الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع (ص 39)

غرض

عنوان
الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع (ص 39)
المحتوى
رمك نجمة في الأفق تزداد جمالاً كلما ابتعدت
إلى الرفيق أبو سريع
رفيقي العزيزء تحية فلسطينية خالصة...
مضى عام على رحيلك الأبديء ولازلت أشتاق لك
وأتذكرك. كلما رأيت أحد رفاقك أو صورتك المعلقة على أحد
شوارع المدينة؛ أو عندما أمر بمحاذاة بيت الأسرة؛ أتذكر لقائي
الأول ومجموعة العمال التي راهنت أن تخرج جنوداً أشداء متعلمين
بشجاعة الفعل وليس بشجاعة القول وحسب.
في حينها كنا نفرٌ قليل؛ وعلينا لكي نفرض حضورنا أن
نتميز نوعياًء أن نتسلح برؤية ووعي فكري والتصاق وممارسة
وطنية؛ كنت تصغي وتسأل دائماء وتخرج من الاجتماع للتفوق
علينا في الممارسة؛ فأنت رجل الميدان» ولسان حالك يقول على
الجندي أن يقاتل ببسالة ودون ترددء فالإنسان الذي لا يعرف كيف
يقاتل يشبه ذباً ميتا.
كنت شغوفاً بالمعرفة. تسأل وحدسك الطبقي؛ يقودك لإثارة
الأسئلة النقدية» لم يكن سهلاً أن تقبل الأمور على عواهنهاء
ببساطة ودون تعقيد وبهدوء وشجاعة وصدق كنت تنطق ما في
فؤادك؛ هذه السجايا الاستثنائية الأصيلة التي جبلتك من رأسك حتى
قدميك؛ لم تصاب بمرض النفاق الفقفري وعبقرية البرجوازية
الصغيرة القادرة على تبرير كل سلوكياتها باسم الواقع والظروف.
66
لم يمضى وقت طويل وذهبت إلى السجنء. وهذا أحد
خيارات المناضل وأخفها وطأة. وأمضيت سبع سنوات في السجن.
وفهمت أن المعركة لم تبدأ لتنتهي؛ فواظبت على القراءة بجدية
تتسق وشخصيتك التي رسمت لنفسها أهداف كبيرة وأحلام كبيرة:
كنت تعرف أن الحياة تشبه حفنة من حبات الرمل في راحة اليدء
تنساب حبيباتها من بين الأصابع دون استئذان: لذا حاولت أن
تستثمر كل حبة رمل+ استعداداً للمرحلة المقبلة::واغتبرت: الأسر
إعدادا وتسليحاًء ولم تصب بالأمراض الكثيرة في مرحلة "التلفاز
والمسجل" ونظرت لسنوات السجن, كدورة كادرية؛ لذا تعمق وعيك
وتجذرت شخصيتك.
رفيقي العزيز
سأعترف لك أنني لم أتفاجأ حين التقيتك بعد عقد من النمان
فالعامل البسيط أضحى رجلاً ذو ثقافة وبصيرة قائد. ولم تهتز
قناعاته رغم كل الانهيارات بدءاً من صور برلين إلى هدم تمثالي
ماركس ولينين.
فرحت لان جهداً لم يذهب سدىء وأيقنت أن الوعي الففري
والأيدلوجيا هي التي تحمى الثوري وتحدد خطاه. ومن لا يمتلك
ناصية الفكر كمن يركض وراء سراب الصحراء.
واعترف لك. إنني فرحت رغم الفارق الزمني والوضع
الاجتماعي وكل المتغيرات إلا أننا لازلنا نفهم الإشارات ولا نحتاج
إلى الكذب والوعظ لكي نتفق أو نختلف. وعندما تحدثنا عن أزمة
67
تاريخ
2000
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 20471 (3 views)