الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع (ص 31)

غرض

عنوان
الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع (ص 31)
المحتوى
في ذكرى النكبة التي لم تنتهي فصولها
بعد"
في الخامس عشر من أيار تحل الذكرى الثانية
والخمسون للنكبة الفلسطينية التي فتت شعبناء وأسفرت عن تحول
القسم الأكبر منه إلى لاجئين في مختلف مناطق الشتات وفي
الوطن» وعن تدمير مدنه وقراه وبلداته وضياع أراضيه وقيام ما
يسمى بدولة إسرائيل الصهيونية.
ما من شك أن القرن العشرين الذي ودعناه منذ شهور
شهد مجازر وماسي وحروب دموية فظيعة:؛ والنكبة الفلسطينية هي
إحدى الحالات الأكثر مأساوية وإيلاماً التي شهدها هذا القرن على
يد سفاحي العصابات الصهيونية؛ فهي لم تكن مجرد تشريد لجماعة
سكانية ولم تكن مجرد مجازر ونهب للأرض واغتصاب للملكية
التاريخية؛ فهي أخطر وأفظع من كل هذا مجتمعاً. فقد استهدفت
إزالة الذات الجماعية الفلسطينية من الوجود وشطب الكيان
الفلسطيني المتبلور آنذاك من خارطة الكيانات التي تتشكل منها
خارطة المنطقة والعالم؛ كما لم تكن مجرد جرح سال دماً غزيراً في
مرحلة زمنية محددة بل ظلت جرحاً يسيل دمأ غزيراً حتى يومنا هذا
ولا يلوح في الأفق أية مبادرة جديدة تعلن لشعبنا أن الجرح
الفلسطيني سيتوقف عن النزيف وأن رحلة العذاب تقترب من
* بيان صاغه رفيقنا الشهيد للمكتب الطلابي قبل استشهاده بأيام
50
نهايتهاء فالذين صاغوا مشروع النكبة ونفذوه كملاً مازالوا
يعملون على تكريس نتائج النكبة ومواصلة العمل على طريق
تحقيق ما لا تنجزه مجازر العام /؛ عبر ما يطلقون عليه هذه
الأيام 'عملية السلام' حيث يواصلون التنكر لحقوق شعبنا التاريخية
في العودة والدولة والاستقلال: ففي النكبة المستمرة حتى يومنا هذا
مسلسل ما يوصفونه بالتسوية السلمية نجد كل فصول الرواية
المأساوية التي مثلت الألم والعذاب الفلسطيني والمعاناة» حيث يصر
الصهاينة على مواصلة حرب الإبادة ضد شعبنا بعد أن نجحوا في
جر جهات فلسطينية ارتضت لنشمها واقع التسليم للصهاينة
بانتصاراتهم وسارت في ركب خطة الإبادة الصهيونية الذي تسيل
وتقطر دما على جماجم الفلسطينيين وتطلعاتهم؛ فمن مدريد إلى
أوسلو إلى شرم الشيخ وغيرها من الاتفاقات تشكل كلها حلقات في
سلسلة المخطط الصهيوني الهادف إلى إلغاء كيان الوطن الفلسطيني
من على خريطة المنطقة وتحويل الفسطينيين إلى جماعات لا
تربطها أية صلة ببعضها البعض كل ذلك بعد ترويج ثقافة التطبييع
والاستسلام للغزوة الصهيونية النازية على الأرض والتاريخ
الفلسطيني؛ فها هي جماهيرنا الحية في شفاعمرو كما في كافة
المواقع تذكر في مثل هذه الأيام كل المتهافتين والسائرين في ركب
المخططات الصهيونية وتقول لهم أن التاريخ لم ولن يقف عند عتبة
مشروعهم الإجرامي وأن فلسطين هي وطن الفلسطينيين على
مختلف مشاربهم وعقائدهم وأن من يرى في إسرائيل حقيقة لا
يمكن زوالها هو حتماً في عداد الزائلين إلى مزبلة التاريخ.
51
تاريخ
2000
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 59020 (1 views)