ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة: بمناسبة أربعين يوماً على رحيل الحكيم (ص 6)

غرض

عنوان

ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة: بمناسبة أربعين يوماً على رحيل الحكيم (ص 6)

المحتوى

الثوويوى لا يموتون أبداً
عن حكيه_مشيع بالثورة والامل
" انني وانا الحدث معك الان. ترتسم في ذهني صورة اللد وصورة يافا وصورة القدس., اتذكر
بيتنا في اللد. كان عبارة عن غرفة واحدة مبنية ننام فيها. وامام الغرفة مَصطبة. ثم
قطعة ارض صغيرة. اتذكر شجرة التوت العالية امام بيتنا. كنا ونحن صغار نتسلق لنأكل
من ثمرها. اتذكر ايضا شجرة اللوز. وغرسة الورد والفلة الصغيرة امام المصطبة. اتذكر
بيوت النشب. وحائط الصفيح الي كان يفصل بيننا وبين جيراننا. اتذكر جيراننا آل حنحن.
وآل سيف الدين. اتذكر الشارع الرئيسي في اللد والشوارع المتفرعة . اتذكر الطريق التي
كنا مشي عليها الى المدرسة. اتذكر المدرسة نفسها. مدخلها. وسلمها. وبوابتها. وبابها.
اتذكر مدير المدرسة توفيق ابو السعود. كيف كان مشي وكيف كان يخاطبنا. اتذكر سوق
المدينة. والشارع الذي يؤدي الى السوق. معالم الدكاكين واضحة الان في ذهني كما لو انني
هناك الان. تماما بالوضوح الذي ارى فيه صبرا. واتذكر النكتة عن دولة ثامنة اضافة لتدول
العرب السبع كانوا يطلقونها على اللد".
هكذا تكلم الحكيم الى فؤاد مطر عن ذكريات طفولته. نص كأنه قطعة من الروح. حيث
نشأ قرب الساحل وفي اعرض نقطة فيه. طفولة كانت تتسلق الاشجار وتلعب في الشوارع
وخلم ايضا. ترسم صورة لمستقبل يتزين بخضرة السهل وتفوح منه روائح زهر الليمون في
ايار. الذي لم يعد لنا مثار فرح وانطلاق الى صيف قطف الثمار. صار ايار مصبوغا بلون الدم,
يشرب من دمع الثاكلين. ويئن انين المهجرين.
تنقل الوالد بين اللد ويافا والقدس وكان الفتى اليافع يرافق اباه احيانا. ولذلك ظلت يافا
والقدس صورتان في ذاكرة الحكيم. تزود بهما في لحظات الافتراق عن الاهل حيث خطا
الخطوة الاولى باجاه الحلم الشخصي ان يكون طبيبا. فهو ذكي ولامع وبلك ما يستطيع به
ان يكون طبيبا في جامعة للنخبة.
هناك يتعرف على مفكر ومعلم لا يعلم الطب. بل يقدم التاريخ كنقطة استنهاض
للمستقبل. يصبح مريدا بين مريدي قسطنطين زريق. مفكر عربي. حلم باعادة لحمة ما
مزقته سايكس بيكو. فاختار الشباب المتدفق حيوية ليبصرهم. بان تلك الحدود المرسومة
على حافة المسطرة ليست سوى فعلة فاعل يريد بها بسط نفوذه. واضعاف امة جابت
مشارق الارض ومغاربها.
يشكلا المريدون جمعيتهم عربية خالصة. تتخذ من اسم صحيفة الكواكبي عنوانا “العروة
الوثقى". عنوان يوحي بالتعاقد الصادق على هدف كبير. ينضم اليها السوري والعراقي
والفلسطيني والكويتي. يبدأون حلما جديدا اضافة الى حلمهم بالمستقبل الشخصي.
ويكون الحكيم رئيسا منتخبا
لهذه الجمعية ناهلا من ساظع
الحصري وغيرهم نزعات نحو
فكرة قومية دمقراطية, فكرة
كبيرة تتعدى حدود مسطرة
سايكس بيكو وتمحوها من
الذهن قبل الخارطة.
لكن ايار يباغت امة بكاملها.
ايار الفلسطيني. لم يكن
ربيعا في ذاك العام وظل سواده
يوشح تاريخ الامة الى الان.
ايار عام 1948. يقوم كيان على '
انقاض شعب كامل شردته
العصابات واعملت فيه المجازر. تؤسم الكيان الغاصب فيما جيوش * ماكو اوامر' . تلمع
بساطيرها وتعدل من هندامها. والبلاد تضيع. تموت شقيقة الحكيم في يوم الرحيل فترفض
العصابات المغتصبة ان تدفن في مقبرة. فيدفنونها في حديقة البيت قرب شجرة التوت
وغرسة الورد والفلة الصغيرة. تتشرد العائلة. وتبقى شجرة التوت علامة حمراء على الدم
الذي اريق في المدينة.
يعاود الشاب دراسته. يتخرج. لكن عيناه تتفتح على قضية كبرى اعمق من ان خلها
سماعة تقيس النبض ووصفة تكتب بخط غير واضح عن دواء رما يكون مسكنا. يختار
المهمة الاصعب المهمة الكبرى. يعود الى الكبيسي والهندي وضاحي والخطيب و يباشر
البحث عن طريق الخلاص الاكبر حين تتهافت رجعيات العرب نحو هدنة ضيعت فوق ما
اعطي الغاصب في قرار التقسيم. فيشكلون هيئة مقاومة الصلح مع اسرائل. هذه
الهيئة التي لم تقنع في النهاية اصحابها. فانتقلوا من التبشير الى ساحة الفعل, ساحة
ردة فعل على النكبة بخطط لاغتيال المسؤولين عنها. وكانت كتائب الفداء العربي. حيث
حاولت اغتيال الشيشكلي في سوريا. وحاولت ايضا تعطيل امدادات النفط الى الغرب.
لكن الوعي الطفولي بدأ ينضج. وهذا النضج تمخض عن ميلاد جديد.
حركة القوميين العرب. اسم جاوز حدود التجزئة ووضع فلسطين مركزا لعمله وفكره. ادرك
ان فلسطين دون العرب فكرة وارض ضائعة وادرك ان العرب دون فلسطينهم قبائل تدعى
دول مستقلة. وبدأت الحركة يقودها الحكيم. وتعمل على نشر فكرها وتنظيمها من ردفان
والضالع في الجنوب العربي الى تطوان وطنجة حيث يلتقي المتوسط بالاطلسي. ينهي

هو جزء من

ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة: بمناسبة أربعين يوماً على رحيل الحكيم

تاريخ

2008-03

المنشئ

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

مجموعات العناصر

Generated Pages Set