت منظمة
اشتراكية بيروقراطية. يمكننا تسميتها بالاشتراكية الدولانية -اشتراكية الدولة- وهي تشبه كثيراً
ذلك النموذج الذي تنبأ به ماركس ذاته عن امكانية قيام محاولات لبناء اشتراكية الثكنات.
غير ان الحديث السابق عن الستالينية ومسؤوليتها الاساسية عن نشوء وسيطرة البيروقراطية
على اجهزة الحزب والدولة وادخال الفكر الماركسي في دائرة الجمود العقادثي, لا يجب ان يغيب
الجوائب الايجابية المشرقة في التجربة الستالينية. فقد قاد ستالين البلاد في ظروف داخلية
وخارجية غاية في الصعوبة والتعقيد. وبرغم الحروب الشعواء التي شنتها الدوائر الرجعية
والامبريالية على النظام الاشتراكي تمكنت القيادة الستالينية من حماية الثورة الاشتراكية:الوليدة
ووضع الاسس لتطوير البلاد والنهوض بأوضاعها على مختلف الصعد ويكفي الاشارة, مجرد
الاشارة, هنا الى دور الاتحاد السوفياتي في انقاذ البشرية من وحش النازية الفاشية في الحرب
العالمية الثانية حيث ساهم الاتحاد السوفايتي تحت قيادة ستالين مساهمة اساسية في الحاق
الهزيمة بالجيوش النازية التي اجتاحت البلاد السوفياتية وحاصرت موسكو ليس هذا فحسب, بل
فقد لفت الانظار تمكن القيادة الستالينينة من اعادة بناء البلاد بسرعة هائلة بعد تدميرها وفي فك
خخصارالدؤافر الأمتريالقة:
وبطبيعة الحال فان تاريخ الاتحاد السوفياتي لا يمكن اختزاله بأخطاء ستالين. فاذا كانت
الاخطاء المرتكبة كبيرة فان الانجازات المحققة هي الاخرى كبيرة وعظيمة على المستويين ‎٠‏
الداخلي والخارجيء فبالاضافة الى ما تحقق لشعوب بلدان الاتحاد السوفياتي فقد قدم هذا البلد
دعما ماديا وعينيا وتسليحيا هائلا للشعوب المناضلة من اجل الحرية والاستقلال والتقدم
الاجتماعي.
وبعد وفاة ستالين جرت محاولات لتجاوزه ولاعادة الاعتبار للفكر الماركسي ونظرية البناء
الاشتراكي اللينينة الا انها لم تفلح واستمر الفكر الماركسي يعاني من الجمود والنمذجة التي
اسهمت في انتشار الفساد وتوطد سلطة البيروقراطية وسادت في الماركسية الصيغة السوفيتية
المرتبطة بالنموذج السوفييتي في بناء الحزب والدولة والمجتمع وسياساته وريادته للعالم
وللعملية الثورية والتقدم الاجتماعي. وبهذا استمرت الماركسية اداة ايديولوجية تبريرية لهذا
النموذج وممارسته. وبحكم استمرار الاتحاد السوفياتي كمركز للحركة الشيوعية العالمية ساد
عه
الجمود العقائدي في الحركة نتيجة تقليد النموذج النظري في المركز وسياسة التكيف مع
اطروحاته, فقغدت قيادات الاحزاب وامناؤها العامون هم مرجع النظرية الوحيد والحكم فيهاء
وبالطبع فان هذا الحكم لا يعني ان الماركسية بطابعها الكوني الشمولي قد اقتصرت على الصيغة
السوفيتية المحققة. وانه لم تكن هناك محاولات لتطويرها خارج المدرسة السوفيتية او على
شاكلتهاء فقد وجدت اتجاهات اخرى وجرت محاولات لتطوير الماركسية وقدمت اسهامات على هذا
الصعيد ويمكننا تمييز تيارات ثلاث في الحركة الشيوعية العالمية تيارات من المفكرين
الماركسيين عموماً تميز الاتجاه او المدرسة الاوروبية الغربية والصينية والامريكية اللاتينية
وظهرت مجموعات ومساهمات فردية في العالم الثالث. ولا يسعنا في معرض حديثنا عن هذا
الموضوع الا ان نسجل المساهمات الغنية لتطوير الفكر .الماركسي على يد غرامشي وتولياتي
ولوكاش والتوسير والغير تأثر بهم عدد كبير من مفكري ومثقفي العالم الثالك.
وعلى الرغم من هذا التطور الذي شهدته الماركسية الا ان مركز الثقل والمظهر السائد في
التعاطي مع الماركسية تمثل بالصيفة السوفياتية والاتجاه المحافظ. الامر الذي جعل الماركسية
والفكر الشيوعي يتسم بالجمود في طابع كوني شاملء ما عدا بعض الاستثناءات التي لم تستطع
ان تغير من الصورة العامة وبهذه الطريقة تبلورت العقيدة الماركسية- اللينينة, بوصفها امتيازا
خاصاً للبيروقراطية السوفيتية ومرجعية فكرية رسمية للحركة الشيوعية العالمية بقيادة الحزب
الشيوعي السوفييتي. وقد ادى هذا الواقع الى تفاقم الجمود العقائدي وتخلف الماركسية عن حركة
الحياة ومتطلبات العملية الثورية والبناء الاشتراكي والتقدم الاجتماعي الامر الذي ادى الى بروز
مظاهر ازموية تجلت في تجربة البناء الاشتراكي وتفاقمت في هذا المجال الى اقصى حد وأوصلت
النموذج الاشتراكي المحقق الى الانهيار وبالرغم من ان البيرويسترويكا قد عبرت عن ضرورة
موضوعية لاخراج الاشتراكية من حالة الركود والازمة وتجديدها الا انها بفعل آلياتها وسبل
تطبيقها والقائمين عليها وبفعل الدور التآمري الذي تعاظم في ظلها من قبل الامبريالية والرجعية
العميلة تحولت من استراتيجية ومنهج للبناء والتجديد الى معول هدم فحسب. فاخفقت في تحقيق
اهدافها. والذي اتضح جليا في الانهيار المريع للاشتراكية القائمة.
نا
تاريخ
1993-02
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed