الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 45)

غرض

عنوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 45)
المحتوى
تبدو الإجابة على المستوى النظري سهلة وبديهية, لكنها سرعان
ما تغدو مشكلة حقيقية, عندما تنتقل إلى الواقع. والمشكلة هنا ليست
مفتعلة بتاتاء في ظل اختلاف المناهج والخيارات السياسية؛ التي يتقدم بها
كل واحد من تيارات الحركة السياسية الفلسطينية,. على تعددها ارتباطا
بما تعكسه تلك التيارات وتمثله من أبعاد طبقية وأيديولوجية ومستويات
تطورهاء إضافة لما تمثله من وزن فعلي في الواقع الفلسطيني.
لتقف الإشكالية: عند هذا الحده إن تصبح أكشر كثافة وتركيزا
عند إدخال الجغرافيا ف الحساب. بمعنى ما يتعرض له كل تجمع من
التجمعات الفلسطينية, من تأثيرات موضوعية هي انعكاس طبيعي لدور
الجغرافيا في تكوين السياسة. تزداد المعضلة حدةء لتصل إلى حدود الانقسام
الكامل؛ في ظل الافتراق الذي أحدثته اتفاقيات أوسلو وما تلاها. وهي
خلافات/ تناقضات تطال ركائز القضية الوطنية الفلسطينية. ومشروعها
السياسي - الاجتماعي التحرري.
لقد ارتقى مفهوم الوحدة الوطنية في الوجدان الفلسطيني وترسخ,
فالوحدة تعني القوة والتواصل والثقة بالذات واحترامهاء كونها تعبر عن
حالة نفسية اجتماعية: تميل موضوعيا إلى الوحدة, كرد فعل دفاعي غريزي
وواع على واقع الاقتلاع والتمزيق الذي تعرضت له الشخصية الفلسطينية»
كفرد وأسرة ومجتمع. يضاف لذلك ما تعرضت له التجمعات الفلسطينية؛
من معارك وحروبء مما عزز النزوع لحماية الذات, والحفاظ على الذاكرة
الجمعية بما تحمله من خزين والارتقاء بوظيفتها ودورها في مواجهة خطر
التبديد وطمس الهوية.
58
أخذ الميل نحو الوحدة, تجليات وجدانية نفسية اجتماعية سياسية
فكرية كثيفة جداً. في محاولة لتعويض اهتزاز الأسس المادية والاجتماعية
وقطع السياقات الطبيعية لتطور المجتمع الفلسطيني. أخذ مفهوم الوحدة
الوطنية في الممارسة السياسية لفصائل العمل الوطني الفلسطينيء شكل
الائتلاف السياسي لتلك الفصائل» على أساس برنامج الإجماع الوطني.
بمعنى أن الوحدة الوطنية أصبحت ذات ترجمة تنظيمية وسياسية محددة,
في ضوء تقاطع واختلاف التنظيمات الفلسطينية, وثقل كل منها ودوره على
صعيد موازين القوى الداخلية والخارجية.
هنا يتمظهر جذر الإشكالية التي تعاني منها مسالة الوحدة
الوطنية, أي التشابك بين مفهوم الوحدة الوطنية, كتعبير عن حالة نفسية
وجدانية, اجتماعية متجذرة, وبين الوحدة الوطنية باعتبارها شعلا محدراً
لتأطير القوى السياسية؛ في لحظة سياسية تاريخية محددة, لتحقيق أهداف
محددة» أو برنامجا محدداً. أو لمواجهة خطر أو مشروع يهدد مصالح
الشعب الفلسطيني.
تصبح الإشكالية المشار لهاء أكثر اتساعا ومثاراً للارتباك في ظل
التشابك بين مفهوم الوحدة الوطنية وبين م.ت.ف كما أسلفنا تحت عنوان
المنظمة. حيث تم التعامل مع المنظمة بمستوى معينء وكانها الإطار
التنظيمي السياسي والترجمة العملية لمفهوم الوحدة الوطنية. بناء عليه,
فإن أول مهمة تفرض نفسها هي القيام بعملية فض اشتباك بين هذه
المفاهيم والأبعاد والأطر. بحيث يتحدد أولا مفهوم ودور ومكانة كل من
م.ت.فء الوحدة الوطنية.
589
تاريخ
2000-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed