المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 43)
غرض
- عنوان
- المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 43)
- المحتوى
-
الفصل الثاني
. القوى المعادية للثورة الفلسطينية
الكيان الصهيونيء الحركة الصهيونية, الامبريالية العالمية,
والقوى الاجتماعية المرتبطة بالامبريالية
مع نهاية القرن التاسع عشرء شرعت الحركة الصهيونية المولودة في رحم النظام الرأسمالي
العالمي المتحول الى مرحلة الامبريالية, بالعمل على اقامة كيانها الاستيطاني العنصري في
فلسطين, ليكون ركيزة أساسية استراتيجية تحمي المصالح الامبريالية والصهيونية المتنامية في
المنطقة العربية. وقد بذلت في سبيل تحقيق هذا الهدف جهوذا مكثفة على غير صعيد ومستوى,
امتدت لعشرات السنين ونتج عنها قيام “دولة اسرائيل” في العام .١544 وقد أولت الحركة
الصهيونية اهتمامهاء وركزت جهدها الرئيسي وسط التجمعات اليهودية في بلدان أوروباء فاقترفت
الجرائم بحق اليهود أنفسهم لدفعهم على الهجرة. ولتاليب الرأي العام العالمي بما يخدم الفكرة
الصهيونية, واستغلت الماسي الناجمة عن العداء للسامية "والجرائم النازية” لانجاح مشروعها
السياسي وتنفيذ مخططها الإجرامي. .كبا اعتمبت منهجاءيقوم في جوهرم قلق تَمِيئة يهوذ المالم
بالأفكار الرجعية والعنصرية عبر الترويج “للامة اليهودية” و “الوطن القومي” و “أرض الميعاد” و
"شعب الله المختار".
ولأن فكر الحركة الصهيونية هو فكر رجعي في طابعه وجوهره ويخدم المصالح الاحتكارية
للدوائر الامبريالية والصهيونية. فقد تعرض منذ نشأته للادانة والتنديدء فالأدب الاشتراكي
والتقدمي شن في فترات مختلفة. هجوما عنيفا ضد فكرة “الأمة اليهودية” واعتبرها فكرة رجعية
وخاطئة تماما. ومحاولة الحركة الصهيونية تمويه جوهر المشروع. الصهيوني ووظيفته الامبريالية
بالادعاء أنه الحل الوحيد “للمسألة اليهودية” هي محاولة ديماغوجية ومضللة, وقد أثبتت الحياة
زيف هذه الطروحات بشكل ملموس,ء فالحركة الصهيونية ليست حركة تحرر وطنيء والكيان
الصهيوني الذي أنشأته بدعم واسناد الدوائر الاستعمارية البريطانية والأمريكية لم يحل المسألة
اليهودية. واليهود الذين تجمعوا في فلسطين المحتلة من مختلف أصقاع العالم لم يستطيعوا
تشكيل قومية أو أمة متجانسة يسودها الانسجام, ولم يهنأوا بالاستقرار والسلام, وهذا ما يؤكد
زيف الخرافات والادعاءات التي تحاول تشويه التاريخ وتزويره, وبطلان الطروحات القائلة بوجود
: قومية يهودية أو أمة يهودية في طور النشوء والتكون. فالمسألة اليهودية كما كانوقد أكد قادة
الفكر التقدمي,العالني يمكن جلها فقط عبر اتدماج النهوذ مع الشعوي التي يفتشون بين ظهرانيها.
' وقد كشفت الوقائئع المادية الملموسة بأن اقامة الكيان الصهيوني في فلسطين لم يكن بغرض
ايجاد حلول للمسألة اليهودية, بقدر ما كان يرمي الى تحويل هذا الكيان الى قاعدة للامبريالية
بهدف ضرب القوى التحررية الوطنية والقومية العربية المناضلة في سبيل الاستقلال والوحدة,
والمكافحة ضد محاولات فرض الهيمنة والسيطرة الاستعمارية الأوروبية الفربية على المنطقة,
بديلا عن الامبراطورية العثمانية المتفسخة والمتهاوية.
وقد جاء احتضان وتبني الحكومة البريطانية للمشروع الصهيوني ليكشف حقيقة هذا المشروع
1م
وطبيعته ووظيفته الامبريالية في المنطقة العربية, فالحكومة البريطانية باعلانها "وعد بلفور"
عام /19317. وسعيها الحثيث طوال فترة انتدابها على فلسطين لتمكين الحركة الصهيونية من اقامة
دولتهاء عبر تشجيع الهجرة اليهودية وتسهيل عملية الاستيلاء على أراضي الفلاحين الفلسطينيين
وتقديمها لكل أشكال الدعم والاسناد للحركة الصهيونية الاستيطانية الارهابية, قد كشفت عن
طبيعة هذا المشروع وحقيقته الاستعمارية.
كما أن قيام الادارة الأمريكية باحتضان الكيان الصهيوني فور قيامه, بالدعم السياسي
والاقتصادي والعسكري والبشري يشير هو الآخر الى الأهمية الاستثنائية للدولة الصهيونية في
خدمة المخططات الامبريالية المرسومة للمنظقة العربية. ”
وقد تأكدت الأهمية الاستثنائية للدولة الصهيونية خلال العقود الأربعة المنصرمة, بقيامها
بوظائف الامبريالية. حيث شنت: سلسلة من. الحروب العدوانية التوسعية ضد البلدان العربية
المحيطة .بفلسظين, وقامت فضلا. عن ذلك بسلسلة :من النشاطات التخريبية المتعددة الأشكال في
العديد من البلدان العربية بهدف ضرب واضعاف حركة التحرر الوطني العربية. وساهمت مساهمة
جدية في ابقاء المنطقة العربية 'مجزأة, 'وفي منع تطورها وتقدمها الاجتماعي؛ وفي تعزيز
السيطرة والهيمنة الامبريالية عليها بوجه عام: كما اتسع دورها التآمري والتخريبي ليشمل العديد
من الدول الأفريقية والأمريكية اللاتينية: والآسيوية,. فطال العديد من حركات التحرر الوطني
والقوى الديمقراطية والتقدمية ولم تسلم البلدان الاشتراكية نفسها وبضمنها الاتحاد السوفييتي
من أعمال التخريب الصهيونية.
وبنتيجة اتضاح طبيعة الوظائف الامبريالية للكيان الصهيوني وتماديه في رفض الانصياع
للارادة الدولية ولقرارات الاجماع الدولي, وانكشاف طبيعته العنصرية الارهابية تصاعدت حملات
الادانة والتنديد بالحركة الصهيونية فكرا وعقيدة وممارسة, وتوجت بصدور قرار الجمعية العامة
للأمم المتحدة رقم “٠ا79” عام 1510 الداعي الى اعتبار الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية
والتمييز العنصري. 1 '
ومنذ صدور هذا القرار لم. تدخر :الادارة الأمريكية جهدا لالغائه وشطبه من سجلات الأمم
المتحدة بالضغط أحيانا وبالتلويح بأشكال مختلفة من الابتزاز أحيانا أخرى. وذلك تجسيدا للعلاقة
التحالفية والاستراتيجية الخاصة القائمة بينهما. وقد نجحت في الغاء هذا القرار بعد انهيار
المعسكر الاشتراكي وفرض هيمنتها كقوة أولى في العالم.
وتأكيدا على الأهمية الاستراتيجية للدور الصهيوني المتعاظم: اقليفيا ودولياء أبرمت الادارة
الأمريكية مع “اسرائيل” الاتفاقات السياسية والعسكرية والمنية الاستراتيجية وأقامت معها أشكالا
متعددة من التغاون العلمي والتقني. وقدمت وتقدم لها دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا يجاوز
كل الحدود المألوفة:
. والامبريالية الأمريكية,. لا تجد غضاضة أو حرجا في الاعلان بصراحة أن الكيان الصهيوني
يمثل بالنسبة لها كنزا استراتيجيا وقاعدة أساسية متقدمة لضمان أمنها ومصالحها. كما لا يتردد
هو الآخر في الاعراب دوما عن ابراز ارتباطه الوثيق بالاستراتيجية الامبريالية على النطاقين
الاقليمي والعالمي. وهطذا فان وظائف وخصائص:الكيان الصهيوني العنصري تجعله في موقع
المتناقض تناقضا جذريا وتناحريا مع الشعب الفلسطيني وجميع الشعوب العربية من المحيط الى
47 - تاريخ
- 1993-02
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 39242 (2 views)