الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 10)

غرض

عنوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 10)
المحتوى
() أوسلو سلام أم إعادة إنتاج للصراع بأشكال
متحددة؟
لدسين مطلوبا منا الآن إعادة النقاش في المخاطر والأضرار الجسيمة
المتراكمة التي لحقت بالقضية الفلسطينية, جراء اتفاق أوسلو وما تلاد. لأن
ما ورد في الوثيقة السياسية الصادرة عن الكونفرنس الوطني الأول عام
4 : بالإضافة إلى ما تناولته وثائق الجبهة الشعبية الصادرة عن
هيئاتها الأولى بهذا الصدد وغيرهاء أكثر من كاف. إن ما نود تناوله الآن.
يتخطى هذا الجانب. ويستهدف تعميق رؤيتنا وتحليلناء استناداً للمعطيات
والمستجدات التي شهدتها السنوات القليلة الماضية.
إن اتفاق أوسلو وما تلاه من اتفاقيات. وما حمله وحجسده من
مخاطرء ليس أكثر من مرحلة عابرة مؤقتة في الصراع قد تطول أو تقصر.
دون أن يعني ذلك التقليل من ثقل الأضرار والمصاعب التي حملتها تلك
الاتفاقيات. أو الاستخفاف بها وكانها لم تكن. على العكس من ذلك. فإننا
ننطلق من إعادة التأكيد على حقيقة أنها تشكل مرحلة نوعية في الصراع.
اندثئرت فيها عناصر ومكونات وأساليب وبنى ونماذج؛ ودخلت إليها أو في
طريقها إلى التكون والتبلور. عناصر ومكونات وأساليب وبنى ونماذج
جديدة. [انهيار الاتحاد السوفييتي.ء وتغيير لوحة التحالفات الدولية -
هيمنة الولايات المتحدة - التغيرات التي شهدها الواقع العربي منذ حرب
الخليج الثانية - قيام السلطة الفلسطينية - تغير موازين القوى الداخلية
- أزمة القوى الديمقراطية - ظاهرة التطبيع ومقاومته...].
18
إن الانتقال من مرحلة إلى أخرىء ليس بتلك البساطة التي يتخيلها
البعضء إنها تشبه عملية المخاضء بما يرافقها من آلام ونزف وتحولات
معنوية ونفسية. ولكنها تعني في النهاية الولادة وبدء دورة جديدة للحياة
بكل نواظمها وعناصرها. بناء عليه؛ فإن المرحلة الراهنة وبمقدار ما تحمله
من عمليات قطع مع المراحل السابقة؛ فإنها تبقى مرتبطة معها يألف حبل
سري تفعل فعلها وتلقي بأثقالها وظلالها على الواقع.
لقد ألقت القيادة الفلسطينية المتنفذة, بعد حرب الخليج الثانية
وانهيار الاتحاد السوفييتي. بمعظم أوراق القضية الفلسطينية وأهمها في
خانة الرهان على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى ما يزعمه الكيان
الصهيوني من استعداد للسلام. تنبع خطورة هذه السياسة. وما ترتب
عليها من خيارات عملية واتفاقات محددة. من أنها لا تقوم على رؤية
سليمة وعلمية لطبيعة الصراع وجذورهء وتعبر عن فهم مذعور وسطحي
لموازين القوى القائمة. ولطبيعة المشروع الأمريكي - الإسرائيلي للسلم
وأهدافه الاستراتيجية.
لقد استجابت لمقتضيات الاستراتيجية الأمريكية - الإسرائيلية.
وسمحت لديناميات تلك الاستراتيجية بأن تتحكم بها وبخياراتها. مما
افقدها بالتدريج» وبصورة متتابعة غير عنصر من عناصر القوة المادية
والتاريخية والشرعية التي كانت تتمتع بهاء وباتت تبعا لذلك تنطلق في
ممارستها السياسية2 وكأن ما يجري هو الخيار الوحيد المتاح أمامها أو
باعتياره نهاية المطاف للصراع العربي - الصهيونيء. وفي القلب منه
الصراع الفلسطيني - الصهيوني.
19
تاريخ
2000-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed