الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية تنظيمية جديدة - المؤتمر الوطني السادس (ص 14)

غرض

عنوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية تنظيمية جديدة - المؤتمر الوطني السادس (ص 14)
المحتوى
خلاصة القول؛ أن وحدة الحزب الحقيقية, إنما تأتي
كحصيلة إجمالية لفاعليته القصوى سياسياً وفكريا وكفاحيا, وهذا
غير ممكنء إلا إذا تم الارتقاء 6 بالممارسة الديمقراطية
وبالمعايير التي تحكم العمليات التنظيمية المتنوعة, لتصبيح
بمستوى الرؤية السياسية؛ التي بدورها ترتبط بمعايير الصراع
الأشمل؛ وأداء الطرف النقيض.
يتوقف الوصول بالعملية لهذا المستوى الراقيء على مدى
الانضباط للقيم والممارسة الديمقراطية؛ واحترام العقل الجمعي
والفردي2 ووعي التناقضات الداخلية كمظهر طبيعي وشرط
للتطور والارتقاء. وبنفس القدر. وعي واحترام علاقات الخاص
والعام. عبر هذا تتأمن أسس وشروط إطلاق الفاعلية الحزبية,
على مستوى الهيئات والفروع والأفراد. وتترسخ وحدة الحزب
كقانون ناظم, حيث يجد الحزب ذاته كمشروع وطني تحرري
اجتماعي في الهيئات والبنى والممارسة والأفراد. وهذه تجد ذاتها
في الحزب.
في سياق هذه العملية تتراجع عقلية التوليف وتمويه
التناقضاتء وتفقد مراكز القوى -يما هي تعبير سلبي يتمظهر
على شكل أحزاب صغيرة في إطار الحزب الأشمل- البيئة التي
تحتضنها والتربة التي تغذيها. هنا يجب التمييز جيداً بين مفهوم
مراكز القوى السلبي كظاهرة تحتضن الضعف والعجز لتامين
الحماية لذاتها2 وبين الاصطفافات الطبيعية؛ التي تظهر في سياق
24
العملية الإيجابية القائمة على إطلاق الفعالية الحزبية ضمن
الشروط الناظمة التي أتينا على ذكرها.
إن الاصطفافات في هذه الحالة, إنما هي تعبير عن تجاذيات
الفعالية الطبيعية المحكومة بمعايير حق الاجتهاد والاختلاف. بما
يترتب عليها من تقاطعات؛ والمشروطة بمجملها بهدف الوصول
للحقيقة السياسية الصائبة, وذلك ارتباطا بشرط بديهي مطلق الا
وهو: احترام المصلحة الوطنيةء وركائز الرؤية السياسية في
الصراع ضد العدو.
يكمن في ما تقدم, الفارق النوعي بين حق التناقض
والاجتهاد» كحق فردي مطلق على مستوى الأفراد والجماعات
بدون أية ضوابط» وحق الاجتهاد والتناقض في حزب محكوم
بوظيفة ودور وطني تحرري واجتماعي تاريخي. قد يذهب الفهم
الأول إلى دائرة العبث والانفلات والفوضى بأبشع مظاهرها. وأما
الثاني فإنه يرتقي إلى أعلى درجات الوحدة والانتظام على وعي
الدور والوظيفة: وقيمة العمل والإرادة الموحدان.
بهذا المعنى نفهم مقولات من نوع: "في التناقض حياة"' 2
' التناقض جوهر الديالكتيك", وهكذا يتاح المجال لقانون التناقض
كي يفعل فعله في الحزب بحرية كاملة كمدخل للتطور والتقدم,
وبالتالي تحريره من محاولات كبحه؛ أو تمويهه, باسم الحفاظ
على وحدة الحزبء الأمر الذي يقطع الطريق على الفعالية الفكرية
والسياسية الجدية من الوصول لنهاياتها المنطقية» بما يترتب على
25
تاريخ
2000-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 59020 (1 views)