الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية تنظيمية جديدة - المؤتمر الوطني السادس (ص 13)
غرض
- عنوان
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية تنظيمية جديدة - المؤتمر الوطني السادس (ص 13)
- المحتوى
-
ومهام كبرى فكريا وسياسيا وكفاحيا, في المناورات والحسابات
الأنانية التافهة.
هكذا يدخل الحزب في ديناميات استنزاف داخلي سلبية. تحت
ضغط الحفاظ على التوازنات والمعايير الهابطة؛ الأمر الذي يؤدي
إلى شل فاعلية الحزبء وكبح حرية الإبداع لدى الهيئات والأفرادء
مقابل "الإبداع" في إيجاد المبررات للأخطاء وتدني الكفاءة والفشل.
إن وقوع الحزب في أسر هذه الدوامة المميتة. يحول وحدته إلى
بناء هشء مهدد بالتمزق عند أول منعطف جدي يمس مواقع
وامتيازات مراكز القوى فيه.
تكمن الماساة في مثل هذه الحالة؛ في أن الحزب هو الذي
يدفع الثمن من رصيده السياسي والمعنوي. على شكل فقدان
الشروط الضرورية لتأدية دوره ووظيفته السياسية والاجتماعية
على المستوى الوطنيء ويخل ببنيته كعقد اجتماعي. هذا الأمر
يجد ترجماته في العجز واستفحال الأزمات: بما يرافقها من بيئة
طاردة للكفاءات. وضعف شديد في الحراك الداخلي؛ وتكلس البنى
والهيئات والأفراد وبالتالي افتقاد القدرة على التجديد السياسي
والفكري والتنظيمي. الذي لن ياأتي إلا إذا توفرت شروطه
الأساسية.
هكذا تصل الوحدة الشكلية إلى نهايتها المحزنة2, على شكل -
نزف داخلي مستمرء وفقدان للثقة والهيبة داخليا وخارجياء
وصولا إلى تصدع البناء الحزبي بالكامل, وق أحسن الأحوال,
22
تحوله لتنظيم هامشي وتابع» يتخطاه الواقع والتاريخ عاجلا
أم آجلا. إن وصول الحزب لهذه الحالة؛: يعيدنا إلى معضلة
اختلال التناغم والانسجام بين الرؤية السياسية - الاجتماعية,
وما يترتب عليها من مهام وبرامج وطنية:, والرؤية التنظيمية
التي من المفروض أن تؤمن للأولى أدواتها وحواملها التنظيمية,
والبيئة المناسبة لعملية تطويرها باستمرار.
تنعكس هذه الحصيلة في النهاية على شكل اختلال جدي في
وظيفة ودور الحزب على المستوى الوطني. أمام مثل هذا الواقعء
يصبح أي حديث عن المهام الثورية الكبرى وتحويل المجتمع,
ومصارعة المشروع الصهيوني2 وتحقيق الانتصارات أشبه برجع
الصدى. إن إنقاذ الحزب ووحدته من مثل هذه المصيدة المميتة,
يأتي من خلال عملية واعية لأقصى حد بإطلاق دينامية معاكسة
ونقيضة للأول تماما.
دينامية تتيح للحزب؛ كجسم اجتماعي حيء إطلاق حيويته
وفاعليته وعملياته المعنوية ولمادية الطبيعية, وتحرره من
الكوابح والقوى الضاغطة السلبية (نظم - آليات - عادات -
مناهج عمل - بنى - أفراد..) التي تثقل تنفسه وحركته. مما
يصيبه بالترهل والشيخوخة قبل الأوان. هذه العملية الحيوية
تتجلى على شكل صيرورات لا تتوقفء ارتباطا بسنة الحياة التي
تحكم مسار أي ظاهرة حية.
23 - تاريخ
- 2000-07
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 59867 (1 views)