الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع (ص 35)

غرض

عنوان
الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع (ص 35)
المحتوى
وانسحاب جنود الاحتلال وتفكك دميته العميلة في لبنان جيش
أنطوان لحد. أي اختلال الموازين ليس قدرأً مفروضاً يملي على
الحركات الثورية التواطؤ مع رياح الإمبريالية العاتيةه ومن هذا
المنظور لم يرى الشهيد أن مشاركة القيادة البرجوازية في منظضمة
التحرير في مفاوضات مدريد ممراً إجبارياً أو توقيعها لاتفاق أوسلو
مساومة إجبارية مبررها الحاجة للدفاع عن الذات والكيانية
الفلسطينية» بل صفقة عبرت بشكل مكثف التقاء مصالح الإمبريالية
الصهيونية الإسرائيلية والبرجوازية الفلسطينية تتضمن استسلام
البرجوازية الفلسطينية لاستعادة مصادر قوتها ومضاعفتها في إطار
اختلال موازين القوى داخل المجتمع الفلسطيني لغير صالحها.
وقلبت معادلة تناقضات العملية الثورية لاستبدال التناقض الرئيسسي
مع الاحتلال بالتناقض الرئيسي مع القوى السياسية والوطنية
والإسلامية ويتحول بالتالي صراعها الرئيسي إلى ثانوي يمكن حله
وتذليله عن طريق المفاوضات التي يرعاها النظام الدولي الجديد.
ومن خلال هذا الإطار رأى الشهيد أنه في الوقت الذي
دعت فيه قوى اليسار الفلسطينية ومن بينها الجبهة إلى الواقعية
وقراءة المستجدات التي أفرزها توقيع اتفاق أوسلو ونشوء سلطة
الحكم الإداري الذاتي الفلسطيني تعاطت بسلفية عند قراءتها
لتناقضات العملية الثورية الفلسطينية في رحم الواقع الجديدء
وفصلت رؤيتها الأساسية عن التحولات الواقعية التي جرت على
البرجوازية البيروقراطية الفلسطينية ولاتجاه العام لموقعها ومكانتها
في إطار القوى الدافعة للثورة والتحالف الوطني الطبقي العرييسض
58
أداة معركة التحرير الوطني وحامل لمهامها التي كانت تمثله منظمة
التحرير. وحكمت واقع المنظمة بعد أن انتقلت قيادتها المتحكمة في
القرار السياسي من موقع المتصادم مع العدو إلى موقع المتصالح
معه بنفس المقاييس التي كانت تحاكم فيه هذا العنوان في سنوات
ما قبل توقيع اتفاق أوسلوء وتصدر خطابها السياسي إعادة بناء
م.ت.ف الكيان السياسي الموحد لشعبناء وتفعيل مؤسسات المنظمة
وغيرهاء علماً أن نشوء السلطة الفلسطينية شكل عملياً الكيان
السياسي الفلسطيني كما تراه البرجوازية؛ وإن توقيعها على اتفاق
أوسلو أخرجها موضوعياً من إطار الحامل للأهداف الوطنية
والتاريخية للشعب الفلسطيني. وأصبحت المنظمة التي تقودها
مفرغة من مضمونها بعد أن تخلت عن ميثاقها. وهذه القراءة التي
تعبر عن انفصام بين الخطاب السياسي العام والسلوك السياسي
أربك مفهوم البديل الوطني الديمقراطي لدى قوى اليسار ...
وانطلاقاً من هذه الرؤية كان الشهيد مثابراً ونشيطاً
وغيوراً على إنجاح القطب الديمقراطي في بير زيت رغم أنه ترك
مقاعد الدراسة منذ سنوات, فالبديل الديمقراطي يمثل في إطار
رؤيته الشاملة بديلاً وطنياً ديمقراطياً شاملاً ومتصادم مع برنامج
البرجوازية على المستويين الوطني والطبقي في إطار المهام
الديمقراطية الاجتماعية. وفي إطار محاولات تفسير هذا الارتباك
رأى الشهيد أن حالة الانفصام التي يعيشها بل وعاشها اليسار
الفلسطيني نابعة من حالة الفصل بين الأيديولوجي والسياسي
وبالتالي ضعف إن لم يكن تردداً أو غياباً تاماً لعملية الإنتاج
59
تاريخ
2000
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed