الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 61)

غرض

عنوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 61)
المحتوى
صحيح أن أزمة الفريق الأول تقوم على أساس تعارض خياره
السياسي وممارسته مع حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني, بينما الفريق
الثاني. يعيش أزمته رغم تمسكه بتلك الحقوق والمصالح. لا شك: أن هذا
اختلاف جوهري من حيث المبدأء غير أن المعيار الحاسم للمحاكمة وما يعتد
به هو في القدرة على إدارة الصراع ضد العدو ومشاريعه على تحو يؤدي
إلى حماية الحقوق والمصالح الوطنية للشعب الفلسطيني من التبديد والتقدم
الملموس على طريق تحقيقها. عدا ذلك تبقى الأمور محصورة في نطاق
الشعارات والرفض العامء الذي لا مترتبات عملية له.
ما تقدم, يفرض استحقاق البديل الوطني الديمقراطي وشروط
قيامه بصورة قسرية. نقول بصورة قسرية؛ لأنه في ضوء ما تقدم من
حقائق ومعطيات ومعالم ناظمة للرؤية السياسية؛ أصبحنا أمام مقدمات لا
مجال لصياغة نتائجهاءاي الاستحقاقات: إلا على مقاس لوحة الصراع
بأبعادها المتنوعة والشاملة لأبعد حد والتي سوف نستعيد على عجل
بعض تقاصيلها المعبرة.
إننا أمام لوحة تحكمها تناقضات الصراع التاريخية والراهنة أو
التي لا تزال في رحم المستقبل. لوحة تعبر عن شمولية الصراع وتاريخيته.
صراع يديره الطرف الآخرء بكل ما يملك من قوة وبراعة مستفيداً من آخر
ما وصلت إليه البشرية من منجزات العلم والتكنولوجيا والإدارة على
مختلف المستويات. صراع تتغير فيه المعطيات المادية وتناسيات القوة
بيصورة متواصلة, فق الوقت الذي يبقى فيه محتفظا بجذوره التاريخية.
122
غير أن لوحة الصراع تلك بقدر ما تحملء في هذه المرحلة. من
مظاهر التراجع والانكفاء. فإنها تحمل انقندآ مظاهر التازم والتحفز والمقاومة
فلسطينياً وعريهاً. يعني هذاء أن واقع الأزمة الذي تعيشه القوى الوطنية
الفلسطينية هو واقع مؤقت. فالشعب الفلسطيني في إطار وعيه لطبيعة
الصراع» ووعيه لمصالحه وحقوقه الوطنية» يعيد تجديد الصراع بصورة
موضوعية دفاعا عن ماهيته ووجوده كشعب. وما دام الصراع كذلك. فهو
مفتوح إلى أبعد مدىء وهو الأمر الذي يجعل من أية اتفاقات تتخطى هذه
الحقيقة: أقرب إلى المأساة أو الملهاة رغم صعوبتها ومرارتها.
هذا الواقع يعني حكن أن المجتمع؛ وفي سياق ديناميات المقاومة,
سوف يقوم بخلق أدواته وقواه القادرة على تلبية شروط الصراع
الموضوعية والذاتية. وليس الشروط الموهومة أو المتخيلة التي لا تتخطى
عادة مقاسات الأفراد أو التنظيمات التي تختزل الشعب في ذاتهاء وتختصر
الصراع في إسقاطاتها ونظراتها القاصرة, الأمر الذي يجعلها أسيرة سقفها
المتدني2ء وأزماتها المتجددة.
تشير طبيعة الصراع الموضوعية, والذي نجد انعكاساً له في
استمرار مظاهر الصراعء واحتدام التناقضات مع العدو. على أن الأزمة
التي تعيشها الحركة الوطنية الفلسطينية, هي تعبير عن قصور وعجن
العامل الذاتي عن الارتقاء برؤيته وأدائه وممارسته السياسية والفكرية إلى
مستوى استحقاقات وشروط الصراع؛ التي تستدعي إطلاق الفعاليات
الكامنة على أقل تقدير. هذه الحقيقة تفتح النقاش بصورة طبيعية على
البديل الوطني الديمقراطي.
103
تاريخ
2000-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed