المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 30)
غرض
- عنوان
- المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 30)
- المحتوى
-
اما في البلدان الرأسمالية المتطورة فلم تتمكن الصيغة السائدة للماركسية من تقديم اجابات
علمية ودقيقة عن الظواهر والءلميات الاقتصادية والاجتماعية الجديدة التي افرزها تطور
الراسمالية على ضوء الثورة العلمية - التكنولوجية العاصفة. ولم تسعف الاحزاب الشيوعية فيها
مواقف المركز الشيوعي وتنظيراته لأنه اثبت بالملموس انه اكثر تخلفا منها في مواكبة
المستجدات واللحاق بركب الثورة - التكنولوجية واستيعاب مفاعيلها وتأثيراتها العميقة.
وفي العالم الثالث. تخبط الماركسيون في فهم واقعهم وادراك دورهم, فلم يفلحوا في انتاج واعادة
انتاج فكرهم الماركسي تبعاً لخصوصية بلدانهم وواقعهم الملموس وتراث شعوبهم. وتعثرت
محاولات حرق المراحل والقفز عن الاطوار الطبيعية المتطور التي عبر عنها نظرية التطور
اللا رأسمالي والتوجه الاشتراكي. وقد تشكلت في البلدان التي سعت للانتقال الى الاشتراكية والتقدم
الاجتماعي نماذج مشوهة للدولة السوفيتية والحزب الشيوعي السوفييتي ومثيلاتها في البلدان
الاشتراكية الاخرى وقد انهارت هذه الصيغ مع انهيار مثالها.
ومن الجدير بالاشارة الى ان الفكر الماركسي قد دخل المنطقة العربية في بداية هذا القرن.
وفي اوساط غير عمالية اساساً وخاصة الفئات الديمقراطية الثورية المتأثرة بأفكار الثورة الفرنسية,
وثورةاكتوبر الاشتراكية. وترعرعت الحركة الشيوعية العربية في اوساط الاقليات -
المسيحيين:الارمن, الاكراد, البربر/ اليهود- واعتمدت بشكل كبير على المركز الشيوعي في
موسكو - الاممية الشيوعية- في تنظيراتها وسياستها. واجمالاً فائها نمت وتطورت كحركة
نخبوية مبنية على اساس النموذج الاشتراكي السوفياتي. ولم تستطع ان تعبر في تحليلاتها
وبرامجها وسياستها واساليب كفاحها عن المتطلبات المؤضوعية للواقع العربي الملموس فاخفقت
في تحقيق طليعيتها وقيئادتها للجماهير ووقعت في اخطاء فادحة وخاصة فيما يتعلق بالمسألة
القومية.
اما الحركة الشيوعية في فلسطين. فلم تنشأ اصلاً في صفوف السكان العرب الفلسطينيين بل في
صفوف الاقلية اليهودية واستمرت كذلك حتى اواسظ الثلاثينات, وتحت تأثير ثورة 1919-1917
والحرب العالمية الثانية جرى الانقسام القومي الكبير في صفوفها فخرج الشيوعيون العرب
الفلسطينيون من الحزب الشيوعي واسسوا عصبة التحرر الوطني في عام 1141. كتنظيم يساري
وطني يمثل الطليعة السياسية للطبقة العاملة وعموم الكادحين الفلسطينيين وعلى اثر نكبة عام
تشتت اعضاء العصبة ففي الضفة الفلسطيئية والاردن اندمجوا مع الحلقات الماركسية الشرق
اردنية وشكلوا الحزب الشيوعي الاردني وفي فلسطين المحتلة عام ١944 عملوا باسم الحزب
الشيوعي الاسرائيلي. ومن قطاع غزة تمسكوا بهويتهم الوطنية فعملوا تحت اسم الحزب الشيوعي
الفلسطيني في قطاع غزة ومن الشيوعيين الفلسطينيين من عمل لاحقاً في صفوف احزاب شيوعية
عربية اخرى او في صفوف فصائل المقاومة الفلسطينية وفي عام 1445 اعيد تأسيس الحزب
الشيوعي الفلسطيني الذي غير اسمه اخيراً الى حزب الشعب الفلسطيني.
لحن
,وقد وجدت الماركسية اجمالاً مناخاً رحباً للانتشار في 'صفوف المقاومة الفلسطينية ولعب
دوراً اساسياً في ذلك انتقال حركة القوميين العرب وتفرعاتها من موقع الديمقراطية الثورية الى
مواقع الماركسية - اللينينة وخاصة بعد هزيمة حزيران وقد ورث حزبنا هذا التحول وتبناه على
ضوء تحليل علمي عميق لأبعاد ودروس هزيمة حزيران وازمة حركة التحرر العربية بتياراتها
القومية المختلفة ولذلك نشأت وتطورت هتمايزة عن التيارالشيوعي الكلاسيكي. والى جانب
الجبهة الشعبية برزت فصائل ففلسطينية اخرى تأثرت بالماركسية- اللينينية كالجبهة
الديمقراطية. كما تأثرت به واسترشدت تنظيمات اخرى واوساط واسعة في صفوف المقاومة.
وبهذا الصدد نرى من واجبنا ان نشير الى ان الماركسيين الفلسطينيين والعرب قد اخفقوا في
انتاج ماركسيتهم وفكرهم الاشتراكي الخاص وعلى الرغم من محاولات البعض التمايز عن النموذج
السوفيتي الا انه طالها ما طاله من تشويهات واشكاليات وان بنسب متفاوتة. ولسنا في الجبهة
الشعبية لتحرير فلسطين خارج هذا الاطار, على الرغم من اننا قد عبرنا في بداية نشأتنا عن رؤية
نظرية اقرب الى الصحة فيما يتعلق بفهم الماركسية باعتبارها مرشدا للعمل وليست عقيدة جامدة
واكثر من ذلك فقد اكدنا على منهجها المادي الجدلي التاريخي باعتباره الجوهري فيها واكدنا على
ضرورة تمثله في تحليل وتغيير الواقع الملموس وفي فهم تطور النظرية ذاتها بنظرية حية
ومتطورة كما طرحنا مواقف متميزة بخصوص القضية الوطنية والمسألة القومية العربية والعلاقة
بين الوطني والقومي ومع ذلك وبدلا من الاستمرار في عملية تطوير المواقف النظرية الثي عبرنا
عنها في بداية نشأتنا تأثرنا في مسارنا اللاحق بطروحات مركز الحركة الشيوعية العالمية في
موسكو. وبدأت بعض الاحكام النظرية والسياسية والمقاييس المتعلقة ببناء الحزب تأخذ مكانة
هامة وبارزة في رؤيتنا وسياساتنا. وعلى الرغم من تمتع حزبنا في تطوره بجراة النقد تجاه
مواقفه واوضاعه الداخلية وتجاه السوفييت وغيرهم من الشيوعيين والماركسيين وعلى الرغم من
المحاولات الجادة للتحول الى مواقع الماركسية على صورة مثالها النظري وليس صيغها المحققة
وخاصة العربية منهاء ومع تسجيلنا لاستمرار تميز حزبنا في رؤيته وفهمه للقضية الوطنية
والمسألة القومية العربية ولبعض قضايا العالم الثالث. الا اننا تعرضنا لبعض التشوهات التي لحقت
بغيرنا وان بشكل اقل بكثير. ولم نستطع تمييزها المشخص ارتباطاً بخصوصية واقعنا وامتنا
العربية وتراثنا العربي والاسلامي.
ولذا فائنا وغيرنا من الماركسيين والشيوعيين الغرب وفي العالم الثالث وفي العالم الرأشمالي
اجمالا لنتحمل قسطنا من المسؤولية في الازمة الرافنة.
07 - تاريخ
- 1993-02
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 31008 (3 views)