الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 60)

غرض

عنوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 60)
المحتوى
إن جوهر الفكرة التي نود الوصول إليها من وراء تعداد الظواهر
- النماذج المشار لهاء يتمثل ف مترتبات الديناميات السلبية التي تولدت
عن ممارسة سياسية - اجتماعية قاصرة وانفعالية. لقد أدت إلى استنزاف
وتأكل داخلي؛ وتبديد مذهل مادي ومعنوي, سياسي وفكريء وف المحصلة,
هبوط متواصل في مستوى الأداء السياسي الكفاحي والاجتماعي والفكري:
هذا الأمرء عمق الاختلال في موازين القوى بين طرفي الصراعء وهذا بدوره
أفسح المجال لقيام الطرف النقيض بتثمير الاختلال على شكل انتصارات
سياسية وفكرية وميدانية.
تجلى الاختلال التراكمي في موازين القوى. فلسطينياً على شكل
أزمة بنيوية شاملة تضرب في كل اتجاه. وهكذا وجدت الحركة الوطنية
الفلسطينية بتياراتها المختلفة نفسهاء وعلى نحو مفاجئ, وجهاً لوجه أمام
أزمة بنيوية طاحنة؛ رغم وضوح مقدمات الأزمة ومظاهرها الأولية. عبرت
الأزمة عن ذاتها عمليا في حقائق أساسية هى:
‎)١(‏ استسلام القيادة الفلسطينية الرسمية التي ربطت خياراتها
السياسية بالمشروع الأمريكي - الإسرائيلي ودخلت المفاوضات السياسية
بروح وعقلية الهزيمة» مما أسفر عن اتفاقات أقل ما يمكن وصفها به. أنها
معارضة ومتعاكسة مع الحد الأدنى من المصالح والحقوق الوطنية للشعب
الفلسطيني. وقد أتت التجربة لتكشف عجز هذه العقلية التي ترجمت
برؤية قاصرة ولحظية ليس للصراع. ولأبعاد وجوهر المشروع المعادي
فحسبء بل للإمكانات الذاتية أيضا.
‎10
‏لقد وجد أصحاب هذا الخيار أنفسهم في حالة صدام مع الواقغع
بما هو تاريخ وحقائق مادية شاملة. سواء على صعيد أهداف ومصالح
الاحتلال الصهيوني المستمرة» أو على صعيد قدرة الشعب الفلسطيني على
الاستمرار في الصراع والثبات عند خط الواجب الوطني والقومي. لقد انهار
وهم الرهان على إمكانية تخطي أسباب الصراع وتناقضاته الهائلة» وبالتالي
الوصول لحل من خلال التفاوض ليس حول كيفية إزالة أسباب الصراعء
‏بل حول كيف يجري تشريع الاحتلال وترسيمه بيرضى الضحية.
‏تكمن أزمة أصحاب هذا الخيارء في انتهاكهم الفظ لإحدى بديهيات
الصراعء. وهي أن التفاوض يحب أن يستند على كامل مساحة الصراع
الشاسعة بكل عناصرها وتفاعلاتها وصيروراتها ومكوناتها التاريخية
والمادية. إن أي سوء تقدير وإهمال لهذا العنصر أو ذاكء لا بد وأن يؤدي
إلى مزيد من الاختلال والقرارات السياسية الخاطئة. لا داعي للتذكير. بأن
كلفة هذه السياسة جرى ويجري دفعها من دم وحقوق ومصالح الشعب
الفلسطيني والأمة العربية.
‏(1) أزمة قوى المعارضة, التي لم تتمكن من كبح اندفاعة القيادة
الفلسطينية الرسمية؛ كما لم تستطع رغم مرور أكثر من سبع سئوات على
اتفاق أوسلو من بناء ذاتها على أساس رؤية جديدة تشمل أدائها الفكري
والسياسي والتنظيمي ارتباطا بتحولات الصراع. ولذاء بقيت في إطار
الممانعة الرجراجة غير الموحدة أو المنظمة, الأمر الذي أدى إلى المساس
بمصداقيتها وهيبتهاء وأوجد مناخًا ملائما ليواصل فريق أوسلو خياره
السياسي بدون مقاومة جدية.
‎121
تاريخ
2000-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed