الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 67)

غرض

عنوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 67)
المحتوى
الوطنيء والصراع في الميادين التي تتعارض فيها الرؤى والمواقف. ومفهوم
الصراع هنا محكوم بالممارسة والقيم الديمقراطية» بهدف ضبط لمعادلات
الصراع الأشمل ضد الاحتلال ومشاريع تصفيته القضية الوطنية
الفلسطينية.
وهنا لا يجوز أن توضع علامة مساواة بين قوى الإسلام
السياسي بما هي قوى وأحزاب وتنظيمات لها برامج ومواقف وممارسات
محددة, وبين الإسلام كدين وعقيدة وفضاء فكري وحضاري لشعبنا
الفلسطيني وأمتنا العربية
وبهذا المعنى فإننا جزء من هذا الفضاء حيث يفدو التراث
والحضارة الإسلامية مكوتا عضوي من مكونات خصوصيتنا الثقافية. ونحن
مطالبين بالتعامل مع إشكاليات هذا التراث بهدف الاستناد له وتطويره
واستخدامه ف صراعنا القومي وتطورنا الحضاري.
إن العلاقة مع قوى الإسلام السياسي هي علاقة متحركة وجدلية
تبعا لتناقضات الواقع السياسية والاجتماعية ومع ذلك فهي تمتاز ف هذه
المرحلة بتقاطع أعلى على الصعيد السياسي حيث نقف والقوى الإسلامية
على أرضية المعارضة والمواجهة لمشاريع التسوية الأمريكية - الإسرائيلية
التي تستهدف تبديد ثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني. مع وجود هوامش
للاختلاف والتباين في الرؤية والمواقف.
بينما على الصعيد الاجتماعي فإن التعارض والتناقض أكثر
حضوراً سواء على صعيد فهم الديمقراطية كقيم وآليات وممارسة لبناء
134
المجتمع ومؤسساته أو تجاه القضايا الاجتماعية الرئيسية حرية المرأة,
حرية الاعتقاد وحرية التعبير والاجتهاد وحرية الإبداع الثقافي وقضايا
العدالة الاجتماعية والاقتصادية بمختلف تجلياتها.
وف ضوء ما تقدم فإن العلاقة مع القوى الإسلامية هي علاقة
تقوم على الاحترام وتحشيد الطاقات والجهود في مواجهة التناقض الرئيسي
مع الاحتلال والشرائح المتحالفة معه من جانبء وعلى الصراع الديمقراطصي
فيما يتعلق بالتناقضات الاجتماعية والثقافية وما تعكسه من برامج
وممارسات وقيم.
هذه الحقائق تستدعي الارتقاء بالحوار مع تلك القوى باستمرار
ودفع العلاقة نحو الائتلاف الوطني إن أمكن حتى لا تبقى خاضعة
للعفوية والارتجال وردود الفعل. وبهذا المعنى تصبح العلاقة ذات طبيعة
عملية وسياسية واعية بعيداً عن عقلية الهيمنة والاستخدام الفئوي الضيق,
إنها علاقة تنسجم والمصلحة الوطنية وتستجيب لتحديات المرحلة وأسئلتها.
إن هذا الفهم وهذه الرؤية لا يتناقضان مع خيار الجبهة لبناء
البديل الوطني الديمقراطي, وتعزيز الحالة الديمقراطية كخيار استراتيجي في
النضال الوطني والاجتماعي. بل أن صياغة العلاقة مع مختلف القوى ف
الساحة الفلسطينية بما فيها قوى الإسلام السياسي على قاعدة الوضوح
هو شرط واستحقاق دائم على القوى الديمقراطية أن تتعامل معه
وتستجيب لأسئلته وإشكالاته بصورة خلاقة: وإلا ستفقد السياسة التحالفية
عوامل نجاحها وتأثيرها.
135
تاريخ
2000-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed