المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 35)

غرض

عنوان
المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 35)
المحتوى
وإذ نأخذ التغيرات النوعية بعين الاعتبار فانه لا بد من اعادة النظر باستنتاجات ماركس ومن
بعده لينين عن قرب احتضار الرأسمالية وقرب اندلاع الثورة الاشتراكية فيها ان هناك ضرورة
لمراجعة النظرية عن الامبريالية كأعلى واخر طور للرأسمالية وعشية الثورة الاشتراكية والتدقيق
فيما قيل عن تعفنها رغم ان مظاهر التعفن لا تزال قائمة في الرأسمالية لكنها ليس المظهر
الرئيسي في الوقت الراهن.
اما بخصوص ما عكسته التغييرات من تأثير وتغيير على الطبقة العاملة والقوى المنتجة
ونوعيتها ودورها في عملية الانتاج وادارتها وتنظيمها الاجتماعي, فان على الماركسيين ان يجيبوا
على التساؤلات المطروحة حول دور الطبقة العاملة في الانتاج واقترابها واندماجها يالفئات
الوسطىء فقد ثبت بالملموس ضرورة التدقيق بالاستنتاج الذي يقول بانها ستنحط وتزول وتندمج
بالبروليتارياء فعلى البرغم من ان بعضها قد زال فعلا بفضل الثؤرة العلمية- التكنولوجية والتمركز
العالمي لرأس المال الا ان فئات جديدة وعديدة منها تتكون وتتزايد عدداً على ضوء ذلك فان
النضال من اجل الاشتراكية يتطلب توسيع القاعدة الاجتماعية للثورة وقواها المحركة وطليعتهاء
كما يستدعي تلمس واتباع الاشكال والاساليب والطرائق المناسبة لتحقيق الثورة, ولا شك فان هذا
النضال لا بد له من ان يقوم على استيعاب الاليات والاشكال الجديدة لتجلي الصراع الطبقي وقد
اثيتت الوقائع ان تناقضات الرأسمالية لا تزول وان استطاعت البرجوازية ان تخفف منها او تموهها
ا اتبطل مفعول بعضها وتنقلها الى مجالات واشكال اخرىء ومن الهام بمكان على هذا الصعيد
استيعاب التجليات والاشكال والاليات الجديدة للتناقض بين العمل ورأس المال ولفعل قانون
القيمة والقيمة الزائدة , واستيعاب وادراك تجلي قانون التوافق الضروري بين. علاقات الانتاج
ومستوى تطور القوى المنتجة والتناسب الجديد لعلاقة العملية الثورية بعملية التقدم الاجتماعي
على المستوى التاريخي العام وعلى ضوء هذه الرؤية نؤكد على ما دللت عليه الماركسية من زوال
حتمي للرأسمالية وضرورة استبدالها بالاشتراكية رغم ان الرأسمالية المعاصرة ما زالت تساهم في
التقدم الاجتماعي ولم ينتهي دورها بعد ولا يساقي ذلك مع اقترابها من الاشتراكية تازيفيا
وصيرورتها عبر تناقضاتها الداخلية الى هذه الحتمية, وهو ما تؤشر عليه العناصر العديدة التي
تتكون في رحمها والتي دلت التجربة والتطو رات انها غير مقتصرة على البناء القوقي فحسب بل
وتشمل عناصر من البناء التحتي ايضاً.
ولقد تشكلت في منظومة الرأسمالية العالمية مراكز عديدة كانت العلاقات فيما بينها تتراوح
بين التعاون والتكامل من جهة والتنافس والتناقض من جهة اخرى, ومع انهيار الاشتراكية والعالم
ثنائي القطبية تتحول غلاقات المراكز الامبريالية تدريجياً الى علاقات اقطاب وتتزايد حدة
المنافسة والتناقضات بينها وهو الامر الذي يستلزم عملية متابعة لرؤية تجلياته وتأثيراته وبناء
الاستراتيجية والتكتيك الثوريين الملائمين للتعامل معه والاستفادة منه لصالح عملية التقدم.
ولا شك في ان تق تقدم الرأسمالية المعاصرة يجد احد اسبابه في نهب العالم الثالث والنجاح في ريطه
بعجلة الاقتصاد الراسمالي والسوق الرأسمالية عبر اليات متجددة لتبعية واعادة الانتاج التابع في
بلدانه المختلفة, وقد عمق النهب الامبريالي للعالم الثالث من الهوة بين المركز الامبريالي واطرافه.
الامر الذي ولد تناقضاً حاداً اصبح يؤثر على مصائر البشرية بأسرها ونتيجة هذا الامر ولأسباب
عديدة اخرى استمرت قضايا التخلف والتبعية والفقر مستفحلة في العالم الثالث واضيفت اليها
لد
معضلات جديدة كالتصحر وتلوث البيئة واستنزاف الموارد والُديونية وغيرهاء وقد ناءت شعوب
العالم الثالث تحت وطأة وثقل الاستعمار الجديد والدكتاتوريات من شتى الاصناف, ولم تفلح
محاولات التنمية المستقبلية فيها. فاستمر تشوه اقتصادها وتخلف قواها المنتجة الا باستثناءات
قليلة وقد باتت معضلة الديمقراطية وما تزال في هذا الجزء من العالم مسألة تفصيلية على درجة
كبيرة من الاهمية, وتتضح اهمية هذه المسألة اكثر فأكثر على ضوء الانهيانات التي حصلت
للاتحاد السوفييتي ودول اوروبا الشرقية والمتطلبات الجديدة ؛لتي استقدمتها تطورات الرأسمالية
المعاصرة.
واذ يتحول العالم الى السيطرة الاحادية للرأسمالية ومحاولات بناء نظام دولي جديد تحت
هيمنة وزعامة الامبريالية الامريكية في ظل الخلل الذي احدثه تفكك الاتحاد السوفييتي وانهياره,
فان التناقض بين العالم الثالث والمراكز الامبريالية مرشح للتفاقم ولتصدر لوحة التناقضات
العالمية في المرحلة الجديدةمن التطور التاريخي وهو ما سيكون له تأثير كبير على مصائر العالم
والتقدم الاجتماعي.
ولا شك فان تجديد الماركسية يجب ان يعني استيعابها لواقع العالم الثالث وخصوصيته
والتطورات التي شهدها اربتاطا بالتطورات العالمية ككل؛ وعلى ماركسيي العالم الثالث الاستفادة
من خبرة التجربة السابقة للعمل على انتاج الماركسية الوطنية المتميزة والتجديد النظري
للترسانة الطفرة-السياسية بالكشف عن القوى ذات المصلحة في التنمية المستقلة والتقدم
الاجتماعي وعلى الماركسيين في هذا العالم, ونحن من ضمنهم النضال من اجل الديمقراطية
الحقيقية وبناء المجتمع المدني ونبذ سياسة حرق المراحل او القفز عن قوانين التطور الموضوعي»
والبحث الجاد عن الطرق الخاصة للانتقال الى الاشتراكية بمفهوم خاص يخلق النموذج المتوافق مع
الخصائص الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والتاريخية والقومية لشعوبهم ولتراثهم وعاداتهم
وتقاليدهم.
واذا الانهيارات التي لحقت بلدان الاشتراكية المحققة قد دفعت للتفرد الامبريالي بالعالم الثالنع
ومحاولة حشر شعوبه في خيار النموتج والصيغ الرأسمالية القائمة بالفعل, فاننا نؤكد هنا ايضاء
انه وعلى الرغم مما قد يحمله التطور الرأسمالي لبلدان العالم الثالث من ,تقدم اجتماعي موضوعياء
فان الرأسمالية وسيادتها ليست قدراً وانها ليست البديل عن الخيار الاشتراكي المتجددء لأن التقدم
الاجتياض الذى. تحمله موضوعياً لا يقوم الا“ملن نهب شعوينا وامقتضاض.دمائها .والابقاد عليهاً
متخلفة وملحقة خادمة للمراكز الامبريالية وهو ما يبرهن عليه النظام العالمي الاستعماري الجديد
الذي يزيد له واشنطن ان يسود العالم. والذي لا يمت بصلة للديمقراطية وحق الشعوب في تقرير
مصيرها واختيار طرائق تطورها بحرية ولذا فان تضامناً امميا جديدا يجب ان يجد طريقه للنور
لمواجهة هيمنة الامبريالية ونظامها.
>37
تاريخ
1993-02
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed