الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 6)
غرض
- عنوان
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 6)
- المحتوى
-
)١( لا نيد من الصفر
إن حديثنا عن المرحلة الخاصة التي تمر بها القضية الوطنية
الفلسطينية؛ لا يعني القفز عن كل ما سبقء وكأن التاريخ والعمل الوطني
الفلسطيني يبدئان مع أوسلو. نقول ما تقدم لسبب بسيط هوء أن عملية
أوسلو وما ترتب عليها مرتبطان تماما ومستغرقان بالكامل في النتائج
المادية والمعنوية التي أفضى إليها محجمل الصراع طيلة العقود السابقة,
يشمل الحديث ليس فقط البعد الفلسطيني, وإنما وبالتأكيد. البعد العربي
والبعد الإسرائيلي والبعد الدولي في الصراع أيضاء
هذا هو السبب وراء الخطوة المنهجية للجبهة الشعبية, التي
ارتأت عند قراءة أزمة الحركة الوطنية الفلسطينية وف السياق أزمة الجبهة
الشعبية, العودة بالظواهر والنتائج المحققة إلى مقدماتها التاريخية من
اجتماعية وسياسية وفكرية...الخ. هذه الخطوة, كانت تعكس قناعة راسخة
للجيهة بأن الاستمرار في ذهنية معالجة النتائج دون التوغل في الأسباب,
يعني مواصلة الدوران في حلقة مفرغة عدا عن كونه يحمل مخاطر تشويه
الوعي. وإشاعة الوهمء ومراكمة الأخطاء. وبالحصيلة, تبديد مزيد من الزمن
ومكونات القوة والمستقبل.
ما تقدم يحمل بعدا منهجيا عمليا ف الممارسة السياسية -
التنظيمية - الاجتماعية, وخصوصا لناحية التأكيد على عدم القطع مع
الواقع والتاريخ وضرورة التواصل؛ وفهم ذلك بصورة علمية دقيقة. إن
عدم القطع مع الواقع لا يعني تقطيع الواقع أو القطيعة معه. فالواقع كما
10
التاريخ وكما الحاضرء يجب أن يكون حاضراً بكل مكوناته. فلا قطيعة
مطلقة مع الواقع والتاريخ إلا بالفناء التام.
وف ذات السياق فإنه لا يجوز التعامل مع الحاضر باعتياره
اللتقيؤان) ميكانيكياً للتاريخ» وإنما كحصيلة أو خلاصة التفاعل التاريخي
للصراع الذي يشبه إلى حد كبير التفاعل الكيماويء الذي يبدأ بعناصر
ومركبات محددة كما وذوعاء وفي لحظة محددة. وضمن شروط محددة
تتحول تلك العناصر والمركبات إلى حالة نوعية جديدة تماماء تضم نفس
العناصر ولكن ضمن علاقات وتركييات جديدة ومواصفات جديدة.
وبطبيعة الحال فإن التفاعل التاريخي - الاجتماعي أكثر تعقيداً
وختراكا مما يعتقد البعضء. حيث تتدخل فيه الديناميات الناشئة والمتفاعلة
ضمن الواقع المعاش, والتي ترسم اتجاهات المستقيل وتحددها. إنها عملية
ترتبط نتائجها بالطريقة والمحتوى اللذان ستدير على أساسهما القوى
الاجتماعية والسياسية والأفراد. صراعها الاجتماعي. إنها عملية ذات طابع
تاريخيء واعية في بعض جوانيها.ء ومشروطة بمستوى التطور الاجتماعي/
الاقتصادي في جوانب أخرى.
من هنا ضرورة الوعي والتمييز لأبعاد تلك العملية وتشايكهاء
كونها تحفظ الشفافية والكفاءة المطلوبة لقراءة علمية هادئة لتجاربناء ومن
ضمنها الحفاظ على الثروة الغنية والهائلة التي أفرزتها تجربة الشعب
الفلسطيني والأمة العربية. كما تحفظ لشلال التضحيات قيمته المعنوية
والتاريخية. وتحولها لقوة مادية تضاف إلى مكونات القوى التي تملكهاء
11 - تاريخ
- 2000-07
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 41377 (2 views)