العمل الفدائي في مأزقه الراهن (ص 5)
غرض
- عنوان
- العمل الفدائي في مأزقه الراهن (ص 5)
- المحتوى
-
غسان كنفانو
دائما » فانه من المستحيل اذن الا يكون لذلك التكتيك اطار استراتيجي عريض . « ان في
الكل يمكن المرء من معالجة الجزء على وجه كامل لان الجزء خاضع للكل » اما الرأي القأئل بان
النصر الاستراتيجي رهن بالنجاحات التكتيكية فهو رأي خاطىء لان صاحبه لا يدرك انف
الثشيء الرئيسي والاول الذي يقرر مصير الحرب هو البراعة » او عدمها » في اخذ وضع الحرب
الكلي ومراحلبا الختلفة والعلاقة بينها » بعين الاعتبار » )١( .
44
ان ذلك يوضح بان الحرب ( التي تعرف عادة بإنها السياسة في درجتها العنيفة ) » هي
بالدرجة الأولىرؤيا استراتيجية » ومثل هذه الرؤيا لا يمكن ان تتوفر الا من خلال دليل عمل أي
نظرية ثورية . ان مراحل الثورة امختلفة » من اصغرها وحتى آخرها ٠ خاضعة بالطبيعة لكل
ما تخضع له اشياء عالنا : الحركة الجدلية المستمرة * ولذلك الذات فانها محكومة بالدرجة
الاولى لقرارات الانسان ٠ السؤول عن مضيره . ومثل هذه القرارات تمد في عصرتا خاضعة
للتجريبية او الدونمانية . إن المقاومة الفلسطينية في مرحلتبها الراهئة ما تزأل تفتقد 'لدى هذا
إلتنظم او ذاك > وبهذه' الدرجة أو تلك - افقها الستراتيجي ا يختص بعد ين عذيدي الاميلة :
البعد القومي » والبعد الطبقي .
ولا يبدو في التشديد على أهمية هذين البعدين معاً » وعلى المستوى نفسه » أي تناقض كا قد
يبل للحرفيين النسّاخين . فالحديث عن البعد القومي الوطني ليس حديثا عن الشوفينية » أو
بحثا ابورجوازية عن اطار يبرر وجودها في السلظة وفي ققة علاقات الانتاج » بل هو حديشعن
الخصائض التاريخية المشتركة وامصير المشترك للطبقات الكادحة المربية صاحبةالسليدة الأدلفى
معركة التحرير وفي هزية عدوها المثلث : اسرائيل والامبريالية والرجعية »ورحديث عنمعر كتها
الواحدة ليس فقط كحقرقة موضوعية يفرضها كونها تنتسب الى أمة واحدة ٠ ولكن أيضا
الشركة تفرضبا المركة ذانها
إن هذين البعدين في الثورة : بعدها القومي ويعدها الطبقي » يشكلان معا عمق أساسياً في
مستقبل النضال الفلسطيني » ومع ذلك فانهما لا بزالان غامين » بالرغم من الشوط الذي قطعه
الكفاح الفاسطيني السلح حق الآن . المسألة » على الصعيد القومي » تاتحة » في جزء كبير منها »
عن فقدان الأفق الطبقي في تحليل ورؤية الظروف الموضوعية . وقد أدى ذلك العجز الى
سقوط بعض الفصائل في فخ القطرية . ومن الممككن النظر باختصار الى هذه القضية على الصورة
التالية : لقد ادت اللقائق الموضوعية وتطرراتها الى قفزة حققتها الحركة الوطنية الفلسطينية »
متقدمة بالاجمال عن تلك التي كانت القوى الوطنية العربية مؤهاة همأ . لكن اذا كانت الخركة
الوطنية العربنة تتحمل: ذادي) جرء؟ من هذه للسوؤلنة > قان تحميل المسؤولة طب © إن يا
القطيعة » هو قصور عن فهم طبيعة الواقع وتطوراته : فقد كانت الانظمة العربية البورجوازية
الصغيرة عاجزة عن تهيئة الظروف الكفيلة بانضاج هذه الحركات الوطنية العربية » أو بتبيئة
جو ملاتم عملم لنمو قوى أخرى » ذلك أت معظم هذه الانظمة لم تكن بورجواية صغيرة
فحسب » وإنا كانت تضيف الى هذه الصفة بطبيعة نشوا وممارستها الصفة المسكرية
والبوليسية , وهكذا فقد انمككت بتصورها القاصر للحزبية وللعمل التنظيمي » ( حق ذلك
. 5٠٠١ الصدر السابق ص )١(
العمل الفدائج في مأزقه ألرامن 44
* العمل التنظيهي الذي حاولت بناءه لخدمة اغراضها الذاتية ) الاحزاب الوطئية العربية »
واورثتها لامعركة حين وصلت الى مرحلة اكثر تقدما تشكيلات منبكة ومبتزة ومتعبة الى اقصى
مدى ء فكريا وتنظيميا على السواء .
» لا ريب في أن الانظمة البورجوازية الصغيرة » فوجئت بالهزيمة قبل أن تستكل دورها ٠
واطاحت هذه الزيئة ببراجها العاجز والقاصر ان م ذقل انها فضحت ذلك البرنامج وعر“"ته
تام . ولكن وجود انظمة بورجوازية عربية أكثر رجعية وأكثر امعانا في التحم العشائري
او الاقطاعي او الاحتكاري من الانظمة البورجوازية الصغيرة جعل مقوط هذه الاخيرة عمليا
مع براتجها السابقة واللاحقة » مسألة لم تحدث بالسرعة التي توازي حجم هزئتها وسرعة وقوعباء
» بل انها - على صعيد جماهيري ما تزال او عل الاقل ما بزال بعضها » يحذب ولاءات شعبية
. ويتازع حركة المقاومة على تلك الولاءات
ان هذه الصورة اللشوشة للواقع الذي خلقته الهزيمة » لم يتح فقط لهذه الانظمة البورجوازية
الصغيرة الامعان في انهاك الحركة الوطنية الحلية والفتك بها وقطع الطريق عليها بمختلف الحجج »
بل أدى ايضاً الى حجب الافق الستراتيجي للثورة لدى بعض فصائل المقاومة الفلسطينية » التي
اخذت احيانا تلوم «العرب» ( هكذا » بلا تحديد ) عل الفشل في تحرير فلسطين » واحيان
اخرى مثاقضة تتعامل مع «العرب» هؤلاء ( ولكن هذه المرة بالتحديد : الانظمة ) دون انف
ترى في ذلك تعاملاً مع اؤلئك الذين فشلوا في التحرير » والذين ما زالوا يمارسون اعتى وسائل
الكبت ».ضد خلق أي مناخ صالح لنمو ولانضاج قوة ثورية شعبية » هي وحدها الحليف
الطبيعي لحركة اللقاومة ,
من الناحية الواقعية هناك سؤالان أساسيان ومتلاحمان في هذا النطاق » هما :٠هل يستطيع
شعب فلسطين وحده ( أو هل المطلوبمته وحده ) تحرير فلسطين؟ واذا كان الجواب لا »نمع من
يحب على الثورة الفلسطينية أن تقاتل وضد من * ان هذين السؤالين يطرجان قضية استراتيجية على
التو » يبدو فيها الخط القتالي ملتحماً تماما مع الخط السيامي » بحيث لا يمكن التقليل من أهمية
النظرية الثؤرية وضرورتها » لان مثل هذين السؤالين لا يدفعان بالضرورة نحو تحديد الافق
القومي فحسب » بل يقتضيان ايض حل سلسلة من القضايا المهمة » ربما كان طليعتها قضية
تحديد العدو وتحديد الصديق | قضية تحديد اداة الثورة الاطول نفس) » قضية تحديد اساوب
التحرير » قضية تحديد التنظم الطليعي ومهاته وعلاقاته » الى آخر ما هنالك من قضايا لا يكن
حلها دون دليل عمل نظري يتفاعل مع ممارسات ثورية متواصلة » ويؤدي الى استتكشاف الآفق
الطبقي للمعركة . ومن الخطأ الفادح وضع هاتين المسألتين » في فكر المقاومة السيامي وفي
ممارساتها وفق ترتيب ميكانيكي » بل لا بد من ادراك تداخلها الجدلي الى ابعد مدى ء وعلى
ضوء الظروف الموضوعية النحيطة بالقضية الفلسطيفية . من الناحية التاريخية ومن الناحية الواقعية
ومن حيث المستقبل يبدو الافق القومي أساسياً بصورة محتمة » واذا كانت هذه الحقيقة
مدعوة لان تأخذ حجمها في الموقف الفكري والتنظيمي والقتالي للمقاومة الفلسطينية » فارن
الأفق القومي للمعركة هو الوجه الآخر لهذه الحقيقة » وكل ذلك يجعل أي تنازل استراتيبجي عن
النضال الطبقي « قادراً على أن يعكس نفسه فوراً بشكل تنازل استراتيجي عن النضال
القومي»! ن «نزعة الاستسلام الطبقي تشكل في الحقيقة » خلال الحرب الوطنية الثورية »
|| اتقوى الاحتياطية لنزعة الاستسلام القومي » وبالتالي فانه يي يضحي « الصراع ضد نزعة - هو جزء من
- العمل الفدائي في مأزقه الراهن
- تاريخ
- 1970-02
- المنشئ
- غسان كنفاني
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 31009 (3 views)