الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 8)

غرض

عنوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 8)
المحتوى
ولعل الظاهرة الملفتة للنظر؛ في ذات السياق؛ والتي تحمل دلالات
ومضامين عميقة وبعيدة: تتمثل ببوادر حقيقية لحالة متنامية من الفعالية
الفكرية التي تمتد على عموم مساحة الوطن العربي من مشرقه إلى مغريه.
وتكمن قيمة هذه, في أنها بدأت تتخطى عزلة الغيتو القطري لتناقش: حال
الأمة وهمومها وشروط نهوضها على المستويين الوطني والقومي. من ضمن
مستوى فكري يحفظ للعقل والحلم مكانتها ووحدتها.
يضاف لما تقدم بداية عودة لا تخلو من دلالة» للتنسيق العربي
ومحاولة ضبط الإيقاع على المستوى القومي. تكمن قيمة هذا التحول في
أنه يجري بمبادرة وتعاون بين أهم مراكز القرار الرسمي في الوطن العربي
الآن. ما سبق ذكره من أمثلة وظواهرء هو تعبير علني عن فعالية الحراك
الجذري والعميق في الضمير والذاكرة الجمعية العربية بما تحويه من
خزين هائل. يشكل قوة دفع أساسية 'للممانعة الطبيعية" التي تغذيها
بصورة مستمرة ماديا ومعنويا العناصر الموضوعية المسببة للصراع
التاريخي مع العدو الصهيوني.
تبين الأشكال المتنوعة من الممانعة والمقاومة الشاملة والمتنامية. ما
نقصده بموضوعية الصراع التي لا تقيدها أو تطلقها رغبات الأفراد أو
الزعامات, ولا النوايا الطيبة أو السيئة على حد سواء. إنها عملية دائمة
الفعل والتفاعلء وإن مرت بمراحل كمون أو تراجع أو انحناءء إذ سرعان
ما تجد للتعامل مع تحديات الصراع من خلال تجليات لا حصر لهاء
معيدة الأمور إلى مرجعياتها وجذورها. إن إبداع أي حزب أو حركة
سياسية يتجلى هناء أي في القدرة على التناغم مع حركة الفعل والتفاعل
14
تلك وإدارتها بصورة علمية واعية: لنقلها من المستوى العفوي إلى مستوى
الصيرورات والرؤية الشاملة.
إن وعي تاريخية الصراع وموضوعيته., يضع النقاش ضمن
مساره السليم وللنطقي: .ويقود. حتما إلى التعامل مع الصراع يوصفه
اشتباكا تاريخيا اجتماعيا. بين الآمة' العربية وعلى نحو أخص الشعب
الفلسطيني» وبين المشروع الصهيوني الإمبريالي. وهو صراع اجتماعي
تاريخي جذري باعتباره يطال الوجود ذاته؛ ويواجه محاولات لا حصر
لهاء لإخراج ذلك الوجود عن أنساق تطوره الطبيعي وإخضاعه لخدمة
المشروع النقيض. وبهذا المعنى فإن الصراع يأخذ أشكلاً نضالية متنوعة
بما فيها الكفاح المسلح.
توضح لنا القراءة المكثفة لممارسات المشروع الصهيوني. بعد مرور
مائة عام على المؤتمر الصهيوني الأول في بال عام 1890, أن هذا المشروع,
ورغم الانتصارات الكبرى التي حققهاء مستمر في إعادة صياغة وتكييف بناه
وأدواته واستراتيجياته, بما يحفظ له من ناحية منجزاته المحققة في جانب,
ومن ناحية أخرى تأمين شروط الاندفاع لتحقيق مزيد من الأهداف. هذا
الأمر يفرض في الجوهر ضرورة حفاظ المشروع المعادي على ركائزه
الأيديولوجية الثقافية والسياسية وتطويرها باستمرارء لتشكل قوة دفع
مستمرة ومتجددة, لحشد المزيد من الطاقات والإمكانات. من أجل مزيد من
العدوان والتوسع.
15
تاريخ
2000-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed