الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 9)

غرض

عنوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 9)
المحتوى
يسهم وعي هذه الحقيقة في تحسين كيفية التعامل مع المرحلة
الراهنة. وتفسير المنعطفات النوعية التي شهدها ويشهدها المشروع
الصهيوني - الإمبريالي في كل مرخلة من مراحل تظور الضراعء تاريخيا
واختفاقيا: لاستكمال أهداف المشروع والنقطة التي وصلها ارتباطاً بعملية
التراكم الحاصلة؛. وما تفرضه من تعديلات استراتيجية وتكتيكية2, هي
انعكاس ديناميكي ومرن لحركة موازين القوى على جانب جبهة الصراع.
وبهذا المعنى» فإن الصراع على الوجود لا يعني بالضرورة النفي
المادي على نحو مطلق؛ وإنما تركيم القوة؛ لإلحاق الهزائم المرة والتاريخية
بالطرف العربيء وإرضاخه بالعنف والضغط على مختلف أشكاله السياسية
والاقتصادية والعسكرية. وجعله في حالة خضوع واستكانة شبه كاملة,
أمام المشروع الإمبريالي - الصهيوني. هنا نضع الرأي الذي يقول بتاريخية
الهزائم» وأن ما نعيشه الآنء يعود لمجمل النتائج التي تراكمت منذ ما قبل
سايكس-بيكو وما بعدهاء وحتى الآن. وهي نتائج من طبيعة تراكمية
وتصبح ذات ثقل متضاعف مع تقدم الزمن.
أكثر من ذلك. فإن بعض مظاهر التخلف التي تعاني منها
الشعوب العربية. تحولت مع مرور الوقت إلى دينامية داخلية لها قوانينها
الخاصة: التي ما لم يجر كسرها وتخطيها ستبقى تغذي باستمرار حالة
التخلف, وتبعا لذلك الاختلال: وهو الأمر الذي يؤسس بصورة طبيعية
لمزيد من الهزائم. إن وعي هذه الحقيقة بعمق. يفرض ضرورة وعي أنء
عملية الكسر والتخطي محل الإشارة هي عملية اجتماعية تاريخية واسعة,
تتخطى مشيئة أحد طرق الصراع بمفردء ذلك أن عناصر الصراع وديناميته
16
أشمل وأعقد من الديناميات والعناصر التي تدور عند أحد الطرفين. إنها
حصيلة تاريخية مركبة ومتحركة لمجمل عملية الصراع التاريخي التي نقول
بها.
ضمن عملية التقدم والتراجع هذه. وما تحفل به من تشابكاتء
وصيرورات اجتماعية؛ يأخذ الصراع طابعه المحرك والتاريخي. الذيء وإن
شهد حالات ركود أو كمون؛ فإنها تبقى عابرة ومؤقتة, نظراً الأنها ‏ نتيجة
حالة هزيمة أو انكسار مؤقت أو انتصارات مؤقتة, أو لعدم توفر شروط
النهوض على أكثر من مستوىء فما دامت أسباب الصراع قائمة ومنجزة
ومتجددة, فإنها دائما مرشحة للانفجار عند كل زاوية من زوايا التاريخ
وما أكثرها.
يفرض ما تقدم, ضرورة إعادة التدقيق بالمسائل والحذر الشديد
عند قراءة واقع الحال الفلسطيني راهناء وذلك ف ضوء ما أفرزته الحياة
من حقائق منذ توقيع اتفاق أوسلو وحتى الآنء والتي تدل على عمق٠‏
وأسباب واستمرار الصراع التاريخي. إن ما تقدم يشكل الإطارء الذي يحمي
التحليل من الوقوع في مهالك التسرع أو النزق أو الذاتية وأوهام أن
بالإمكان قفل باب الصراعء. الذي لا ينتهي إلا بانتهاء أسبابه. وهذا ينقلنا
إلى عنوان آخر.
تاريخ
2000-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed