المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 33)

غرض

عنوان
المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 33)
المحتوى
واجب تجديد الماركسية
والدفاع عن الخيار الاشتراكي
في البحث عن اشكال ووسائل العمل لتجديد الماركسية والدفاع عن الخيار الاشتراكي لا بد من
الانطلاق اولاً من الاعتراف بوجود ازمة تتجلى بوضوح شديد في عملية الانهيار التام الذي شهده
النظام الاشتراكي المحقق في الاتحاد السوفياتي وسائر بلدان اوروبا الشرقية ولكن لا بد في الان
ذاته من التمييز بين النظرية والنظام الاشتراكي فانهيار الاشتراكية القائمة لا يعني على الاطلاق
انهياراً للماركسية كما يحاول ان يروج لذلك خطاب الامبزيالية والرجعية في اشكاله وصنوفه
المختلفة. فالماركسية كما هي وكما نفهمها اوسع من نظرية الاشتراكية والتعاليم عنها. وهي
نظرية ومنهجاً كونياً شاملاً ليست مرتبطة بهذا البلد او ذاك في هذه الحقبة الزمنية او تلك واذا
كانت ازمة النظام الاشتراكي المحقق قد بينت انها ازمة في تطبيق النظرية الماركسية لا تمس
جوهرها ومنهجها المادي-الديالكتيكي- التاريخي ولذا'فانها تعتبر ازمة نمو ناجمة عن الجمود
العقائدي والممارسات والتطبيقات الخاطئة والاستحكام الخاطىء للمنهج والتنكر لروحه القلقة.
وناتجة عن التخلف عن مواكبة التطورات التي شهدها العالم خلال العقود الماضية وفي رؤيتنا
لبعض الاقسام التي شاخت في النظرية لا يجب ان يغيب عن بالنا ما لعبته النظرية من دور
تنويري تحويلي وما اسهمت به من صياغات علمية ومفاهيم ومقولات فلسفية واقتصادية
وسياسية وجمالية وفنية وغيرها. وما كشفت عنه وما تحتويه من قوانين ومبادىء اغنت العلوم
الطبيعية الدقيقة والاجتماعية الانسانية. اما المنهج المادي-الديالكتيكي فقد نشأ وتطور وما زال
كمنهج علمي يتزايد الاعثراف بنجاعته وقوة منطقه المتماسك وصحة قوانينه العامة والخاصة
وصلاحية مفاهيمه ومقولاته التي لم يستطع احدا إن يتجاوزها او يدحضها.
اما ازمة الاشتراكية المحققة وانهيارهاء فانها بالنسبة لناء لا تعني ويجب ان لا تعني انهيار
الفكرة الاشتراكية او انهيار الخيار الاشتراكي لنا ولشعوب المغمورة كافة, بل العكس إذ أن الأزمة
والانهيار اكدا الفكرة والخبرة فالنقد الموجه للصيفة الاشتراكية التي كانت قائمة بالفعل هو نقد
يمس بالاساس قضية التحرر الانساني والحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة» وازالة الاضطهاد
والاستغلال والازدهار الشامل للانسان والتطور الجبار للقوى المنتجة وللانتاج وازدهار العلم
والثقافة والتكنولوجيا وغنى الحياة الروحية والعلاقة المتكافئة بين الامم هذه القضايا يرى انها
هي ذات القضايا التي يعبر عنها الحلم الانساني تاريخياً, والتي سعت وتسعى البشرية للوصول
اليها. وان الحلم الاشتراكي والمشروع الاشتراكي العالمي يصبان في صلب هذا المسار. وان المتبع
للتطور التاريخي للبشرية يرى انها تتقدم تدريجياً نحو الاشتراكية ومجتمع العدالة وان تطور
الرأسمالية ؛لمعاصر يؤكد على ذلك, ولذا فان فشل صيغ البناء الاشتراكي الماضية شكل ويشكل
تجربة غنية ومادة حية ملموسة تغني تصوراتنا عن المثال الاشتراكي وتدقق مفاهيمه, وفي هذا
الاطار, وعلى الرغم من عمرها التاريخي القصير الذي لم يتجاوز السبعين عاماً, فان الثورات
للد
ف
الاشتراكية والنظم الاشتراكية المحققة استطاعت تحقيق العديد من الانجازات للغالم اجمع عموماً
ولشعوبها بخاصة, وهي انجازات يجب الاعتزاز بها والدفاع عنها في عملية التجذيد رغم الانهيارات
والتحولات الدراماتيكية التي شهدناها.
ان عملية النقد والتطوير هي منهاجية صحيحة بمجملها ترث الايجابي والقيم والعلمي
والتدقيق في الماضي ويتحسس الجديد وتحمله في الحاضر متطلعاً نحو المتسقبل على الطريق
الديالكتيكي للمعرفة والحقيقة ومملكة الحرية والعدالة.
واذ يتصدى حزبنا لهذه المهمة, ويدعو كل الماركسيين للتصدي لها والارتقاء الى مستوى
التحديات التي تفرضها ويفرضها الواقع المستجد, فانه يؤكد على ضرورة اعادة الاعبتار للفهم
الخلاق للنظرية, كما سجله في وثيقة الاستراتيجية السياسية والتنظيمية الصادرة عن المؤتمر
الوطني الثاني للجبهة عام 1514 والذي ظل نصا ولم يتحول الن وعي جماعي في صفوف الجبهة
الشعبية رغم وضوحه الشديد جداًء فقد جاء في الوثيقة المذكورة, ان النظريةفي المفهوم
الماركسي هي باستمرار على علاقة جدلية متصلة مع الواقع والفمارسة وكونها على علاقة جدلية
مع الممارسةمعناه انها في حالة نمو دائم وارتقاء وتعديل وليس في حالة جامدة وبدون شك فان
المرجعية العملية لهذا الكلام يعني ضرورة ادراك واستيعاب ما ثبت خطأه في النظرية وما شاخ
منها وما يحتاج لتدقيق او تعديل, وما هو بحاجة لاعادة انتاج بالاجابة عن اسئلة العصر والتملك
المعرفي العلمي لمستجداته في البلدان الرأسمالية المتطورة والعالم الثالث. كذلك الواقع الجديد في
بلدان الاشتراكية المنهارة وما احدثه او قد يحدثه من تفاعلات وتأثيرات.
ومثل هذه الرؤية تتطلب احياء روح النظرية انطلاقاً من البحث الدؤوب عن الحقيقة في الؤاقع
وليس في النظرية نفسهاء وهو ها يضمنه تملك المنهج الماركسي العلمي وتطويرة واغنائه على
.ضوء الاستخلاصات والتعميمات النظرية وعلى ضوء- القوانين والمقولات والمفاهيم الجديدة
المكقاطة والمصاغة وعلى ضوء احدث مناهج العلوم وبهذا الصدد فان حزبنا يؤكد مرة اخرى على
القضية الاساسية التي جرى التأكيد عليها في صفحات سابقة وهي ان المنهج المادي الجدلي
التاريخي هو جوهر النظرية الماركسية وهو الشيء الاكثر ثباتا في الماركسية الذي يتضمن في
شموليته منهج التحليل الطبقي العلمي والمقاربة الانسانية العميقة والرؤية العلمية للكون والعالم
وتناقضاته: وقد جاء في وثيقة الاستراتيجية السياسية والتنظيمية الصادرة عن مؤتمر الجبهة
الثاني عام 1915 ان جوهر النظرية الماركسية للمجتمع 'البشري' انه في حركة متصلة, تغير
متصلء وبالتالي فان اي تحليل قدمته الماركسية لمرحلة معيئة وواقع معين, لا يمكن ان يبقى هو
التحليل ذاته لمرحلة اخرى وواقع جديد ينشا باستمزار عن:الواقغ القديم ان الثابت في الماركسية
هو منهجها العلمي الجدلي في رؤية الامور وهي في حالة الحركة والتغير المتصل (المصذرٌ السابق
ص 357) وان يؤكد حزبنا هذا الفهم وضرورة تمثله في الممارسة اللاحقة وفي عملية التجديد التي
يتصدى لها فانه ولنفس رؤيته لمناحي التجديذ في المسائل التالية:
لد
تاريخ
1993-02
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed