الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 20)

غرض

عنوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 20)
المحتوى
حيث يشهد الوضع العربي حالة من الحراك
والتناقض الذي يتمظهر في مستويات مختلفة :
المستوى الأول :
الذي يميل للمهادنة وميوعة المواقف تجاه سياسات الحلف الأمريكي -
الإسرائيلي وبين طموحات وأهداف الجماهير العربية التي تشعر وتلمس
خطورة المشاريع السياسية التي تستهدف مصالحها وحقوقها القومية
والوطنية.
التناقض المتصاعد بين سياسة النظام الرسمي العربي
ويعكس هذا التناقض البعد الطبقي في الصراع القومي والاجتماعي
في ذات الوقت, وقد تعززت حركة هذا التناقض باتجاه الحدة والوضوح في
ضوء اتضاح حقيقة وجوهر المشاريع الأمريكية - الإسرائيلية التي رأت في
التسوية فرصة لفرض شروطها واملاءاتها وإعادة صياغة المنطقة باتجاه
تكريس الهيمنة والسيطرة على حساب مصالح وحقوق الأمة العربية
وثرواتها القومية.
فمع استمرار عملية التسوية توضحت معالمها وأهدافها أكثر فأكثر
وأصبح مفهوم إنهاء الصراع في الشرق الأوسط هو الأداة لإحكام السيطرة
على المنطقة ونهب ثرواتها وضرب طموحات الأمة العربية في الوحدة
والتحرر.
لقد أصبح المواطن العربي يدرك جيداً بأن التسوية ما هي إلا
وسيلة لفرض سياسة التطبيع السياسي - الاقتصادي - الثقافي تحت /
38
ضغط موازين القوى والتهديد بالحرب وتصفية الحقوق القومية العربينة
لصالح المشروع الصهيوني في فلسطين والبلدان العربية.
هذه الحقيقة هي التي تفسر تنامي ظاهرة مقاومة التطبيع في
الشارع العربي سواء في مصر أو الأردن أو غيرها من الدول العربية. إنها
الرد الشعبي المباشر والمتصاعد لمواجهة تهالك الأنظمة وعدم جديتها
وتفريطها بالحقوق القومية.
ومن خلال التجربة تلمست الجماهير العربية قيمة وأهمية ما
تملكه من طموحات وعناصر قوة كامنة وقائمة يإمكانها - إذا ما استمرت
وجرى تنظيمها وتوجيهها بصورة فعالة - أن تشكل قوة حماية حقيقية
في مواجهة سياسات التنازل والارتهان للإملاءات والشروط الأمريكية -
الإسرائيلية.
الممستوى الثاني: التناقض بين أهداف المشروع الأمريكي - الإسرائيلي
للتسوية والحد الأدنى من الحقوق والمصالح القومية والوطنية للشعوب
العربية.
حيث أثبتت معطيات وحقائق عشر سنوات على انعقاد مؤتمر
مدريدء أن المشروع المعادي يستخدم كامل عداصر قوته لفرض شروطه مع
أقل قدر من التنازلات. هذا ما برهنته اتفاقيات أوسلو - وادي عربة,
ومحاولات الضغط على سوريا لفرض الشروط الإسرائيلية لاستئناف
المفاوضات معها.
39
تاريخ
2000-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 38577 (2 views)