المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 59)

غرض

عنوان
المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 59)
المحتوى
التقرير التنظيمي
"التحول" والمهام البرنامجية العامة
"تقندي
0 الاحزاب والتنظيمات كاستجابة ذاتية وموضوعية لمجمل التطورات التي تشهدها ساحة من
الساحات, وقد ولدت جبهتنا في ظروف بالغة الدلالة في تاريخ شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية,
فقد اتت ولادتها في اعقاب هزيمة حزيران» وكان قيامها الى جانب قيام العديد من المنظمات
الفلسطينية بمثابة رد ثوري على التحديات الصعبة التي انتصبت امام شعبنا وامتنا.
لقد ولدت الجبهة من رحم حركة القوميين العرب, ولكنه سرعان ما أخذت تمايز نفسها,
فاحتفظت من تراث الحركة بالبعد القومي لقضية فلسطينء واخذت تقارب الفكر الاشتراكي الذي
هو علامة التقدم, وسلاح معظم قوى التحرر في العالم.
وكان من الطبيعي ان يشوب المقاربة قدر ما من التعثرات, بيد ان مطلب تبني الاشتراكية
العلمية منهجاً قد غدا حاجة لا مفر منها وكان السؤال هو الى اي مدى وبأية سرعة, وهل بالامكان
بناء بنية جديدة بأدوات قديمة الى ما هنالك من اسثئلة باتت تشكل لب المفهوم الذي دار حوله
النقاش طويلاء داخل صفوف الجبهة وخارجهاء الا وهو مفهوم التحول من حزب برجوازي صغير
الى حزب للطبقة العاملة.
ورغم الخضات التي شهدتها الجبهة في بداية مسيرتهاء الا ان لها ان تفخر,بأنها خرجت من تلك
الخضات سليمة معافاة, خرجت وقد انجزت مهمة التحول, بما يعنيه ذلك من وجود حزب طليعي
عمالي يقف حارساً اميناً على اهداف الشعب الفلسطيني وطموحاته.
لقد انجزت الجبهة ومنذ وقت طويل عملية تحولها الى حزب عمالي ومع ذلك فهي لا تدمي
احتكار تمثيل الطبقة العاملة الفلسطينية, فثمة احزاب فلسطينية عمالية تطمح الجبهة لأن تشكل
معها يوما حزب الطبقة العاملة الفلسطينية.
والجبهة وهي تناقش في تقريرها التنظيمي الذي ننشره الان عملية التحول الى حزب ماركسي
باستفاضة, لا يخيفها كل ذلك التشنيع الذي اصاب الفكر الماركسيء ولا كل التشويهات التي اصابت
الاشتراكية عمومل ‎١‏
فنحن في الجبهة نعرف ان المستقبل هو للتقدم وللطبقات المقهورة, وعلى رأسها الطبقة العاملة,
ان المستقبل هو لكل مأ هو مشرق ووضاء في تاريخ الشعوب وقد قررنا في الجبهة, منذ وقت ان
نأخذ من الماركسية ومن غيرها شريطة ان يكتسي كل ما نأخذه بطابع.التقدم, اننا نفهم النظرية
اداة كرش للممارسة لا قيدا يعيقهلك
اذا في التقرير التنظيمي الاتي نقاش مستفيض لكافة التحولات التي مرت فيها الجبهة, في بيان
للانس الفكرية والتنظيمية التي تقوم عليها الجبهة, فيه اولا وقبل كل شيء صيغة منفتحة على
الحياة, ومتفهمة لواقع شعبنا وللينابيع الثرية التي تغذي حر كته العامة.
1١1غ‎
اولاً: "التحول"
منذ سنوات تأسيسها الإولى: طرحت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مفهوم التحول؛ الذي عنت
به امكانية الانتقال علمياً من تنظيم ديمقراطي ثوري, برجوازي صغير الى حزب يسترشد
بالماركسية اللينية في بنائه وعلاقاته وسياسته ومجمل نشاطه.
وهذا المفهوم النظري لم يتم طرحه كتعبير عن رغبة ذاتية او ارادوية بقدر ما استند الى
ضرورة موضوعية كان يعبر عنها انتقال حركة القوميين العرب من تنظيم برجوازي صغير
راديكالي قومي الى تنظيم ديمقراطي ثوري, يسعى لتملك المنهج الماركسي وبناء ذاته نظرياً
وسياسيا وتنظيماً على هذا الاساس.
لقد اثبتت خبرة الجبهة الشعبية التاريخية وتجربتهاء كما اثبتت خبرة وتجربة بعض القوى
الديمقراطية الثورية, ان عملية الانتقال من مواقع المثالية الى مواقع المادية. الديالكتيكية, ومن
مواقع الديمقراطية الثورية الى مواقع الاشتراكية العلمية انما هي ظاهرة موضوعية حدثت وتحدث
في التاريخ الحديث والمعاصر عبر مراحله المختلفة وتعبر هذه العملية عن الضرورة الموضوعية
لتشكل الطبقة العاملة نفسها من رحم الطبقات والفكات الاجتماعية الطبقية المنحلة في مرحلة
الانتقال من الاقطاعية الى الرأسمالية ومرحلة الثورة البرجوازية الديمقراطية ورأسمالية التثافس
الحرء وهي العلمية التي تتفق مع الاصطفاف والتمايزات الاجتماعية- الطبقية في البلدان التي
تتسم بعدم اكتمال التشكيل الطبقي وتعدد نفطية الانتاج وقطاعاته واستمرار تأثير العلاقات ما
قبل الرأسمالية ونجد هذا الامر مشخصاً في ظروفنا الفلسطينية والعربية حيث يوجد جنباً الى
جنب مع التطور الرأسمالي المشوه اظار واسع من الفئات الوسطى والبرجوازية والبرجوازية
الصغيرة والفئات البيتية, والهامشية وأشباهها. يضاف اليها في واقعنا الخاض الحالة الخاصة
بالشتات الفلسطيني. وما لحق بالفلاحين من طرد ومن تدمير البنية التحتية للاقتصاد الفلسطيني
على يد الاحتلال الصهيوني وبالتالي تشرد وفقر فئات واسعة من المنتجين الصغار وتحول شرائح
واسعة الى العمل المأجور.
ولا شك فان هذه الفئات تخضع لعملية حزاك اجتماعي-ظبقي والئ تأثيرات مختلفة محلية
وخارجية على كافة الصعد السياسية والاجتماعية والفكرية, ويعبر ذلك عن نفسه بحركة فكرية
ونشاط سياسي غير منسجم يتسم بعدم نضوج الطبقية والانتقالية والانتقائية والطوباوية,
والتطرفات المختلفة, تتقاذفها عوامل كثيرة موضوعية وذاتية, تحدث في صفوفها تمايزات
وانتقالات كمية ونوعية تجعل بعض فئاتها وتياراتها وافرادها يتحولون الى مؤاقع طبقية وفكرية
وسياسية اكثر انسجاماًء وتحديداً يجعلها ذات وعي طبقي اكثر تبلور وما ينطبق على الاقراد
والفئات ينطيق على الائتلافات السياسية والاحزاب, وقوانين الديالكتيك العامة والثانوية تفعل
فعلهما في كل الاشياء والظواهر والعمليات, بما فيها الطبقات الاجتماعية والتنظيمات السياسية,
وهذا ما انطبق علينا تماماً وعلى غيرنا اي الانتقال من المواقع القومية البرجوازية والبرجوازية
الصغيرة الى المواقع الديمقراطية الثورية ومنها الى فواقع الماركسية, واذا ما اردنا الانصاف,
فسنرى ان صيغة ومستوى تطورنا عند نشأتنا كجبهة شعبية يمثل امتداداً وتطوراً لحركة
القوميين العرب, التي كانت بحاجة الى اعادة نظر وتجديد في اسسها الفكرية والسياسية
والتنظيمية, وهو الامر الذي فرض البحث عن مناهج جديدة وبنى وأشكال جديدة للعمل, والبحث
1١.6
تاريخ
1993-02
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed