المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 44)

غرض

عنوان
المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 44)
المحتوى
الخليج. فوظيفته الامبريالية تملي عليه البقاء مستعدا ومستنفرا لضرب أي نهوض لحركة التحرر
الوطني العربية, تأمينا للمصالح الامبريالية الاستراتيجية في المنطقة وخصائصه الاستيطانية
التوسعية تملي عليه التمسك باستراتيجيته القائمة على نفي وجود الشعب الفلسطيني باعتباره
نقيضا لوجوده وكيانه المصطنع. '
ان هذه الوظائف والخصائص للكيان الصهيوني تجعل من امكانية التعايش معه امكانية غير
واقعية, بل لس مستحيلة. فهي بحكم طبيعتها وألياتها تولد تناقضا محتدما وصراعا دائما لا
يمكن أن يتوقف بدون زوال أسبابه الموضوعية.
ان قادة الحركة الصهيونية يدركون أن شرط استمرار الكيان الصهيوني وبقائه يكمن في أدائه
لدوره ووظيفته الامبريالية ‏ الصهيونية, وأي تراجع في هذا الدور سيؤدي الى زعزعة استقراره
وتماسكه الداخلي, ومع مرور الوقت سيفقده مبرر وجوده حتماء قالكيان الصهيوني ظاهرة غريبة
وغير طبيعية ولأنه كذلك فهو غير قابل للحياة بدون حقنه بمقومات البقاء والاستمرار من قبل
الدوائر الامبريالية والصهيونية.
والمشكلة الرئيسية للكيان الصهيوني لاتزال تتمثل بفشله الذزيع في تبديد الشعب الفلسطيني»
وفي طمس هويته الوطنية وتبديد شخصيته المستقلة, ففي ظل الحضور السياسي والنضالي للشعب
الفلسطيني ورفضه الرضوخ لارادة العدو ولمخططاته ومشاريعه السياسية. وفي ضوء استمرار تدفق
حيويته وديناميته التي تفجرت عن اندلاع الثورة وعن سلسلة من الانتفاضات التي شهدتها الأرض
المحتلة والتي توجت بالانتفاضة الشعبية العارمة المندلعة في كانون أول عام 19417/ تظل أزمة
الكيان الصهيوني قائمة ومستعصية على جميع الحلول.
ان التصدي لسياسات العدو الصهيوني ودحرها وافشالهاء ومتابعة النضال من أجل تعزيز صمود
الشعب الفلسطيني وتطوير أشكال نضاله سيظل العامل الحاسم في حرمان المشروع الصهيوني من
الاحساس بالاستقرار والثبات وفي توليد أزماته التاريخية المستعصية وفي جعلها أزمات متفاقمة
يستحيل ايجاد حلول لها.
ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين انطلاقا من رؤيتها لطبيعة الكيان الصهيوني بوصفه كيانا
استيطانيا عنصريا عدوانيا توسعيا يقوم بوظيفة امبريالية صهيونية مشتركة, تؤكد بأن الصراع
الدائر منذ أكثر من مئة عام ليس صراعا بين قوميتين. بل هو صراع بين حركة التحرر الوطني
الفلسطيني والعربي هن جهة, والتحالف الامبريالي ‏ الصهيوني ‏ الرجعي من جهة أخرى. فبينما
تدافع الأولى عن وجودها وحقوقها ومستقبلهاء يسعى التحالف المعادي لتوطيد دعائم الكيان
الصهيوني باعتباره المنّمة التي ينطلق منها لتصفية حركة التحرر الوطني ولابقاء سيطرته
وهيمنته ونهبه لخيرات وثروات المنطقة العربية. والذين كانوا يعتقدون بأن “اسرائيى” يمكن أن
تنفصل عن الصهيونية وتعيش كاحدى دول المنطقة بعيدا عن الأحلام والأهداف الصهيونية, وأنها
يمكن أن تتوقف عن القيام بوظيفتها الامبريالية في المنطقة العربية, اكتشفوا أن هذا الاعتقاد
.هما وسرابا. "فاسرائيل " بحكم طبيعتها وتكوينها وأهدافها ظلت التجسيد المادي الحي للمشروع
لصهيوني. و“اسرائيل" بحكم مصالحها المشتركة وروابطها الوثيقة مع الدوائر الامبريالية
الصهيونية. ظلت مرتبطة بدورها ووظيفتها الامبريالية ‏ الصهيونية في المنطقة العربية وعلى
لمستوى العالمي وتحولت من أداة الى شريك ‏ ولو صغفير ‏ للامبريالية تتقاسم معها الفنائم
4
وتتحمل تبعات تنفيذ المخططات المشتركة.
