العمل الفدائي في مأزقه الراهن (ص 6)

غرض

عنوان
العمل الفدائي في مأزقه الراهن (ص 6)
المحتوى
دل 38 غسان كنفانو
الاستسلام القومي صراعا حازماً وقوياً فينبغي معارضة الاتجاه نحو الاستسلام الطبقي»١.‏
واذا كان هذا القول صخيح) بالنسبة للصين ابان الحرب ضد اليابان » فانه أكثر صحة ء»
قياس على الواقع العربي الراهن » حيث تفترس الامبريالية بواسطة انظمة حميلة توجهات اماهير
نحو التحرير القومي والتحرير الطبقي بصورة متسارية . واذا كانت موضوعة ماو » في الضين
بان الاستسلام الطبقي هو قوة احتياطية لنزعة الاستسلام القومي فان الاستسلام القومي في
الوطن العربي » بعنى تكريس سيطرة طبقات الاقطاع والبورجوازية العمية والرتبطة
بالاستعار الكواونيالي او الامبريالي » والمستفيدة من التجزئة والقطرية .وشق الوحدة
النضالية للطبقات العربية الكادحة في مختلف ساحاتها » هو بدوره احتياطي يعمل لتعزية نزعة
الاستسلام الطبقي .
ان ذلك كله يطرح سؤالاً لم تحسمه حركة المقاومة الفلسطينية بعد » عما اذا كانت الانتفاضة
الثورية الفلسطينية هي اللدخل للثورة العربية » او عما اذا كان من المطاوب لقضية التحرير
الفلسطينية وجود مدخل ثورى عربي . والواقع أن جواب هذا السؤال ستفرضه. المارسات »
على ان مثل هذا الفرض لا يمكن أن يحدث اعتباطاً أو بالصدفة ولا بد من عمليات مراجعة
نقدية مستمرة للعدور على الصيغة الأكثر فعالية . من الصحبح ان المقاومة الفلسطينية السلحة
تقدم مثالاً يوم للجاهير العربية »وهي في هذا المجال تقوم بالتدريض امباشر احياناً » ولكته
من الخطأ الاعتقاد بان هذا النوع من «الثال اليومي» يشكل هدفا كاملا في حَدّ ذاته » اذ لا فرار
من ات تصل التجربة نفسها الى نقطة تتكون المطالية فيها بالحسم أشد الماح > وربما على ذلك
الحسم تتوقف القدرة على الخروج او عدم الخروج من اللأزق .
اي مأزق ؟
إن" من اللاثورية العجز عن رؤية مأزق المقاومة في هذه المرحة ‎٠‏ والفي في تجاهل هذ
الأزق » سواء عن طريق المعائدة » أو عن طريق الركون الى « الحلول الاعلامية » . وني
اعتقادة ان هذا الأزق يشكل الآن » وسيشكل بصورة متزايدة وتصاعدية » النقطة التاركمة
التي يتوجب فيها على الثورة ان تحسم السألة يحواب عدي » ويحاول ثورية حقيقية . لقد بدأتأ
حركة القاومة المسلحة » في صورتها الاكثر تباوراً » في اعقاب نحرب حزيران ‏ ولا ريب انا
الاحتلال » والصدمة التي شكلتها المزيئمة السريعة » قد أوجدت في المقاومة الفلسطينية المسلحةا
نوعا من الرئة العافاة في جو الاختناق الذي خم في اعقاب الهزيمة » ومع ذلك فانه فيا عد
واقع الاحتلال فقد كانت الظروف الموضوعية للثورة ما تزال دون مرحلة النضوج » وكاتأ
الاداة الثورية التي اندفعت لتأدية مهام الثورة ‏ كنمًا ونوع) ‏ دون القدرة على تأدية هذه المهام .
ولا شك ان عوامل كثيرة هي التي ادت الى ذلك الواقع » واذا كان من الظلم تحميل مسؤولية
ذلك للحركة الوطنية العربية والفلسطينية وهدفبا ووم تحربتها بالفثل والعجز » فانه من
الظلم ايضا تحميل مسؤولية هذا الواقع للانظمة العربية ذات الضفة البورجوازية الصغفيرة
وحدها » فالسؤولية في هذا امال متبادلة » وثمة حصة منها لكل طرف لا يجوز اسقاطها عنأرا
. ‏ماوتسي تونغ الاعمال الختارة (بكين) المجلد الثاننِ ص *ه‎ )١(
العمل الفدائو في مأزقه الراون ١ه‏
ان التنصل هنا يوازي في خطورته الاتهام المرتحل من حيث انها يضيعان التقيم الذي يستطيع
وحده ان يحدد أفق المستقبل والاسلوب النضالي فبه . على ان الاخطر من ذلك هو ان الانظمة
البورجوازية الصغيزة التي فوجئت بلهزيئة » وقوطع برتامجها العاجز قبل استكاله » وتعرت كليا
أمام جماهيرنا » وجدت انها تستطبع استخدام فلهبدها لحركة المقاومة المسلحة ببثابة « ورقة
التوت » عل الأقل * في نوع غير متوقع من الدفاع عن النفس : لقد ذكرة أن وجود أنظية
عربية رجعية تلعب دور الغميل المباشر للامبريالية كان من الاسباب التي منعبت السقوط العملي
للانظمة الوطنية ‏ البورجوازية الصفيرة المبزومة اذ انها ظلت قادرة وسط ذلك الضياع عل
ثيل شيء ما يجتذب الولاء العفوي للجاهير » وادى ذلك الى اندفاعبا لاقتناص المزيد من ذلك
الولاء عن طريق التسابق ق تأبيد العمل الفدائي . :
' واتخذ هذا ار الذي حركته حوافز تكتيكية بالدرجة الاولى » طابع الصخب
والمبالغة الضجيج 0 وأدى افتقار المقاومة الفلسطينية الى وجود حزب قوي وطليعي ومنتشر
الى العجز ن استخدام ذلك الو الفضفاض الذي احيطت به » ونشأ عن ذلك خلل كبير في
الصورة : ففن ناحية تندفع المقاومة الفلسطينية وسط جو لم تنضج فيه بعد الظروف الموضوعية
لثورة في مستوى شعاراتها » وبالتالي لا تتوفر فيه أدرات هذه الثورة في مستوى المهمات الى
تتصدى لما » ومن ناحية اخرى تحاط باطار واسع وفضفاض من الولاء اجاهيري تقف عاجزة
عن تعبئته وتنظيمه . ولا ريب ان عجز وقصور الاحزاب العربية الوطنية » والهزة المزازلة التي
ضربتها في حزيران ( وهي اصلا منبكة من اعباء الانظمة العسكرية والانظمة الرجعية
والانظمة البوليسية * بالاضافة لأمراضها الذاتية)» قد زاد في بلبلة الصورة في الساحة الفلسطمنة
والعربية على السواء . على ان ذلك كله لم يحل دون حدوث الاندفاعة الثورية الاولى » التي عبأتها
الاطارات الحدودة طركة المقاومة 1نذاك ‎٠‏ ومضت فيها بشجاعة الى مبدان القتال .
وامتطاع هذا الاندفاع ان يفعل فمل السحر في الجاهير العربية في كل مكات الا
ان مثلهذا السحر تظل معجزاته رهنا بقدرة الثورة على تنظم مفعوله وتعبئته وفق استراتيجية
ثورية واعية .
لقد وصلت هذه الاندفاعة الثورية الاولى الى ذروتها في معركة الكرامة في 1آذار مكحا»
تلك المعركة التي أعطت مثالا رائعا على قدرة القوة الصغيرة غير .السلحة بالاملحة الحديفة عل
مواجهة قوة كبيرة واصابتها في مقاتلها » والتي الحبت ابماهير العربية والفلسطيئية الى أيعد
مدى » ولككن هذه المعركة أيضا ادت الى نتائج علىالطرف الآخر » طرف العدو : قبي من
جبة ذببت اسرائيل الى ضراوة هذه الظاهرة التي استخفّت بها في البده “وهي من جبة ثانية
ذببت الدول للعربية - على مستويات مختلفة ‏ الى الخطر الذي تش كله مثل هذه القوة الصاعدة »
ان هي استطاعت الفي الى هداها . وكان من نتائج ذلك أن طورت اسرائيل استراتيجية
سياسية وعسكرية في مواجرتها للكفاح الفلسطيني السلح » وطورت الدول العربية ‏ كل منبا
حسب حاجتها - خططأ تضمن لها « حدود أمن » خاصة بها . بالنسبة لاسرائيل قرر هبندسو
الستراتيجية فيها أن « يتعايشوا » مع المقاومة » وذلك عن طريق دفعها بالتدرج نحو الشرق »
| يحيث تتمركز على الضفة الشرقية لنبر الاردن » وعن طريق العمل » بالبطش احيانا وبالرشوة
حينا ‎٠‏ على « تحييد » الضفة الغربية الى اقصى حد يستطيعونه » بحيث تشكل في الأساس
- وان شكلتمسرح عمليان صغيرة - حاجزا بشريا بين القوات الاسرائيلية على ضفة النبر
تاريخ
1970-02
المنشئ
غسان كنفاني
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 59869 (1 views)