الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 27)

غرض

عنوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 27)
المحتوى
توضح لنا هذه الرؤية وركائزها أكثر فأكثر معنى ما ورد في
سياق حديثنا عن الطابع المؤقت لمرحلة أوسلوء ذلك أن مضمون اتفاق
إعلان المبادئ وتوابعه. وما يرسل من إشارات بصدد مفاوضات الحل
النهائي, تؤكد بمجملهاء أنها أعجز من إنهاء الصراع. لقد أكدت التجربة
الملموسة احتدام الصراع أكثر فأكثر. ويعود ذلك لتكشف أبعاد وأهداف
المشروع الأمريكي - الإسرائيلي للتسوية. وهو ما أضاف مفاعيل ومعطيات
جديدة إلى مسرح الصراع» وباقت: بالتاني ,حزءاً مكونا :من الواقع القائم: لا
يمكن التعامل مع الصراع على نحو جدي بمعزل عنها. تبرز هنا عدة
احتمالات لكيفية التعامل مع الواقع الناشئ ومنها:
‎-١‏ التكيف السلبي؛ بمعنى الرضوخ والتسليم بما هو قائم, بحيث لا
يتعدى العمل حدود المناوشة لإدخال بعض التحسينات على
الوضع القائم.
"- رفض الواقع ومواصلة العمل وكأن لا جديد يذكر قد حدثء وهذا
يعبر عن عجز وعدم قدرة على وعي ما حدث واستطراداً. يتم
الهرب من استحقاقات المواجهة حسب الأصول التي تقتضيها
المرحلة الجديدة نحو"الجملة الثورية" والشعاراتية والمراوحة عند
حدود الرفض العام وتسجيل المواقف للتاريخ.
*- الارتباك والمراوحة والارتجال. بحيث تتوزع الممارسة على نحو
عشوائي. ما بين الصخب والرفض العام من ناحية وضفط
حقائق الواقع العنيدة من ناحية أخرى. حال كهذاء يؤشر على
52
غياب الخطة أو الرؤية الناظمة والموجهة للفعل» وبالتالي هيمنة
التردد والتذيذب وعدم الوضوح.
؛- التكيف الإيجابي؛ بمعنى الاستناد إلى تاريخية الصراع وشموليته,
والانطلاق من معطيات الواقع القائم كمحددات قسرية في التعامل
مع المرحلة؛ باعتبارها محطة جديدة لها أبعادها ونواظمهاء
وبالتالي لا بد وأن يكون لها دورها في صياغة الممارسة السياسية,
والبنى التنظيمية والنضالية وذلك ارتباضا بالأهداف والمعطيات,
أي تطبيق مبدأ القطع والتواصل في إطار عملية الصراع.
إن تحديد الاحتمالات المتاحة بوضوح ودقة ضروري جداً لتحدد
مدى ملائمة كل خيار لاستحقاقات المرحلة وشروطها. نقول ما تقدم,
على قاعدة أن الخيار السليم يتحدد بصورة موضوعية: وليس بناء
على الرغبات أو الأوهام؛ أو الاسقاطات الذاتية؛ أو نتيجة قراءات
قاصرة أو مغلوطة للواقع؛ أقصى ما تستطيع تقديمه شعارات
شعبوية أو عاطفية قد ترضي الغرور أو الطموح الذاتي, ولكنها إن
ملاحلا أو آجلاء لا بد وأن تتحطم على صخرة الواقع العنيدة,
وبالنتيجة حدوث مزيد من الفشل والإحباط.
إن الانضباط لشروط الصراع هو الذي يحمي الحزب والحركة
الوطنية عموما من الانسياق مجدداً في ممارسة خاطئة. والسير وراء
وعي مشوه أو قاصر للصراع؛ مما يعني المزيد من الهزائم والمرارة.
وبناء عليه, فإن الخيار المناسب لثوابت المرحلة ومعطياتهاء هو الذي
53
تاريخ
2000-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 59020 (1 views)