الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع (ص 19)

غرض

عنوان
الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع (ص 19)
المحتوى
ليست أكثر من مسألة وقت حتى تنضج فيها الحالة الشعبية
الفلسطينية والعربية المقاومة إلى مرتبة من الوعي تمكنها من
إدراك أهمية تحركها ضمن نطاق خارج المنظومات التقليدية السائدة
التي قادتها إلى ذلك المستوى من الانهيار. وحينها فقط سيدرك
الجميع أن جحافل الغزاة لا يمكن دحرها عبر إهداء جنودها أغصان
الزيتون: وختاما إذا كانت الرزمة تنطلق من رؤية أن إعلان
الهزيمة جزء من تكتيك ضروري لعبور المرحلة فعليها أن تعلن
ذلك علنية كجزء من الأمانة التاريخية للأجيال القادمة وعليه فان
جملة من العناوين والتسميات يجب أن يتم تغييرها لما يتناسب مع
الحالة الحقيقية وعندها سيكون مشروع الرزمة تحت اسم مشروع
التعليم من أجل الاستسلام والمؤسسة التي ترعاه يصبح اسمها
مركز إسرائيل سلطة الحكم الذاتي لتشفويه المعلومات وإخفاء
الحقائق.
سوف نبدأ ملاحظاتنا على هذا المشروع بمداخلة تعتبر
العملية التربوية في أي مجتمع ليست مجرد عملية تلقينيةو أن
تطوير هذه العملية هو مجرد تغير للمسميات والسياقات الخارجية
دون لمس الجوهر الحقيقي الذي تستند إليه الثقافة السائدة داخل
هذا المجتمع أو ذاك؛ كما وان عملية التغيير هذه لا تفترضها
رغبات القائمين على البناء الفوقي سواء في المؤسسة السياسية
الحاكمة أو مؤسساتها التعليمية؛ بل تمليها شروط وضرورات
التطور على كافة الصعدء وعندما يدور هنا عن التغيرات في صميم
القيم والمفاهيم الاجتماعية التي تتعلق بتاريخ شعب ومخزونه
المعرفي الجمعي المبني على مدار قرون وعقود طويلة من الصراع
الذي فجره العدوان والحالة العدوانية التي شكلتها إسرائيل بقيامها
في قلب هذا الوطن: فحينها لا يستطيع أي كان من أطراف الصواع
على الانطلاق بتجرد من فعل عوامل الصراع أثناء الحديث عن
الآخرء وأي حديث عن التجرد والتجدد بالقيم والمفاهيم يفترض أن
يسبقه تغير في مضمون العلاقات القائمة التي صاغت تلك القيم
والمفاهيم وأي محاولة لتخطي تلك العوامل مصيرها الإخفاق.
وبدون تحيز إن هذه المهمة ( خلق قيم جديدة ) يفترض أن تصب
جهودها على الجانب الإسرائيلي كونه يشكل الطرف الذي فرض
34
بممارساته العدوانية هذا النمط من القيم والعلاقات القائمة على
مناصبة العداء بيننا وبين المستجمع اليهودي . وانطلاقا من ههذا
الفهم فإننا نرى أن أدنى إساءة باستخدام قوة التأثير في المناحي
التي تتم فيها إعادة إنتاج المجتمع كالقطاع الأكقاديمي يمكنه أن
يلحق المزيد من الخراب الجسيم على المستقبل القريب الذي ينص
كل الفلسطينيين بدون استثناءء ونحن لم نعهد بقدر ما نعلم شعبا
في التاريخ هزم سياسيا ورضخ إلى إرادة المنتصر. ووافق على أن
يشطب ذاكرته التاريخية وحقه في وطنه كشعب تاريخي. فحق
الوجود ضمن الزمان والمكان والثقافة لا يصدر عن مسالة سياسية
» بل على العكس تماما فالمسالة السياسية إنما تراكم لمجموعة
انعكاسات للوجود الطبيعي للإنسان في سياقه.
إن ما يستهدفه حديث "الرزمة التعليمية' من تغييرات في
تكويننا المعرفي هو تمهيدنا لقبول ما هو غير عادل وكأنه أساس
العدل وإعلان لجوئنا في التاريخ وإخراجنا من جغرافيا المنطقة؛
وبرأينا فأن حالة الخراب والتشتت التي ألحقها اللجوء بالفلسطينيين
أعوام 47 76" إنما يشكل قدر يسير مما قد يحدث إذا سمحنا لمثلى
هذه الرزمة أن تتدخل بصياغة الأجيال القادمة
ولسنا في معرض تحليل سياسي للتوجه التعليمي الجديد
وللتعاطي الفلسطيني معه بتغيير المناهج التعليمية تطبيقا لنظرية
الإسرائيلي الذي يفتخر بها دائما قادة إسرائيل السياسيين(العوربي
يرضخ بعد الضغوط) بل إن جل اهتمامنا أن تبدوا الأشياء بصورة
واضحة وان لا يخلط السم بالأكل فيبدو المستعمر والمحتل عدو
الإنسانية كداعية سلام ويبدو صاحب الحق الذي لم يأنس لقدر
الضحية وهب للدفاع عن حقه الإنساني كإرههابي وخارج عن
القانون والعدالة كل ذلك تحت شعار محبة السلام؛ ولعل اكقثر ما
يثير الاستفزاز هو أن الجميع بما فيهم القائمين على المشروع
يعرف أن هذه الرزمة إنما استحقاق طبيعي لمرحلة الهزيممة
والاستسلام في لحظة تاريخية إدراك الاحتلال فيها أن عليه أن
يغير أشكاله وأدواته لتنسجم مع الدور الاستعماري الأشمل ورغم
ذلك تقدم و 'بكل وقاحة" وكأنها وثيقة فتح مكة وإنجاز سيخدم
المجتمع الفلسطيني وحاجته بالتطور والتقدم فنبرة الرزمة
35
تاريخ
2000
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed