الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 31)
غرض
- عنوان
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 31)
- المحتوى
-
يعكس الواقع المشار له بصورة واضحة بؤس الممارسة
الفلسطينية على هذا الصعيدء والتي تمثلت في ذهنية وممارسة سياسية
تعتقد أنه بالإمكان خوض نضال تحرري ضد الاحتلالء وتحقيق
الانتصارات عليه. بمعزل عن توفير الشروط الاجتماعية المناسبة والملائمة
لهذا النضال. وبذلك جرى فصل تعسفي بين ركيزتي البرنامج الوطني.
الركيزة التحررية والركيزة الاجتماعية. وهنا لن نعتد كثيراً بما كان يسجل
ف الوثائق وما يلقى في الخطابات. عن الجانب الاجتماعي. ذلك أن العبرة
هي في الممارسة والنتائج المترتبة عليها.
في ضوء ما أفرزته التجارب. وما هو قائم في الواقع, تغدو عملية
إعادة التوازن بين هذين البعدين ذات أهمية قصوى. وارتباطا بهذه الرؤية
فإن تنامي القدرة على خوض النضال لتحقيق الأهداف الوطنية التي
تتكنف في: حق العودة وتقرير المصير وبناء الدولة الوطنية المستقلة
وعاصمتها القدسء والنضال ضد ممارسات الاحتلال الاستيطانية والإرهابية.
ترتبط بمدى التقدم على صعيد البناء الاجتماعي اقتصاديا وثقافيا وصحياً
وتربوياء وتعزيز القيم والممارسة الديمقراطية في العلاقات الداخلية. ويهذا
المعنى؛ فإن المهام الاجتماعية شرط لازم للتحرر الوطني.
بقدر ما تمثل عناوين/ محاور البرنامج التحرري نقاط تماس
كبرى مع الاحتلال. وتشكل أحد أبعاد الصراع التاريخي معه. فإن عناوين
وميادين النضال الاجتماعي. بدورها تشكل نقاط تماس واشتباك لا تقل
أهمية. فسياسات الاحتلال تتجاوز تحقيق انتصارات سياسية وطمس
الحقوق الوطنية الفلسطينية؛ إلى تبديد طاقات المجتمع الفلسطيني, وتعميق
60
ديناميات التخلف الاجتماعي والتجهيل؛ وحجر التطور الاقتصادي والعلمي,
وهو الأمر الذي يقود إلى تعميق آليات الارتهان والتبعية والضعف أو
العجز عن استثمار طاقات المجتمع.
نجد تجليات هذه السياسة في استنزاف وربط معظم قوة العمل
الفلسطينية من الضفة والقطاع بالاقتصاد الإسرائيلي. وتشجيع التسرب من
المدارسء والسيطرة على المياد. وتهميش الصناعة وهجر الأرضء؛ وإحكام
السيطرة بالكامل على كامل مدخلات ومخرجات المجتمع الفلسطيني تقريبا.
يتمظهر الجانب الآخر لهذه العملية المركبة في القدرة على إدارة المواجهة مع
سياسات السلطة الفلسطينية في الميدان الاجتماعي. حيث تتبدى سعة
القطاعات الشعبية الفلسطينية التي تعارض تلك السياسات القائمة على
المحسوبية والتنفيع بحكم تضررها منها.
وبناء عليه. فإن الصراع الاجتماعي الديمقراطي. يشقل مدقلا
أساسياً لإعادة الاعتبار لبرنامج البديل الوطني الديمقراطصي. ذلك أن
التمايزات على صعيد العنوان السياسي بين تيارات قوى المعارضة تبقى
متقاربة» بينما التمايز الجدي يبقى في البرامج الاجتماعية. لهذا فإن قدرة
التيار الديمقراطي. على صياغة برنامجه الاجتماعي. على أساس ديمقراطي
تقدمي. وعلى أساس معطيات الواقع» سوف يحسن قدرته على استعادة
دوره في المجتمع, وسيمثل اختباراً حقيقيا لجديته وفعاليته. وهذا غير
ممكن, دون إعادة نظر جذرية في خطابه وممارسته.
61 - تاريخ
- 2000-07
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 59869 (1 views)