الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع (ص 21)

غرض

عنوان
الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع (ص 21)
المحتوى
على أن الكيان الإسرائيلي ومجمل حراك مجتمعه لا زال ينحو
صوب التعصب والعدوان والادهى من ذلك كله أن كل من المؤسسة
والمجتمع الإسرائيلي لم يطالب المجتمع الس طيني بمسامحتهم
وكأن خطأ ما لم يحدث؛. فمثل هذا الطلب وعلى اقل التقدير يمكن
اعتباره نوعا من الاعتراف بجرائم الماضي وخطاياه وما حدث هو
على العكس تماما حيث الزم الجانب الفس طيني بالاعتذار عن
تاريخه وفكره وأحلامه فيجبر على شطب بنود من ميثاق م.ت.ف
وتعديل المناهج الدراسية لنفي كل ما يصف إسرائيل بالكيان
الاستيطاني الاستعماري ويستمر مسار التنازل فيطالب وعبر ههذه
الرزمة بإسقاط ذاكرته وقيمه وأحاسيسه بالعدالة والحرية.
ومن ثم يطلب منا التطبيع والحديث بتجرد وبمعزل عن
هذه المجريات وإسقاط الإحكام المسبقة عن الآخر وكأن الماضي لم
يكن جزء من هذه الذاكرة التي عملت على إرساء قواعد العلاقة مع
الآخر "الإسرائيلي؛ ؛ ولا يوجد أدنى المؤشرات حتى اللحظة على أن
المستقبل سيحمل في طياته خيراً لشعبناء ولو كان شعبنا قادر علي
ممارسة الكراهية والحقد والعدوانية التي تدفع دائماً الى إشاعة
أجواء الإلغاء الصريح للآخر كما لدى الإسرائيلي لأرغمه منذ زمسن
على التراجع عن مطامعه التوسعية ففي حين لم يستطيع اليهود
التسامح مع ألمانيا- بسبب المجازر التي ارتكبت بحقهم في الحقبة
النازية على الرغم من أن ألمانيا لا تزال حتى الآن تقدم اعتذارهها
وتدفع التعويضات وتهب المساعدات والمنح وتتغاضى عن
الممارسات التعسفية الإسرائيلية؛ حيث كان هذا واضحا من خلال
قيام حراس السفارة الإسرائيلية بإطلاق النار على المتظاهرين
الأكراد في ألمانيا مما أدى إلى مقتل اثنين من المتظاهرين؛ الذين
كانوا محتجين على تورط الدولة اليهودية في تسليم الزعيم الكودي
لتركيا - أما نحن فمطالبون بالتسامح. وخلاصة القول في
موضوعة التسامح نقول ليس من حق النظام العالمي ولا إسرائيل
أن يطلبوا من شعبنا أن يمحو من ذاكرته وجوه وأسماء ضحاياه
الذين سقطوا في صراع غير متكافئ ولأجل حق عادل يولد مع كل
إنسان آلا وهو الوجود الحر في وطن آمن؛ وحتى ينتهي هذا
الصراع ويفهم الإسرائيلي أن وجوده مرتبط بفعل الاحتلال؛ ويأمن
38
الفلسطيني وينال حقه الإنساني كاملاً فستبقى الثورة طريقه الوحيد
نحو الحرية.
أما فيما يتعلق في 'قبول الغير' فبتأكيد لسنا نحن من هم
بأمس الحاجة إلى هذه القيمة؛ فهم الذين يشعرون بالتعالي على
كافة أجناس البشر ويرون في أنفسهم شعباً اصطفهه الله لقيادة
العالم أجمع؟!! أليس نحن الفلسطينيين تاريخياً نشئنا أصلاً على
القبول والتعايش بيننا ممن مسيحيي ومسلمين ويهود ودروز
ومارسنا كل طقوسنا وعاداتنا دون اعتراض فكل ذلك لم يكن بحكم
الصدفة ولا نتائج إملاءات سياسية أو نتاج اتفاقات» بل نتاج طبيعي
لتاريخ المنطقة التي امتزجت فيها الكثير من الحضارات القديمة
والحديثة» وأضفت عليها التعددية الحضارية والثقافية.
أما على الجانب الآخر فلازلنا نرى ذهنية "الغيتوات"
(الجماعات المغلقة) التي تجمعها أشد الثقافات بدائية مثل عامل
العرق الدين واللغة والتي لازالت تشكل المفاصل الأساسية في
تشكيل المجتمع اليهودي وتسميته وبناء ورسم علاقاته مع الآخر.
حيث تعيش تلك الجماعة اليهودية حالة من الضياع في تحديد
هويتها الثقافية وهذا بحد ذاته يشكل الأساس التاريخي للمشكلة
اليهودية؛ فعبر التاريخ اعتبر هذا العامل 'فقدان الهوية الحضارية"
سبب رئيسي لعدم قدرة دولة إسرائيل على الوصول إلى تعريف
مشترك 'من هو اليهودي' أو رسم حدود لها أو دستور ينظم
علاقاتها مع الآخرين من غير اليهود وتحديد مكانتهم وحقوقهم
داخل الدولة اليهودية التي يعتبر نصف سكانه' أو أكثر من غير
اليهود مما يبقي أسس تفجر الصراعات من حولهم قائماً؛ وبالتالي
فاليهودي أحق وأحوج منا في تعلم هذه القيمة 'قبول الآخر' ولعل
على ما يسمى بمركز فلسطين/إسرائيل للأبحاث أن يبدأ العمل بهذا
الاتجاه داخل التجمعات اليهودية فيعيد صياغة المناهج الإسرائيلية
ويفرض رقابة علمانية على المدارس الدينية التي أنتجت أمثال
باروخ غولدشتاين وكهانا وايغال عمير (قاتل رابين) ومؤسسة
“وز ا ' جا الا اد
فلسطيئٍ أراضي ال48 والفلسطينيين "سكان المناطق'
39
تاريخ
2000
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 59020 (1 views)