الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 64)
غرض
- عنوان
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 64)
- المحتوى
-
صيرورات متراكمة ومتداخلة تستند إلى رؤية سياسية اجتماعية شاملة,
منضبطة لشروط ومعطيات الواقع والصراع ضد المشروع الصهيوني.
إن البديل الوطني مشروعا تاريخيا للمستقيل. يقوم على وعي
ذاته كرؤية وبنى وممارسة شاملة لعموم المستويات, ويتحرك على أساس
محددات الصراع الاستراتيجية» وف ذات الوقت يرى الواقع بحركته
المنضيط لتلك المحددات. وبالاستناد لما تقدم فإن الحديث عن البديل
الوطني الديمقراطي يفقد علميته ومنطقه حين يبتذل إلى مستوى النظر
لكارثة أوسلوء والتعامل معها وكأنها نتيجة نهائية أو خيار وحيد ممكن
لحركة الصراع الفلسطيني - الصهيونيء وبالتالي التأسيس عليها وكأنها
منصة الانطلاق لأية مهام قادمة.
إن السؤال الذي يقذفه عادة أصحاب خيار أوسلو هو: ما هو
البديل؟ هذا السؤال. ما هو إلا تعبير عن محاولة إحراج الجميع ودفعهم
تحت ضغط الشعور بالعجز للتسليم بقوانين وديناميات وشروط أوسلو.
إن الجواب على سؤال فريق أوسلو هو بتقديم جواب عملي. أي بديل
فعلي رؤية وفكراً وسياسة وممارسة أكثر إقناعا ورقياً ومردودية من
خيار أوسلو.
إن البديل المطلوب. لا بد وأن يكون من خارج أوسلوء لأن غير ذلك
يضع النضال الوطني الفلسطيني ضمن دينامية سياسية اجتماعية في
منتهى الخطورة, بحكم القيود والهيمنة التي كرستها إسرائيل في الاتفاقات
الموقعة وما تفرضه من وقائع مادية ميدانية» الأمر الذي يتيح لها تكريس
128
مصالحها كإطار مرجعي يمكنها من استخدام عناصر تفوقها لتعزيز
إنجازاتها من جانبء. وقطع الطريق على محاولات النهوض الوطني
الفلسطيني من جانب آخر. هذا الكلام, لا يعني إغفال المستجدات, التي
يجب وضعها في موقعها الملائم ضمن مسرح الصراع الشامل.
بناء على ما تقدم, فإن مفهوم البديل الوطني الديمقراطي يعني
رؤية الواقع ومستجداته وحركته؛ وإدخالها ف الحساب باستمرار. ولكن
من على قاعدة توظيفها لخدمة الرؤية الشاملة للصراع الوطني التحرري
والاجتماعي الديمقراطي. بهذا المعنى, تتضح فكرة القطع مع أوسلو كمنهج
وخيار التصرف تجاهه كواقع معطى.
هكذا تستقيم المعادلة وتنسجم. حيث يتحسد البديل كعملية
سياسية - اجتماعية - اقتصادية - ثقافية - كفاحية نقيضة لكل من
المشروع المعادي. والفكر اليومي العاجز لليمين الفلسطيني. عملية لها
عمقها التاريخي وفاعليتها الميدانية: وديناميتها التحفيزية, وتقوم على
قاعدة الربط بين الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني كمعيار ناظم. وبين
الفعل السياسي والاجتماعي: الذي لا بد وأن يستوعب المستجدات ويوظفها
في خدمة الاشتباك التاريخي.
هذه العملية مشروطة بتوفير الرؤية المنهجية للصراع القادرة على
إيجاد التوازن المطلوب في كل مرحلة, وعند كل مستوى من مستويات
الصراع, بحيث تترابط أبعاد وركائز البديل الاستراتيجية والتكتيكية,
التاريخ والحاضر والمستقبل؛: الدفاع والهجوم؛ السياسة الجارية والبعيدة
129 - تاريخ
- 2000-07
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 41374 (2 views)