الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 14)

غرض

عنوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 14)
المحتوى
نجد بعض أبرز تجليات الممانعة, في الفعالية الفكرية العربية
والتي تأخذ شكل الحوار والنقد. وإثارة الأسئلة الجوهرية والأساسية,
ومحاولة إعادة المسائل باستمرار إلى مرجعياتها التي تعود في بعض
جوانبها إلى أسباب العجز والتخلف والهزائم. وبعضها الآخر يذهب إلى
إعادة اكتشاف أو التأكيد على طابع الصراعء والذي يعبر عن نفسه من
خلال صراع تاريخي شامل.
هذا هو الوجه الآخر الذي كشفت عنه دينامية التسوية وفق
الرؤية الأمريكية الإسرائيلية. والتي لم تترك أمام المواطن العربي أو
المواطن الفلسطيني سوى الاختيار بين الاستسلام المذل. وبين الاشتباك
والمجابهة» وهو الأمر الذي يغذي الصراع بديناميات جديدة ويقوى دافعة
جديدة بصورة متواصلة. بحيث تبدو الأمور للناظر يتفاؤل وعمق وكان
الصراع قد بيدأ للتو.
تقودنا الحقيقة أعلاه؛ إلى التأخيد بأن ما جرى حتى الآن من
إزاحات سياسية تجلت في الاتفاقات الموقعة. ما هي إلا إزاحات تقوم على
ذات أرضية الصراعء الأمر الذي يعني بأنها فعلا مؤقتة وعابرة. ولن تقود
إلى الأمن أو الاستقرار أو السلام. وبالتالي فأي رهان على هذه العملية إنما
يعبر عن قصر نظرء أو إحباط مأساويء أو التسليم بقضاء المشروع
الأمريكي- الإسرائيلي وقدره.
هذا الحديث لا يعني التقليل من خطورة ما جرى ويجري,
واستطرادً. التعامل مع العملية وكأن شيئًا لم يكن. على العكس من ذلكء
26
فسا جرى خطير وثقيل الوطء؛ ويجب رؤيته والتعامل مع نتائجه بهدف
تغييره وفق المعايير الثورية؛ باعتباره معطى جديد أضيف إلى لوحة
الصراع.
ما تقدم يفرض علينا كشعب فلسطيني وحركة وطنية فلسطينية,
تعويد أنفسنا وعقولنا بأسرع وقت ممكن على التجذر والمرونة والازمة.
لتلمس واستيعاب أية حركة أو مستجد في الواقع» وأن نخفف من الصخب
والضجيج: ونكثف القراءة الدقيقة والفعل المستند لرؤية شاملة ومتماسكة
للصراع؛ الذي لم يعد سراء أنه صراع على الوجود نفسه ويدور في حيز
الواقع ويدار بناء لقانون ميزان القوى.
(4:) تحقيق المطلوب انطلاقاً من الموجود.
من الضروري في البداية التأكيد على أن حديثنا عن معطيات
جديدة. لا يعني حكما انتفاء الأسباب التاريخية للصراع: وإنما رؤية
الوقائع والمعطيات والأسباب الجديدة التي أضيفت إلى المسرح والتي من
غير المسموح لأحد تجاهلها إن بالسلب أو الإيجاب, لأنها من طبيعة كمية
ونوعية باتت تفرض علميا إعادة النظر في جوائب أساسية. تطال مجمل
عملية إدارة الصراع.
لقد أدت الأحداث الهامة التي شهدها الوضع العالمي والعربي مع
انهيار الاتحاد السوفييتي. حرب الخليج الثانية والديناميات التي أطلقها
المشروع الأمريكي للسلام ؛ إلى مجموعة اختراقات جدية: ترتب عليها عقد
مجموعة من الاتفاقات مع الكيان الصهيوني. أهمها على الإطلاق الاختراق
27
تاريخ
2000-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 59020 (1 views)