الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 16)

غرض

عنوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 16)
المحتوى
ويتوقف هذا فيما يتوقف على التكيف الإيجابي مع المرحلة ومعطياتهاء
وعدم اعتبارها حقائق نهائية أو أبدية» أي عدم الوقوع في سياق حالة من
الاستلاب والتكيف السلبي مما يعني الرضوخ والارتهان.
يعني هذاء ضرورة التعامل مع المرحلة بحركتها ومحدوديتها في
الزمان والمكان» وفي ذات الوقت إبقاء دوائر الفعل منفتحة في كل الاتجاهات
ارتباطاً بفترة الصراع التاريخي وموضوعيته. بكلمة محددة, ليس المطلوب
منا استمرار إعادة قراءة الماضي إلى ما لا نهاية, أو صياغة برنامج لمدى
غير منظور. إن تقرير أمر مكاننا ومكانتنا يجب أن يبقى بعيداً عن الهروب
إلى الخلف أو إلى الأمام. مكاننا ومكانتنا هي في قلب الواقع والحدث.
وبهذا المعنى فنحن أمام عملية محددة تستدعي رسم رؤبة
سياسية وتنظيمية - اجتماعية وفكرية, وبناء لما هو متوفر من تجربة
تاريخية متراكمة, ووقائع المرحلة على تنوع مفرداتهاء الشاملة والموزعة
على كل المستويات. إن احترام ما تقدم هو الذي يبقي الأبواب مشرعة.
المواصلة الصراع؛, وبصورة أدق: التأسيس وتحقيق خطوات عملية ياتجاه
الاقتراب من الأهداف الوطنية العليا. كما يعني توفير مستوى مناسب من
المرونة والقدرة على الانعطاف في الممرات الصعبة كشرط لا بد مثه,
لتجنيب الحزب والشعب أية خسائر غير مبررة.
خلاصة القول؛ وربطا بالإشارات المنهجية المنوه لهاء. فإنه من
الضروري رؤية التحولات النوعية التي بات يشهدها الصراع في هذه
المرحلة النوعية وأخذها بعين الاعتبار كمعطيات أساسية يجب التعامل
30
معها. دون ذلك نفتقد لأهم شرط من شروط امتلاك الرؤية العلمية
والقدرة على تحديد البرامج الملائمة انطلاقا مما هو موجود لتحقيق ما هو
مطلوب. وفيما بلي أبرز المعطيات - المحددات التي لا بد من أخذها بعين
الاعتبار بوصفها سمات أساسية للمرحلة:
المعطى الأول
الدفاع. فيما المشروع النقيض في حالة هجوم. إن مضمون مفهوم الدفاع
المستخدم هنا ليس سلبياء كما قد يذهب البعض. بل إيجابي. ويؤمن لنا
إدازة 'الصراع غلى نحو مثاسب زيطا بالمعطيات القائمة, مما يعني ضرورة
الاستخدام الأمثل للطاقات ومكونات القوة الذاتية. أول شرط لذلك عدم
: أن السمة الأساسية للمرحلة هي التراجع والانكفاء/
تبديدهاء وتقليص الخسائر ما أمكن. وهذا شأن لن توفره إلا ذهنية ورؤية
سياسية تحدد الأهداف المباشرة والمتوسطة, انطلاقا من استراتيجية دفاعية,
مما يعني الطلاق مع الذهنية القائمة على الفطرسة والعنجهية والخطب
الصاخبة؛ واستطراداً. الدخول في معارك ومواجهات يجب تجنبها لآن لا
طاقة لنا عليها.
وف هذا المجال لا بد من الارتقاء بمعايير الأداء من المستوى
الذاتي إلى مستوى المعايير الموضوعية أو التي تحكم أداء العدو. لأن نتيجة
الصراع في مطلق الأحوال إنما تتحدد في ضوء المواجهة مع العدو التاريخي
وشروط الصراع معه. بهذا نتخطى المعيار الذاتي - المزاجي القاصر الذي
كان يحاكم أداء هذا القائد أو التنظيم أو ذاك. بأداء قائد أو تنظيم
فلسطيني آخرء نحو المعيار الفعلي ألا وهو المعيار الذي يعمل بموجبه
العدو الفعلي.
31
تاريخ
2000-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 59020 (1 views)