الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع (ص 14)

غرض

عنوان
الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع (ص 14)
المحتوى
هل كان لا بد من أن يدخلٍ مسار التسوية النفق المسدود الذي وصل
إليه حتى يدرك العرب أن نتنياهو غير مؤهل لتحقيق السلام معهم؟؟
لا غرابة في طرح هذا السؤال بعد أن راهنت معظم الأطراف العربية
الرسمية وفي مقدمتها القيادة الفلسطينية على إمكانية تحول 'الصقر
الشرس" إلى حمامة سلام؛ وقدمت للتدليل على هذا الاحتمال عدة
حجج لا تثبت أمام التدقيق والتمحيص أبرزها:
. النظر إلى التركيبة السياسية الداخلية في إسرائيل مسن
حيث هي نسق مستمر قائم على ثوابت مؤسسية لا تؤثر فيها
عوامل التغيير الحكومي المتتالي: ومن ثم فان خيار "التسوية" يقوم
عليه الإجماع السياسي وتدعمه الأجهزة السياسية والعسكرية ذات
الأولوية في إدارة الصراع العربي-الإسرائيلي» ومن بين هذه
العوامل كذلك الرعاية الأمريكية لمسار التسوية باعتبارها تدخل في
صميم الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة فيما بعد الحرب
الباردة؛ والقائمة على تصفية الصراعات وامتصاصها بدلا من
تغذيتها وتسعيرهاء وبحكم العلاقات الخاصة بين الجانبين الأمريكمي
والإسرائيلي فان الولايات المتحدة مرغمة على التدخل لإنقاذ عملية
السلام ففي حال حاول نتنياهو التراجع عنها. أضف إلى هذين
العاملين: أ اليمين الإسرائيلي "الليكود" هو وحده الذي أثبت في
الماضي استعداده للسلام مع العرب؛ كما بينت اتفاقات كامب ديفيد
الموقعة بين مصر و"إسرائيل" في عهد رئيس الحكومة الليكودية
مناحيم بيغن عام 79؛ وقد ذهب البعض إلى أبعد من ذلك عشية
التوقيع على اتفاق الخليل وانسحاب "إسرائيل" من بعض رقاقها
باعتبارهم تلك الخطوة تأكيداً على رهاناتهم فيما اعتبرها البععسض
الآخر انهياراً للأيدلوجية الصهيونية.
ولكن ليس من شاننا هنا مناقشة هذه الحجج الواهية التي لا تقدم
قراءة صحيحة وعلمية للحقل السياسي الإسرائيلي وقواه المتدافعة
في أفق اشتداد التصادم بين مكونات هذا الحقل؛ والذي تم نقاشه
من قبل العديد من الكتاب والسياسيين؛ هذا بعد إقرارنا طبعاً بأن
الخط العمالي الصهيوني الذي تبناه رئيس الوزراء السابق 'بيرس"
لم ولن يقدم بديلاً مغرياً للجانب العربيء ولا يعد بالاعتراف
24
بالحقوق المشروعة لشعبناء لئن أفلح 'بيرس" في مشروعه البراق
"التكتل الشرق أوسطي" وتمكن من اختراق حاجز الرفض العربي
بتنازلاته التكتيكية وأسلوبه المحنك الهادئ» فان رئيس الحكومة
الحالي نتنياهو لم يخدع أحد ولم يخفي جوهر ومقومات برنامجه
السياسي المستند لنزعة عنصرية استعلائية وخرافات توراتية لا
تجمعها أية صلة بالتوجهات السلمية التي يعلن يوميا التزامه بهاء
ولم يترك نتنياهو منذ وصوله للحكم قبل سبعة عشر شهراً فرصة
واحدة إلا وانتهزها لتكرار موقفه الذي سطره في كتابه المنشور
'مكان بين الأمم' في الوقت الذي تتكفل فيه 'بلدوزراته" واأجهزته
الأمنية بخلق واقع جديد على الأرض يقوض حتى بعض المكاسب
التي حصل عليها المفاوض الفلسطيني في اتفاقات أوسلوء ولذا
فإننا نرى أن حالة الإحباط الفلسطينية والعربية الحالية غير مبررة
ولا معنى لهاء ولقد كان من الأجدر للأطراف المعنية بمسار التسوية
توجيه العناية للازمة عبر الاملاع الدقيق والدراسة العميقة
لمكونات التركيبة السياسية داخل المجتمع الصهيوني ولفكر نتنياهو
بالذات الذي ضمنه كتابه المنشور على نطاق واسع. لإدراك
محدودية؛ إن لم نقل استحالة الوقوف معه على أرضية مشتركة؛.
باعتباره يتبنى المنهج التوسعي ويرفض مبدأ السلام المتكافئْ مع
العرب إذا اقتضى التنازل عن أي شبر من الأراضي المحتلة.
إن كتاب نتنياهو والذي قدمه للإسرائيليين على أنه يمثل الخخفوط
البرنامجية العريضة لتوجهاته السياسية يمثل جوانب جلية من فكر
الزعيم الصهيوني المتشددء ويستدعي وقفة انتباه واعتبار. وليس
هدفنا من عرض بعض المقتطفات سوى رصد بعض العناصر التي
تسمح لنا بتفهم وتقويم أدائه في السلطة خلال السبعة عشر شهراً
الماضية؛ء باعتبار أن هذا الأداء لا يفهم إلا من حيث هو تكريس
لخط أيدلوجي وسياسي واضح ومبرمج سبق وتم تصميمه وبلورته
ولنشر بداية إلى موقف نتنياهو من اتفاقات أوسلو التي اعتبرها
خطرا حقيقيا على أمن إسرائيل ومستقبلها؛ ونظر إليها من حيث
كونها أدت إلى أكثر من حكم ذاتيء بل إلى نواة دولة كاملة السيادة,
يقوم عليها إرهابيون غرضهم الأوحد تدمير الدولة الصهيونية.
25
تاريخ
2000
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 59870 (1 views)