الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 39)

غرض

عنوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 39)
المحتوى
وإتعانا ف محاولات حرف النقاش وإغراقه في التفاصيلء من نوع
من يتحمل المسؤولية الرئيسية, نؤكد على أن جوهر المشكلة لا يكمن هنا
أصلة: ذلك أن الخسارة قد وقعتء ودفع الشعب الفلسطيني ثمنها الباهظ,
وفوق ذلك أن الأزمة العنيفة التي تعصف بالحركة الوطنية الفلسطينية,
وف القلب منها م.ت.ف لا تزال مستمرةء والأسئلة لا تزال تنتظر الإجابات.
إن جوهر المسألة والسؤال المهم الآن هوء كيف نضمن عدم تكرار المأساة
مرة أخرى؟
لذاء من موقع التأكيد على ضرورة الانطلاق نحو المستقبل» علينا
أن نؤسس جديا وبعمق؛ كي لا تتكرر المأساة. وتطبيقا لذلكء لا يد من
الاجتهاد لصياغة رؤية سليمة وعملية. تجاه عنوان بهذا العمق وبهذه
الحساسية. وهنا يجب الانتباه إلى أن شطب م.ت.ف وتدمير ما تمئله من
مكانة معنوية ورمزية إضافة لما مثلته من ميثاق وبرنامج وطني تحرري»
وما تعنيه كإطار وطني معبر عن وحدة الشعب الفلسطينيء وما تحظى به
من شرعية قانونية عربية ودولية. هو هدف إسرائيلي صاف تماماء كان
ولا يزال مستمر حتى اللحظة.
هذا هو ما يفسر الإصرار الإسرائيلي/ الأمريكي العنيد على
ضرورة تغيير ميثاق م.ت.ف تمههيداً لإنهائها وتصفيتها نهائيا ماديا
ومعنويا. ورغم إدراك القيادة المتنفذة ل م.ت.ف بصورة جدية هذا الخطظر
الداهم, إلا أنها اندفعت لتلبي الشروط والمطالب الإسرائيلية. التي ركزت
على ضرورة تجريد م.ت.ف من مضمونهاء وتكسير مؤسساتهاء كمقدمة
لتصفية دورها ووظيفتها الوطنية.
76
تجلت هذه الحقيقة في الاستجابة السريعة والمتسرعة للشرط
الإسرائيلي بإقرار تغيير ميثاق م.ت.ف وإنهاء صلاحياتها عمليا والاستبدال
المتدرج لشرعيتها الوطنية والتاريخية. الفلسطينية والعربية والدولية,
بشرعية المجلس التشريعي الففسطيني في مناطق الحكم الذاتي الإداري
المحدود وسلطته التنفيذية المحكومين باتفاق إعلان المبادئ كمرجعية قانونية
وسياسية. وبالتالي تقزيم البرنامج الوطني ليصبيح ضمن السقف الهابط
لأوسلو. لم تنتبه تلك القيادة إلى أبعاد الخطة الإسرائيلية, التي انطلقت في
اتجاهين متكاملين هما:
فرض الاعتراف الرسمي بحق الكيان الصهيوني في الوجود على
قيادة م.ت.ف قبل تعديل ميثاقها الوطني. وف ذات الوقت2. العمل لتجريد
الطرف الفلسطيني من كل ما من شأنه الإشارة أو التأكيد على حقوق
الشعب الفلسطيني الوطنية والتاريخية. هذه الخلفية تفسر لناء الفرحة
التي اجتاحت الكيان الصهيونيء عشية إقرار التعديلات على الميثاق الوطني
الفلسطيني. في دورة المجلس الوطني الفلسطيني التي عقدت في قطاع غزة
في ربيع 1915. والتي وصفت حينها بانها بمثابة أهم انتصار أيديولوجي
للصهيونية خلال مائة عام.
إن استمرار حالة التبديد من قبل فريق أوسلو لهذا المنجز الوطني
الاستراتيجي إنما يدل على أنه ما زال على إصراره ولم يتعلم الكثير أو
حتى القليل. يتمثل ذلك باستمرار الذهنية الفردية وسياسة الهيمنة الفئوية,
المترافقة مع سياسة تهميش متدرج لدور ومؤسسات م.ت.ف وتفعيلها عند
الحاجة في سياق استخدامي ضيق الأفق.
71
تاريخ
2000-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed