الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع (ص 36)

غرض

عنوان
الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع (ص 36)
المحتوى
النظري أو تحللاً عن البعد العلمي للماركسية؛ فإحدى احتمالاته التي
يضعها في إطار الترجيح مرجعه أن اليسار كان متلقي للأيديولوجية
ولم يبني مدرسته الخاصة؛ وعليه فإن انهيار النظام السياسي
للبيروقراطية الإشتراكية وبالتحديد معقلها الأساسي الاتحاد
السوفياتي أدى إلى انهيار المبنى الفكري الماركسي لدى اليسار
رغم استمرار تمسكه اللغوي والخجول لهذا الفكر: فاليسار
الفلسطيني لم يكن ماركسياً ولا علمياً كما هو حال اليسار الكوبي أو
الفيتنامي أو الكوري أو الأمريكي اللاتيني؛ إن إحدى أبجديات العلم
الماركسي هي استخدام مقولات ومفاهيم هذا العلم في إنتاج
أيديولوجية الثورة في إطارها القومي بعد قراءة تناقضات العملية
الثورية المحلية في إطار موقعها من تناقضات العملية الثورية على
المستويين الإقليمي والدولي.
وعليه فإن أول المهام الملقاة على اليسار هي تعميق
وعي قيادته وكادره وأعضاءه بالوعي النظري وإنهِ في لحظة تقسم
على المستوى الوطني والقومي والدولي بطابع الانحسار والتراجع
فإن مهام النضال النظري يجب أن تتصدر البرامج العلمية العملية
لقوى الثورة؛ فالهجوم الشامل للامبريالية في إطار عولمة كافة
مجالات الحياة يتطلب في معركة الدفاع الرد الفكري الشامل وليس
التعاطي اللفظي في إطار ردود الأفعال. وما كان ثورياً في
السياسي. كان ثورياً متألقاً في رؤيته لمهام النضال الاجتماعي؛
وإذا كان الموقف من قضية المرأة يشكل معياراً لمستوى الثورية
كما أنشأ شارل فوربيه فقد حمل الرفيق موقفاً متميزاً من قضية
60
المرأة تعدت الشكلانية والجملة الثورية فهو لم يفصل بين ضرورات
تعميق الوعي لدور المرأة حتى يتعمق النضال ويأخذ أبعاده الجذرية
في إطار برنامج النضال الطبقي الاجتماعي؛ وقد لخص وجهة نظره
في مقالة عقب فيها على برنامج البرلمان الصوري تحت عنوان
ذهنية التحليل والتحريم وهو منشور في هذا الكراس ويشرح
الموقف.
وقبل الانتقال إلى فلسفة أبو سريع ورؤيته إلى دور الكادر
القيادي لا بد من الإشارة ولو بكلمات عابرة إلى قدرة الشهيد على
الجمع بين الضرورة والضرورة حتى بدت في تناقض ظاهريء فهو
في الوقت الذي يتشدد فيه بضرورة مقاومة التطبيع وكان جنديا
وقائدا ميدانيا في مواجهته يطارد مظاهر التطبيع في كافة جيوب
المجتمع وكان مناضلا ضد التطبيع قبل ان يصبح عضوا مؤسسا
في اللجنة الشعبية لمقاومة التطبيع » فهو يرى أن الحل الجذري
للصراع العربي الصهيوني لا يمكن إلا أن يكون ديمقراطيا وفي
إطار دولة ديمقراطية يستطيع فيه كافة الأفراد يهودا وعربا من
ممارسة حقوقهم وبناء علاقات طبيعية بين بعضهم البعض في إطار
التكاتف والتعاضد الرفاقي بين أبناء الوطن.
وأخيراً من هو أبو سريع بكلمات مكثفة موجزة ... إنه
مناضل ثوري اعتنق النضال وآمن به وانتقل إلى خنادقه من
مهاجع الفقراء مدافعاً عنهم بالفكر والممارسة ... وهو نموذج
العامل المدرك لذاته ودوره ودور طبقته ومصالحها في إطار
المعركة الوطنية الديمقراطية لشعبنا وهو بالتالي منسجم تمام
61
تاريخ
2000
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed