المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 60)

غرض

عنوان
المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 60)
المحتوى
عن ركة اثورية امن طراز .جديد تسترشد بالماركسية-. اللينينية وترفع لوا الانتقال :ان
الاشتراكية في اطار هذا البحث الموضوعي طرحت قضية التحول, وقد عنى ذلك انكباباً جدياً على
نقد التجربة السابقة والسعي لامتلاك المنهج المادي الجدلي الخلاق ومحاولة تطبيقه في تحليل
الظروف الملموسة ورسم الاستراتيجية والتكتيك وبناء الادوات القادرة على القيام بذلك.
لقد شهدت جبهتنا في بداية تأسيسها جدلاً واسعاً حول مفهوم التحول ومضمونه, وأثبتت
تجربة الجبهة وتجارب الاخرين بالملموس صحة وجهة النظر القائلة بامكانية الانتقال لا لافراد او
فئات او مجموعات او اجنحة لوحدهاء بل ولأحزاب وتنظيمات بكاملها وذلك في ظل توفر ظروف
موضومية وناتية ملائمة ولم تطلق الجبهة مفهوم التحول وتعممه على كل التنظيمات البرجوازية
البرجوازية الصغيرة الراديكالية او الديمقراطية الثورية كما فعل البعضء ولم تقتصر على الاحزاب
التي استلمت السلطة في البلدان التي كانت تسمى سابقاً بلدان التوجه الاشتراكي, واذا كان الفكر
الشيوعي السائد قد حاول وضع مقاييس ومعايير للتجول تتفق مع سمات الحزب الشيوعي
السوفييتي وغيره من النماذج التي بنيت على شاكلته, فاننا قد عبرنا عن تمايز واضح في بداية
عملية تحولناء لهذه المسألة وحاولنا ان نقدم اجتهاداً باتجاهات مركبة للعملية, ونستطيع بكل فخر
ان نقول ان ذلك قد شكل ويشكل اسهاماً عملياً للجبهة في هذا الحقل النظري والسياسي- الثوريين
لكن تميزنا .في ,مراحل تطورنا اللاحقة, وخاصة في السنوات الاخيرة: اخذ يبهت نسبياً. حيث
اصبح نمونج التحول الذي نسعى له هو النمونج السوفييتي, او نمونج الحزب الشيومي كما هو
معبر.عنه في الادب الاشتراكي السبائد والمستقى اصلاً من النمونج السوفييتي, وقد بيئت التجربة
بالملموس ان مقاييس ومعايير هذا النموذج قد لحق به من التأثيرات الستالينية السلبية الكثير من
التشويهات التي وسمته بالبيروقراطية, والارادوية والدوغمائية والتزمّت الايديولوجي وغيرها من
الصفات والسمات والممارسات التي ادت الى ازمته فموضوعياً لحق بنا وبغيرنا من اتخذوا من هذا
النمونج مثالاً لتحولهم الكثير من تلك التشويهات, الامر الذي يستدعي البحث عن الطريق الخاص
النمونج الامثل لبناء حزب التغيير الثوري المنسجم مع ظروفنا الملموسة. وانصافاً للحقيقة, ذرى
لزاماً علينا ان نشير الى اثنا تميزنا سياسيا من التشكيلات الشيومية السائدة , وكانت لنا مؤاقفنا
الخاصة تجاه قضيتنا الوطنية والمسألة القومية العربية والنظرة للصهيونية كظاهرة استعمارية
ولكيانها السياسي "اسرائيل” وبالرغم من اقترابنا من الشيوعين العرب والفلسطينين في كثير من
المسائل وفي صيغ التنظيم واساليب واليات العمل الا اننا طرحنا فهماً اكثر صحة وواقعية في
مسألة تكوين البديل الثوري انطلاقا من تشخيصنا لازمة حركة التحرر العربية, وحملنا
الشيوميين وانفسنا جزءا من المسؤولية عن الازمة واستطالتها واستفحالهاء وكنا اكثر اقتراباً. من
الحقيقة حين اعتبرنا معظم”الاحزاب الشيوعية العربية تعاني من الاصلاحية, وضعف الاستقلالية
والاغتراب.عن واقعناء والذيلية للبرجوازية احيانا كثيرة, ورفضنا ادماءها باحتكار التمثيل
السياسي للطبقة العاملة فعللنا فكرة امكانية تواجد.وتعايش اكثر من حزّب ماركسي على ساحة
عمل واحدة, وطرحنا مهمة وحدة كل القوى الديمقراطية الثورية والماركسية في الساحة
الفلسطينية, وعممنا ذلك على المستوى العربي وصولا الى طرح فكرة حزب ماركسي - لينيني
موحد.
ان .تجربتنا تؤكد بالملموس على .صحة وصوابية .خيازناء في. التحول.على الرهم من .اية
ملاحظات حول دقة المفهوم نفسه, فليس المهم المصطلح؛ بل مضمونه, والمضمون الذي عبرنا
عنه في تطورنا يعكس عملية موضوعية لم نخترعها من بنات افكارنا ولم نقرها بأمر او مرسوم,
بل هي تعبير صحيح لانتقال واقعي يجري في الواقع الموضوعي, وهي عملية واعية وديناميكية
متحركة ومتطورة حسب الخبرة والممارسة وتعمق المعارف, ولا يعني انهيار النموذج الحزبي
الذي يشكل مثالا للتحول سقوط فكرة التحول او توقف العملية ذاتها, تماماً كما ان انهيار النمونج
الاشتراكي لا يعني سقوط فكرة الاشتراكية ولا سقوط النهج الماركسي المادي الجدلي, كما لا
يعني سقوط الحاجة اليهما وضرورة تعميق الرؤية حولهماء لكن تجربتنا وتجارب غيرناء وبقدر ما
تؤكد على صحة خيارناء بنفس القدر تؤكد على ضرورة توفر تصنيفات اكثر دقة وعلمية
للديمقراطيين الثوريين وللأحزاب الطليعية ولمعايير الاسترشاد بالماركسية والاشتراكية العلمية
والالتزام بالمنهج المادي الجدلي. كما تؤكد على اهمية رؤية خصوصية واقع كل بلد, والنظر الى
المستويات المختلفة للتطور والتي تستدعي بدورها تشخيصاً اكثر دقة لمهام التقدم الاجتماعي
ولمتطلبات ومقاييس ومعايير القيادة والطليعة والزعامة السياسية والطبقية, وهذه المسألة بدورها
تلقى على عاتقنا مسؤولية كبيرة يستدمي :النجاح. فيها ان تؤسس على ضوء تقييم مؤضومي
لتجربة التحول من اجل الاستفادة من خبرة ودروس التجربة واستنباط المهام اللازمة للتطور
اللاحق بمنهج علمي ورؤية اكثر وضوخا وواقعية.
ان التجربة الفنية لتطور جبهتنا عبر العقدين الماضيين تبين ان عملية التحول» هي عملية
موضوعية تحكمها مجموعة عوامل وظروف موضوعية وذاتية تفعل بالاتجاهين الايجابي والسلبي
فتجعل منها عملية متناقضة ومعقدة. ولا تتم بضربة سحرية او بتغيير اللافتة, بل بنضال شاق
وصعب وجهود كبيرة. ومثابرة من اجل حسم التناقض الاساسي الذي يحكم تطور التنظيم منذ-
البداية حتى النهاية, الا وهو التناقض بين البنية الفكرية- السياسية والتنظيمية والممارسةالعملية
السابقة الاصلية وبين البنيةالفكرية- السياسية والتنظيمية والممارسة العملية القائمة على اساس
الالتزام بالمنهج الماركسي المادي- الجدلي قولاً وعملا وان هذا التناقض يتجلى من خلال غملية
تشمل كافة جوانئب حياة ونشاط التنظيم الديمقراطي الثوري الفكرية- السياسية والطبقية
والتنظيمية, وهي عملية واعية تقودها العناصر المتقدمة من الديمقراطيين الثوريين الاكثر اقتراباً
من الفكر الاشتراكي العلمي, والساعية لامتلاكه وتمثله, والتي تشكل العامل الذاتي الاهم والحاسم
في الارتقاء بالتنظيم نحو مواقع الطليعة الثورية تدريجياء فمن مظهر ثانوي في التنظيم يتحول
الاتجاه اليساري الى مظهر رئيسي سائد من خلال انحصار مواقع ومواقف اليمين المحافظ, فيعيد
بناء_التنظيم ويرتقي به ككل على اسس المنهج المادي الجدلي في كافة المجالات, ليصبج بالفعل
حزبا ماركسياً يمثل طليعة واعية للطبقة العاملة ولعموم الكادحين وتجسيداً صحيحا لعلاقة
الطليعة بالجماهير الكادحة والمعبر في جوهره عن ارتباط النظرية الاشتراكية العلمية بالحركة
العمالية والجماهير الشعبية.
وفي مراحل متقدمة من عملية التحول, فان تجربتنا اثبتت بالملموس ان امتلاك المنهج المادي
الجدلي هو الذي سيحدد رسم وصياغة السياسة واوجه النشاط الاخرى, وهو الذي يعطيها تعليلها
العلمي, ويسامد. الفكر في تهذيب الممارسة وتدكيق خبرتها وتخليصها من مظاهر التجريبية
نذا
تاريخ
1993-02
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed