الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 12)

غرض

عنوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 12)
المحتوى
والإعياء التي أصايت الشعب القلس حليني والأمة العريية نتيجة ضغفط
الحلف المعادي وديناميات القصور الداخلي؛ التي تسبيت بها أصلا تلك
الذهنية التي أتقنت كيفية تبديد الموارد أكثر مما عرفت كيف تراكمها. ‎٠‏
لقد دفع العدو. ومنذ مدريد. بكل الهزائم العربية المتراكمة إلى
المسرح السياسي. حين ارتأى أنه آن الأوان لكي يخطو خطوة انعطافية
هامة. تتمثل بضرورة فرض الهزيمة سياسياء وتشريعها رسميا وقانونياً
على الصعيدين العربي والدولي. وهكذا تم الانتقال من مستوى الحرب
المباشرة إلى مستوى الحرب غير المباشرة. التي تتكئ إلى ميزان قوى شامل
مختل لصالح الحلف الأمريكي - الإسرائيلي.
إن ما جرى في مدريد وما تلاه من محطات واتفاقات وتجاذيات,
لم يخرج عن إطار عملية الاقتحام السياسي التي تديرها الولايات المتحدة
بتنسيق كامل مع الكيان الصهيوني. وبالتالي فإن المشروع السياسي-
الأمريكي للتسوية كما جرى تظهيره في أوسلو لا يخرج عن كونه مشروعاً
لفرض مزِيدْ من الرضوخ السياسي والاقتصادي على المنطقة, والذي بلغ
حدوداً غير مقبولة مع الحد الأدنى من الشعور بالكرامة.
يفسر لنا ما تقدم حقيقة الدور الأمريكيء الذي بعد أن أدخل
الأطراف المختلفة في دينامية التفاوض. على أساس مبادئ عامة تراعي ولو
جزئيا بعض قرارات الشرعية الدولية, انتقل بعدها إلى ممارسة شتى
صنوف الضغط والإرهاب لفرض الرؤية الإسرائيلية للتسوية التي تتناغم
ف الجوهر والرؤية الأمريكية. وبكلمة أخرى: فرض الاستسلام على العرب
اع
وليس إنجاز عملية سلام كما يقال نفاقاء وذلك من ضمن منطق يجد.ما
يبرره في فلسفة القوة كأساس لإدارة العلاقات الدولية. فلسفة ملخصها :
حق للمنتصر فرض شروطه على المهزوم.
إن هذا دون غيره. هو الذي يفسر انحياز السياسة الأمريكية
بصورة فاضحة ومتواصلة لجانب الكيان الصهيوني؟! ريماء آن الأوان
للكف عن سذاجة من نوع الاعتقاد بأن الإدارة الأمريكية بكل ما تملك من
معلومات وخبرة في إدارة الصراعات الدولية: لا تدرك أن الحديث عن
السلام في الشرق الأوسط يبقى محض هراء وخداع: ما لم يتضمن الحد
الأدنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية والحقوق القومية العربية.
إن الإدارة الأمريكية تدرك هذه الحقيقة أكثر من غيرها وليس
هنالك من يستطيع. حتى الدفاع عن أكذوبة, أن الولايات المتحدة تريد فعلا
الوصول لسلام ضمن القواعد التي تقرها أبسط قواعد ومواد القانون الدولي
ومفاهيم الحرية والعدالة والتوازن؟! وليس من فلسفة القوة لفرض ما
بناء على ما تقدمء لا تعود المشكلة في هذه الحكومة أو تلك كما
يحاول البعض أن يروج: إن المشكلة تكمن بالأساس في طبيعة المشروع
الأمريكي - الإسرائيلي للسلام الذي هو في الحقيقة ومن ناحية المنطق
والهدف مشروع واحد. لولا ذلك: لقامت الولايات المتحدة بتقديم نص دقيق
وواضح لمشروعها السياسي الخاص للسلام في الشرق الأوسط. ويكون جزء
تاريخ
2000-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 59868 (1 views)