ان الروابط القائمة بين الحركة الصهيونية والدوائر الامبريالية هي روابط بنيوية مصلحية
تاريخية قوية ومتينة والعلاقة الاستراتيجية المحكومة بالمصالح المشتركة نشأت وتعززت
بتعاظم ضروراتها الموضوعية ومع بلوغ الرأسمالية مرحلتها الامبريالية.
أما بالنسبة للعلاقة بين العدوين الامبريالي والصهيوني, فهما بحاجة لبعضهما البعض؛ وقد
أثبتت التجربة الملموسة مدى أهمية وحاجة “اسرائيل” للدوائر الامبريالية ومدى أهمية وحاجة
9 الامبريالية “لاسرائيل” والتعاضد المتبادل سياسيا وعسكريا واقتصاديا خير شاهد على
صحة هذا المبدأ في العلاقة بين الطرفين. "فاسرائيل" أثبتت نجاعتها العسكرية في تحقيق
الأهداف الامبريالية . والدعم السياسي والعسكري والاقتصادي الأمريكي أثبت نجاعته في تثبيت
الكيان الصهيوني وجعله قادرا على الاستمرار.
ان أي محاولة للفصل بين العدوين الامبريالي الأمريكي والصهيوني هي محاولة عقيمة ومضللة
ودوغمائية هدفها تجاهل الواقع بعناصره المكونة له, فالكيان الصهيوني أصبح عنصرا فاعلا في
الاستراتيجية الكونية لقادة البيت الأبيض وقد أثبتت التجربة أن أي تعارض ينشأ بين الطرفين
ما هو الا تعارض جزئي وثانوي وسرعان ما يجري حله على قاعدة حاجة الطرفين لسيادة التفاهم
والانسجام حول الأساسيات.
لقد أظهرت مسيرة الصراع الذي يخوضه الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني ومخططاته
العدوانية التوسعية بأن هناك قوى تقدمية يهودية معادية للصهيونية, وقوى يهودية معادية
لممارسات الكيان الصهيوني على غير صعيد ومستوى. وبصرف النظر عن حجم ووزن هذه القوى
ودورها في المعركة الدائرة لالحاق الهزيمة بالسياسات والممارسات الاسرائيلية ولتحقيق أهداف
الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة فان العمل بمبدأ التعاون مع القوى
الديمقراطية والتقدمية اليهودية لبلوغ أهداف الثورة الفلسطينية المرحلية والاستراتيجية أمر لا
يجب الاستخفاف به أو القفز عنه.
أن تطور وتصاعد الكفاح الوطني الفلسطيني والعربي ضد الكيان الصهيوني ومخططاته
وسياساته ونجاحه في تحقيق انتصارات ومراكمة انجازات من شأنه أن يفاقم من التناقضات داخل
الكيان الصهيوني وأن يقود الى اظهار مدى عقم وهشاشة الحلول التي يقدمها المشروع الصهيوني
للمسألة اليهودية. ان مواجهة الكيان الصهيوني تتطلب اقامة مختلف أشكال التعاون مع القوى
الديمقراطية والتقدمية اليهودية المعادية للمهيونية فكرا وعقيدة وممارسة, ومع القوى المؤيدة
لحق شعبنا في العودة.وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة على ترابه الوطني وكذلك القوى التي
تدين القمع والارهاب ضد الفلسطينيين.
واذا كان صحيحا التأكيد دوما على أن المظهر الرئيسي للكيان الصهيوني هو المظهر
الاستيطاني العنصري التوسعي الارهابي الاجلائي فان هذا الكيان وبالرغم من خصوصيته ينطوي
على جملة من التناقضات وعلى قيادة الثورة العمل على الاستفادة من تناقضاته بما يخدم نضال
الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
والى جانب الحركة الصهيونية والامبريالية العالمية تحتل القوى والأنظمة الغربية الرجعية
والبرجوازية المرتبطة بالامبريالية مكانها في معسكر القوى المعادية للثورة الفلسطينية وحركة
7
تاريخ
1993-02
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed