الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع (ص 20)

غرض

عنوان
الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع (ص 20)
المحتوى
التعليمية الجديدة تتجاوز السياسة لتتناول التاريخ بنبرة منمقة
ومزينة بإتقان لا تمس فقط كرامة وتاريخ وذاكرة الأجيال التسي
تتطلع إسرائيل إلى إلغائها وطمس هويتها وقدرتها على المقاوامة
بل تطالبنا أيضا بإعادة رواية التاريخ الفلسطيني بش كل لا يمسس
سمعة إسرائيل 'كدولة راقية متحضرة" ولا يصنفها في مكانها
الطبيعي كاحتلال فاشي وعنصري وقائمة على نفي الآأخر وتدميره
بشتى الوسائل._ فنحن الذين نقيم فوق هذه الأرض منذ آلاف
السنين وعلى مر العصور. مطلوب منا أن نقدم تفسيرا لوجودنا
الطبيعي في مكاننا وزماننا الطبيعيين: وعلى الجهه المقابلة كيان
عدواني فج لا علاقة له بالمكان أو النمان والحضارة المنبثقة
عنهما وينال الاعتراف والدعم الدولي دون شروط وكل ما يمس تند
إليه هو أسطورة توراتية خرافية عنصرية ليس لديها ما يبررها من
شواهد أثرية » بل وحتى عاجزة عن تفسير جغرافيا المكان أو رسم
خارطة له ولتكتمل المفارقة يطلبون الاعتراف والقبول بهم بدون
أحكام مسبقة؛ أيوجد اكثر من هكذا امتهان وإمعان في الرضوخ
لإرادة المنتصر بان نغير رؤيتنا التاريخية ونتخلى عنها لصالح
الطرف الغالب في الصراعء فتلك الرزمة التي تتغنى بعدم الدخول
بأحكام مسبقة حول الآخر ومشروعيته وحقه وإنسانيته لا تطلب من
الإسرائيليين هذا المعيار لا بل تعطيهم إياه فهذا في رأينا محض
انهيار لا تجديد ولا تثقيف بمقتضيات المرحلة الجديدة » فلماذا لا
يقوموا هم أولا بشطب خرافاتهم التوراتية حول النيل والفرات
وشراء وطننا من قبل الرب بأربعمائة شيكل ؛ ليعترفوا بوجودنا
التاريخي والحق في مواصلة هذا الوجود كيف ما نشاء ؛ فلا يوجد
حتى اللحظة في قاموسهم المعرفي عن الفلسطيني ما يجعلنا
قادريين على إغفال حالة الصراع التناحر على الوجود خاصة وان
مرور الزمن وتتالي الأحداث إنما يؤكد أن وجودهم قائم على نفي
الأخر . فتلك عملية إملاء إرادة مقابل فقدان إرادة ومن يفقد إرادته
يفقد ذاته» والحق في الوجود لا تستطيع إلغانه الانتصارات
العسكرية أو السياسية؛ طالما أن هذا الوجود هو الذي صاغ علاقة
الارتباط بين الإنسان ووطنه وتاريخه. ومن يعتقد انه لا يستطيع أن
يكون مقبولا إلا بشطب ذاته وإلغاء ذاكرته فعليه أن يتنحى إذ ليبس
36
بأخطر من أن يصادر جيل فلسطيني في لحظة ضعفه حق الأجيال
اللاحقة في وطنها وتراكمها التراثي والثقافي.
فبعد هذه المداخلة يستوجب علينا الدخول بنقاش أهم الأفقفار
الواردة في "المشروع التعليمي"' الجديد حيث سنبدأها بما ورد في
كلمة مدير المشروع د. مروان درويش؛ لنستئنف من خلالها
أهداف المشروع التي تحدثنا عنها أثناء المداخلة.
أولا: فيما يتعلق بالتسامح وقبول الغير :
التسامح : وحتى يتسنى لنا توضيح هذه النقطة علينا أن
ندرسها بحذر وبشيء من التفصيل.
أولا/ التسامح هو تصرف شعوري يسقط فيه المساء إليه
الفلسطيني حقه بالانتقام من المسيء "الإسرائيلي' مقابل الاعتذار
له عن هذا التاريخ والاعتراف بالذنب والعمل على تغيير واقع الحال
في الحاضر وضمان عدم العودة إلى مثل تلك الممارسة في
المستقبل .
وفيما يتعلق في الحاضر فإن إسرائيل حتى اللحظة لم تقدم أي
اعتذار عن جرائمها ومجازرها التي لازالت تقترفها حتى يومنا هذا
بل على العكس تماما فقد اصبح إمعانها في القتل والمصادرة من
سمات وجودها وأصبح قيمة إيجابية يحاكم الجمهور الإسرائيلي
منتخبيه وفقه حيث إن لم تتوفر هذه السمة في القيادة فإنها تعتبر
مفرطة ومتنازلة عن التاريخ خ اليهودي وترائه وحقه الطبيعي ولأجلى
هذا يقوم شمعون بيرس 'حمامة السلام " ورئيس معهد إسرائيل
للسلام عشية الانتخابات الإسرائيلية قبل الأخيرة بمذبحة عين قانا
جنوب لبنان ولأجل هذا أيضا لا يحرج المجتمع الإسرائيلي -إلا
لماما- - بإقامة ضريح لباروخ غولدن شتاين الذي قتل 8 مصليا
فلسطينيا وجرح ما يقارب المائة بعد أن فتح النار عليهم في الحوم
الابراهيمي وان يكتب على ضريح هذا السفاح عبارة ' نظيف
اليدين ولم يرتكب السوء' وغير ذلك الكثير الكثير من المجازر
والاعتداءات على الإنسان والأرض وكل ذلك مؤشرات واضحة تدلل
37
تاريخ
2000
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed