الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 34)

غرض

عنوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 34)
المحتوى
والعام بألف شكل وشكل وألف خيط مرئي ومثله مضمرء والسبب هو أن
تحقيق الأهداف الوطنية العليا للشعب الفلسطيني لا يمكن أن يتم بمعزل
عن الإسهام الكامل لكل تجمع من تجمعاته المختلفة في الصراع. وبنفس
القدر فإن المصالح الخاصة لأي تجمع في محاورها/ مفاصلها الأساسية لن
تتحقق بمعزل عن تحقق المصالح العلياء. مع الإقرار بإمكانيات التحسين
النسبي على صعيد الوضع الخاص لهذا الجزء أو ذاك من الشعب
الفلسطيني.
وبهذا المعنى. يصبح الوصول للعلاقة السليمة التي تربط الخاص
والعام في الممارسة السياسية - الاجتماعية. مسألة حيوية بالمعنى المطلقء
وبالتالي فالعام لا يتقدم على الخاص إلا بمقدار ما يخدم ذلك العام كل
الخصوصيات. والخاص لا يتقدم على العام إلا بمقدار ما يؤمن له
الحضور والإسناد الدائمين ويعزز من روابط ذلك العام. إذن نحن أمام
إشكالية في غاية التشابك وذات مضامين مركبة ومتداخلة. وفوق كل ذلك
ذات طابع موضوعي من البداية حتى النهاية. وف هذا المجال. نشير إلى
عدد من الشروط هي:
الشرط الأول : حتى تستقيم الرؤية والممارسة وتستقر في مسار سليم
يتقدم ويتطور باستمرار على صعيد حراك العملية المشار لهاء نجد أنفسنا
قسريا أمام شروط محددة بدون الانضباط لها تفقد العملية اتجاهاتها
وتغرق في العفوية وصخب الشعاراتء أما الثمن فسيدفعه الخاص والعام
عدا ونقداً في نفس اللحظة. وبناء عليه. فإن عملية الرؤية تكمن في التعامل
66
مع الخاص باعتباره معطى موضوعياء وبقدر ما يعيبر عن خصوصيته؛,
فإنه يعكس العام في الجوهر.
هذه الحقيقة القائمة تعني الإقرار العلمي والعملي باستقلالية
الخاص بما يترتب عليها من حرية ومرونة عاليتين في التصدي للمهام
الخاصة به.ء وعدم تصدير أية أوامر لأي تجمع فلسطيني قادر على صياغة
وتحديد برامجه وعلى المستويات السياسية/ الاجتماعية/ الاقتصادية/
الثقافية. وعلى الحزب أن يتصرف داخل كل تجمع فلسطيني باعتباره الابن
الأصيل لذلك التجمع وليس بروح الولد المهاجر أو الأب المتسلط.
الشرط الثاني: عن نجاح الحزب في تأدية وظيفته السياسية/
الاجتماعية كابن أصيل للمجتمع, هو رهن قدرته على إدراك كامل الشروط
التي يعيشها ذلك التجمع؛ وبناء عليه رؤية دور ذلك التجمع كجزء من
منظومة فعل وطني وقومي أشمل. وهذه وظيفة أو ممارسة ليست
إسقاطية؛ وإنما تلبي الشعور الخاص للتجمع ذاته باعتباره جزءاً من عام
أشمل.
الشرط الثالث: ضرورة التعامل مع التعارضات بين مختلتف
الخصوصيات باعتبارها طبيعية, وتعكس اختلاف ظروف وأولويات كل
تجمع, وبالتالي عدم الدخول في صراع حول الأولويات, لأن نتيجة هذا
الصراع هي بالتأكيد خسارة صافية للجميع. لتكن أولوية فلسطينيي لبنان
مثلا. قضاياهم الاجتماعية, ذلك أنها بالنسبة لهم هي فعلاً أولوية وليست
قضية مفتعلة. وفي م. 48 تتقدم الآن مسالة استقلالهم الثقاي والمؤسساتي
67
تاريخ
2000-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed