الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 30)
غرض
- عنوان
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 30)
- المحتوى
-
)١( حرب من أجل بناء
وبناء من أجل حرب
مدخل : ها سبق لنا ذكره في محددات ونواظم ومعطيات هي بمثابة
معالم طريق تحدد لنا الإطار العام الذي يجب أن يحكم الممارسة السياسية
ويضبطها ضمن أنساق من السلوك العلميء وبالتالي لا يعود أمر تحديد
السياسات والبرامج والمواقف مسالة عفوية أو اعتباطية؛ وإنما عملية علمية
مرجعيتها الواقع بشموليته. وهدفها تحقيق المصالح الوطنية والقومية
العليا.
تبرز جملة إشكاليات, يشكل التعامل معهاء اختباراً جديا للرؤية
والمناهج التي استندنا إليها في قراءتنا لكل أبعاد المرحلة. هذا الاختيار
ليس مجرد رياضة ذهنية؛ وإنما له قيمة علمية وعملية كبيرة تكمن في
قدرته على التعامل على نحو مناسب مع التحديات والإشكاليات التي
يقذفها الواقع في وجوهناء وتشمل مختلف جوانب العمل الوطتي. ويقور
النجاح في التعامل معهاء مدى نجاح الحزب أو الحركة الوطنية في إدارة
الصراع. بما يخدم وباعلى طاقة النضال الوطني, وتحقيق الأهداف الوطنية
الراهنة والبعيدة.
الصراع السياسي والبناء الاجتماعي : تتجلى اولى
الإشكاليات التي تواجه الحركة الوطنية الفلسطينية؛ في العلاقة بين الشق
التحرري؛ والشق الاجتماعي من البرنامج الوطني. وقد سبق لوئيقة
58
الكونفرنس الوطني الأول أن أتت على هذه الإشكالية. اتسمت الممارسة
السياسية الفلسطينية بما يشبه الفصل بين المستوى السياسي وبين
المستوى الاجتماعي, كحامل للمشروع السياسي التحرري. الأمر الذي أدى
إلى نشوء خلل متنامي على نحو متماد بين ركيزتي البرنامج الوطنيء أي
البعد التحرري والبعد الاجتماعي.
ساهم في تغذية هذا الخلل تركز قيادة العمل الوطني الفلسطيني
طيلة العقود السابقة خارج الوطن المحتلء بما رافق ذلك من مظاهر سلبية
شهدتها العلاقة ما بين فصائل العمل الوطني وبين التجمعات الفلسطينية.
كان يخفف منها حالة الصعود التي شهدتها المقاومة أواخر الستينات
وخلال عقد السبعينات. لكن: وما أن بدأت معالم الأزمة الداخلية تتضح
وتتفاقم, حتى بدأت تنكشف سطحية وضحالة الرؤية الاجتماعية لفصائل
الحركة الوطنية الفلسطينية.
تجلى الخلل بصورته المأساوية بعد اتفاق أوسلو ونشوء سلطة
الحكم الذاتي في بعض المناطق المحتلة, حيث بدا واضحاً غياب البرنامج
الاجتماعي المحدد الرؤية والاهداف. وهو الأمر الذي أدى إلى تأزم اجتماعي
داخلي إضافي. شمل مختلف الميادين. فتح هذا الخلل أبوايا واسعة لإعياء
المجتمع؛ وإغراقه في دوامة الاستنزاف الداخلي. وقد استخدم العدو هذا
الواقع الصعب ليمارس ضغوطه إلى أقصى درجة ممكنة. وشدد من حربه
الشاملة لكسر إرادة المقاومة داخل المجتمع.
59 - تاريخ
- 2000-07
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 59867 (1 views)