الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 59)

غرض

عنوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 59)
المحتوى
المتلقي السلبي إلى دور المبادر الفعال» والحامل الاجتماعي والضابط لأداء
المستويات السياسيةء الرسمية والشعبية.
أما الظاهرة الثانية فهي, فقدان الرؤية السياسية/ الفكرية/
الاجتماعية وتشوشهاء الأمر الذي ينفجر بين وقت وآخر على شكل سجالات
ونشاطية فكرية تحاول البحث في أسباب الهزائم وشروط النهوض. الظاهرة
الثالثة التي يمكن تسجيلها هي, الانتفاضات الشعبية الفلسطينية ف الوطن
المحتل في عقد الثمانينات والتسعينات التي أفرزتهاء وعلى رأسها إعادة
الاعتبار للفعل الاجتماعي الواسع والشامل.
كانت تجربة تلك الانتفاضات بتضحياتها وإبداعاتهاء محاولة
ناجحة لإعادة تصحيح معادلات الصراعء والعمل بموجب بديهية هى, أن
الشعب الفلسطيني يملك مخزونا متجدراً من القوة الكفيلة بإدامة الصراع,
والارتقاء به من صراع سياسي - عسكري فوقي محدود. إلى مستوى
الصراع الاجتماعي المنهك والمرهق لأبعد حد للعدو الصهيوني الذي تعود
على الانتصارات السهلة؛ والاشتباكات المحدودة التي كان يديرها ويتحكم
بها وفق استراتيجياته المرسومة.
لقد جعلت الانتفاضة الاحتلال يقف وجها لوجه. وعلى مدار
سنوات أمام نموذج آخر للصراع؛ نموذج مفتوح ومتواصل لا يلعب فيه
الكيان الصهيوني دور المبادر والمقررء وإنما ولأول مرة دور المدافع., مما
وضعه أمام حقيقة الصراع بأبعاده السافرة. حيث حضرت كل "عفاريت"
118
التاريخ ورموزه وأساطيره ومكوناته» إضافة لقوى المقاومة الراهنة التي
تغذيها الممانعة/ المقاومة الشعبية في شتى ميادين الحياة.
تجلت هنا بالضيط؛ علامات الخوف لدى الكيان الصهيوني؛ عندما
وجد ذاته ليس في مواجهة جيش نظاميء أو مجموعات من الفدائيين على
أهمية ذلك, وإنما في مواجهة شعب نشيط وحيويء يبادر. يهاجم. يدافع,
يبني» يطارد. شعب يدرك قيمة المشغل. وشجرة الزيتون؛ وقوة العمل,
والمدرسة. والجامعة؛ والإعلام, وخطورة المستعمرات. وقيمة القدسء
والزجاجة الحارقة» ورفض الضريبة...الخ. وباختصار. شعب يتصرف كند
للاحتلال. ومستعد لمجابهته والاشتباك معه عند كل زاوية ومنعطف وعلى
كل متر من مساحة الصراع.
إن الظاهرة الرابعة التي نود تسجيلها هيء هبوط المعايير
والاستخفاف بالعقل؛ مما قاد إلى حالة من الفوضى الفكرية وفقدان الرؤية.
هذا الواقع أدى إلى تفشي الشعبوية والبراغماتية المبتذلة فيْ محاولات لا
تتوقف لتبرير سياسات القيادة واخفاقاتها. عمق من هذا المأزق غياب البيئة
والممارسة الديمقراطية» وانتشار الفكر الفئوي على حساب الفكر الوطنيء
وهبوط معايير النقد العلمي وما يستدعيه من فعالية ونزاهة فكرية
وأخلاقية. تفسر لنا الحقائق المشار لها ظاهرة التمجيد اللفظي للشعبء
بينما في الممارسة العملية تتعامل معه بعقلية القطيع, التي لا تنم إلا عن
الاحتقار والاستخفاف.
119
تاريخ
2000-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed