خالد بكير "أبو المجد" - في ذكرى مرور أربعين يوماً (ص 9)

غرض

عنوان
خالد بكير "أبو المجد" - في ذكرى مرور أربعين يوماً (ص 9)
المحتوى
إطار بلا صورة.
جرت العادة أن الرثاء يزيد من قدر المتوفى لكني لم أشعر
بهذا. على العكس وجدتني أنا الذي يكبر وأنا أكتب هذه
العبارات لما لك أبا المجد من قدر تعاظم فينا وفي الوطن.
فكل من مر بدربك #رودزك كيف كنت كتساب كمسماكت
صيف بين ثنايا قلبه. تغمره فجأة بالدفء في لجة الإعتقال الباردة .. تأسره
إبتسامتك التي لا تفارق محياك بالرغم من قسمات وجهك المتجهمة التي
صقلتها أقبية التحقيق فجعلتها مزيجا بين متناقضات الحزن والفرح. الصلابة
واللين. القسوة والحنان. لربما يولد القادة من صلب المتناقضات لكنك كنت قائدا
بغير ذلك لا وليس كالآخرين. كنت متجددا وتولد من ذاتك المتواضعة كلما
انتصرت في جولة أخرى على جلادك.. كنت من حزنك تستولد إبتسامتك متى
غدرتك النوائب وسرقت مجدك الصغيرة قبل الآوان....كنت على مسافة واحدة
من جميع من عايشك من معتقلين. شاهدتهم كانعكاس لصورة الوطن ..
بالنسبة إليك كان لونهم واحدا ولم يكن متدرجا..لسان حالك كان يقول وما
جدوى الألوان طالما أن الأسلاك الشائكة التي جمعنا هي بلون الجتل الواحد..
أبا المجد.. غادرتني الكلمات وتركتني مهجورا وأنا على أعتاب رثائك إلا من صورة
بلا إطار لوطن بلا انعكاس ولا ألوان.. كم وددت أن أهمس فوق قبرك بأن أحلامك
خققت وأن الوطن بخير. فأهديك من العباسية كوفية مطرزة بالقصب
صنعتها الصبايا العائدات إليها من الشتات. لكنى أستميحك عذرا.. فقد
قضمت الأنا قينا الكل الذي قدقت هنه كثيرا._ تقضمنا نحن غخاصرة الوظن
وما تبقى من أحلامك في أن التناقض الرئيسي هو مع المحتل وأن الخلافات
الداخلية خَل بالحوار...
أيها الفارس.. كم أدرك أنك لم تسقط محض إختيارك عن صهوة النضال. بل
مهرة الحياة كبت من دونك.. وكل كلمات الرثاء لو نقشت على وجه محبوبتك
فلسطين لن تفيك ما قدمته قربانا على مذبح حريتها. ارخل هناك حيث
مجدك الجميلة محملة بزهور الأقحوان التي أرسلها رفاقك الشهداء.. وخذ
قسطا من الراحة يا فارسنا وملح خبزنا.. فغدا سنستولدك من جرحنا وعتمة
ليلنا.. لنكمل معا مشوارك الذي إبتدأت.
رفيقك داود درعاوي
رام اثله 2007
مبكر| غادرتنا
كان ذلك قبل اكثر من ربع قرن. حين التقيته لاول مرة وعرفته لاول مرة. كان
هادئا وبسيطا. قليل الكلام. لم تكن ضخامة جسمه تعكس كل تلك الطيبة
والبساطة. ورغم ذلك ودون ان اعرفه ارخت اليه. عرفت بعد لحظات انه عم
لزميل لي في الدراسة. كنت احبه. وجربت صدقه واخلاصه. وبالتالي زادني ذاك
ثقة به ورما ايضا نوع من الرابط المشترك بيننا. بعد المعرفة الاولى التي كانت
سريعة وسطحية. لم تعطني غير الانطباع الاول. لم تعد عيناي تراه. لكن
اسمه كان يتكرر على سمعي. ابو جوهر. وكان الاسم يلفظ مهابة واحترام.
قلت لا بد ان الرجل ذو شأن وظل الامر عابرا لا يربطني به غير حامد صديق
الضيق القديم والذي رما كان آخر من ودعته قبل مغادرتي جامعة لم استطع
ان ابقى فيها.
ثم عرفته اكثر. هادئا يقول كلاما مباشرا وحاسما وبسيطا. كأنه قرار موجز
يأتي بعد بداهة سريعة. لا يلوي عنق الكلمات. ولا يكرر مصطلحات. كأنه خارج
للتومن جلسة عائلية او مع كبار السن. لكنك كنت تشعر بالصدق ملأ جنبات
المكان. وكنت تشعر ايضا انه قريب. متواضع وان المهابة التي رسمت له لم تكن
نتاج افتعال. بل نتاج تواضع الكبار. وبساطة من تربى في كنف الفقر. لكنه
استطاع ان يقهره لا بالغنى والمال بل بالشرف والمروءة.
خالد بكير. او خالد دلايشة الاسم الذي تمسك به كي يقف عثرة في وجه
المحقق. ابو جوهر. الاسم الشعبي النابع من حواري انخيم. وابو المجد. الذي كان
يصنع المجد. هذا الرجل كان جيشا في فرد. وكان اسدا في المواقع. نسمة صيف
خَيي الروح اذا ما تعبت. وكان باعثا للامل والثقة, والامان.
لم يتأخر حين تطلبه الصفوف الاولى ولم يكن يوما يطلبها. لم تكن الصفوف
الاولى بحر امتيازات. بل كانت رأس حربة وعنوان تضحية, ولانه كذلك كانت
تطلبه الصفوف الاولى ليتبوأها. لم يدع يوما. ولكنه كان يركب قطار المخطير
فيمسك بزمامه ويطوعه.
هل عاش ابو المجد لنفسه. اظن ان نفسه كانت منصهرة في المجموع حتى لا
يكاد المرع يحدد تخوم العام والخاص فيه. تلك تربية تربيناها نحن الجيل الذي
وعى هزمة حزيران. وخرج في المظاهرات يهتف لعبد الناصر. فقد كانت مثلنا
تاريخ
2007-07
المنشئ
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed