الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 11)

غرض

عنوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 11)
المحتوى
هذه السياسة البائسة في فهم الصراع وإدارته مع العدو. هي
الوجه الأخر لسياسة بائسة أخرى تجاه الداخل الفلسطيني. والتي تجلت
في ذهنية قاصرةء تراكمت تاريخيا لتاأخذ شكل بيروقراطية عاجزة ومدمرة:
سلاحها الإفسادء وهو ما قاد إلى تبديد كثير من مكونات القوة الفلسطينية,
وأدى إلى عدم امتلاك رؤية شاملة وبعيدة النظر لتعزيز البنية الداخلية
للمجتمع الفلسطيني في مختلف مواقع انتشاره. من خلال تعزيز البنى
التنظيمية والمؤسساتية والإدارية ... لهذا المجتمع.
أبرز نموذج على ذلك هوء عملية تحطيم وتمزيق أهم إطار وطني
فلسطيني في الفترة المعاصرة أي م.ت.ف . حيث جرى التعامل معها
بصورة محزنة ومؤلمة. إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على قصر نظر
السياسة التي مورستء وخفة التعامل مع هذا الإطار الهامء الذي كان من
المفروض أن يبقى بمثابة الإطار الوطني الجامع؛ والمعبر الحقيقي عن وحدة
الشعب الفلسطيني المشتت والممزق جغرافيا واجتماعيا واقتصاديا.
يضاف لما تقدم, عدم القدرة أو الرغبة في استثمار الطاقات
والكفاءات الوطنية لصالح تعزيز البنية الاجتماعية وتقوية ركائز المجابهة
الوطنية, وهو الأمر الذي عبر عن نفسه باستمرار سياسة الهيمنة والتفرد»
وإغراق مؤسسات المجتمع الفلسطيني في الوطن المحتل في دوامة الفسادء
وعدم احترام الإنسان وحقوق المواطن؛ هكذا وجد المواطن الفلسطيني نفسه
بين فكي كماشة: الاحتلال بممارساته القمعية والتوسعية في جانب,
وممارسات السلطة وأجهزتها في جانب آخر. هذا الأمر فاقم المأزق الذي
20
تعيشه الجماهير الفلسطينية. والقضية الوطنية في الوطن المحتل وفي
الشتات.
ترافق الواقع المشار له. مع ممارسة لا تقل خطورة وقصر نظرء
تمثلت في النظرة الاستخدامية للحركة الشعبية الفلسطينية, مما أدى إلى
توسيع المسافة بينها وبين السلطة السياسية؛ وبالتالي فقدان الثقة بالسلطة
التي لم تحافظ على الحد الأدنى من الحقوق الوطنية وحمايتهاء وفي الوقت
نفسه لم تدل ممارساتها تجاه المجتمع الفلسطيني. ولوعلى حد أدنى من
الاحترام والثقة. تجلت تلك السياسة وأخذت ثلاثة أشكال أساسية هي:
أ- الملاحقة والاعتقال نزولا عند إملاءات الاحتلال. ب- الانتهازية
والاستخدام اللحظي المؤقت للحركة الشعبية. ج- محاولة تكييف
المعارضة مع سقف السلطة وسياساتها.
قادت هذه السياسة إلى نتائج خطيرة على الحركة الوطنية
الفلسطينية: ذلك أنها ساهمت في تعزيز حالة التمزق والافتراق؛ وإبقاء
أسباب الاستنزاف والانفجارات الداخلية قائمة. كما أفرغت سياسة السلطة,
مفهوم الحوار الوطني من مضامينه وركائزه, وبالتالي حولت مسالة الوحدة
الوطنية إلى ورقة متاورة. وليس خطا سياسيا ناظما لفعل الخركة
الوطنية الفلسطينية بتلاوينها وتياراتها وتنظيماتها المختلفة.
إن الذهنية السياسية والفكرية التي قادت إلى الرهان المتسرع
والقاصر على المشروع الأمريكي - الإسرائيلي للسلام, هي الذهنية نفسها
التي أفضت إلى حالة الرضوخ بهذه الصورة الدرامية. مستغلة حالة الإنهاك
21
تاريخ
2000-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed