الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 38)

غرض

عنوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 38)
المحتوى
حركة فتح مثلا ومنذ وقت مبكر باعتبارها حامل تنظيمي وسياسي
لبرنامجها الخاصء وبالتالي هبطت بها من المستوى الوطني الجامع والمعبر
عن وحدة الشعب إلى مستوى الاستخدام التنظيمي الفئوي الضيق؛ وبالتالي
رأت من حقها الطبيعي السيطرة على كل مقدراتها ومؤسساتها.
هكذاء ود من أن تصبح م.ت.ف إطار لجذب الطاقات المادية,
والكفاءات المعنوية لعموم الشعب الفلسطينيء وتدار على أساس رؤية
وطنية ترتقي إلى مستوى الصراع المفتوح مع الاحتلالء وتطور فعالية
الشعب الفلسطيني وترسخ مؤسساته السياسية والاجتماعية على أسس
وقيم ديمقراطية. جرى تحويل المنظمة بفعل السياسة القاصرة إلى مجرد
إطار تستخدمه القوة المهيمنة لتوفير الشرعية لخياراتها وبرنامجها الخاص.
تخطي هذا الفهم وتلك الممارسة الفئوية القاصرة والاستخدامية
لمنظمة التحريرء كان ولا يزال يشترط امتلاك رؤية سليمة تجاه م.ت.ف»:
ترتقي بالمنظمة إلى مستوى التمثيل الحقيقي لخيرة كفاءات الشعب
الفلسطيني. وهذا بدوره يشترط الانضباط للديمقراطية؛ التي تشكل الضمانة
الأكيدة لكبح العبث أو الارتداد عن الخيار الوطنيء الذي تقرره الأغلبية من
خلال عملية ديمقراطية تعكس رأي ومصالح وحقوق وإرادة الشعب
الفلسطيني.
لم تتخط قوى المعارضة على تلاوينها المختلفة. هذا الخلل
المنهجيء وإن كان خطابها وبعض ممارساتها يعاكسان أو يتقدمان تنضييا
على ممارسة القوة الأولى لو تجاوزنا الاستثناء. فإن المظهر الرئيسي لفكر
74
قوى المعارضة وممارستها كان الانضباط: بوعي أو بدونه, لأصول اللعبة
كما صنعتها وكانت تديرها القوى المهيمنة. وتعاملت مع المنظمة كإطار
لتنظيم عمل الفصائل وعلاقاتهاء وبالتالي استنزاف الصراع عل “الكوتا"'
بينما وظيفة المعارضة ودورها هو كبديل ديمقراطي تاريخي شامل قولاً
المعارضة لتعميق حالة الاستنزاف تلك.
يمكن في ضوء ما تقدم, تسجيل حقيقة في غاية الأهمية, لأنها
تفسر لنا التردد والتذبذب. الذي حكم مواقف وممارسة بعض قوى
المعارضة تجاه المنظمة. تتمثل تلك الحقيقة في تناقض دور ووظيفة المنظمة
كإطار وطني جامع معبر عن وحدة الشعب الفلسطيني. مع الحال الذي
وصلته المنظمة بفعل الهيمنة والتسلط والفئوية, مقروناً بعجز قوى
المعارضة عن تخطي السقف الذي جرى فرضه. وبالتالي الانضباط لقوانين
اللعبة وفقا للتقاليد والنواظم التي أسستها الهيمنة الفئوية والفردية.
عبر التناقض معرض تناول الفقرة السابقة عن نفسه من خلال
بعدين: الأولء كان يشد باتجاه البقاء والاستمرار في المنظمة. وكان الثانى,
يدفع باتجاه النبذ والمغادرة» وما بين الجذب والنبذء وف ظل غياب رؤية
شاملة وإدارة سليمة للتناقضات التي حكمت واقع وتجربة م.ت.ف, كانت
العفوية والارتجال والعواطف والتقلب بين الموقف ونقيضه سيد الموقف.
05
تاريخ
2000-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed