العمل الفدائي في مأزقه الراهن (ص 9)

غرض

عنوان
العمل الفدائي في مأزقه الراهن (ص 9)
المحتوى
5ه غسان كنفانع
الا يضع امتداداته العمالية والفلاحية بالدرجة الأولى من نشاطه وان يفي في هذه الامتدادات
على مستوى الأمة . وحين تستطيع النظرية الثورية » يحم كونها دليل عمل بالدرجة الأولى »
التقاط طبيعة الرحلة وسمة الفترة التي يحتازها الجبد النضالي » فان هذا الالتقاط انها
ينبغي أن يعكس نفسه قوراً على طبيعة التنظم وعلى أولويات مبامه » وعلى أسلوب عمله في
تلك الرحلة .
من الممكن أن نمضي في تعداد جوانب هذه العلاقة الجدلية بين النظرية وانعكاساتها
التنظيمية » الى ما لا نهاية » ولكن ما يهمنا بالدرجة الأولى هنا هو على وجه التحديد تتبع هذه
المسألة في مجال حركة القاومة الفلسطينية » في مرحلتبها الراهنة : إن التنظم الثوري » بصفته
قصيلة طلائعية » مطالب بالضرورة » يي يستطيع أن يلعب دوره بصورة فاعلة » ان ينجح
في منع أمراض الواقع الذي يتصدى لتغييره » من أن تنتقل اليه عبر حركة الافراد القادمئين
أصلاآً من ذلك الواقع والمحملين بالضرورة بعاداته وطباعه وعقليته . وفي العام التخلف تتخذ هذه
المسألة مظبر] أكثر خطورة منبا في أي مكان آخر » وتشكل واحدة من أولى المهات العاملة
اللنظلع الثوري '.
ان ثقافة مجتمع ما هي » كا هو معروف » ثقافة الطبقة المسيطرة » أما العادات والتقاليد
فبي ترا ثأكثر وسوخا وتحذراء وهيمنته أكثر عمقاً » وبالتالي فان اجتثاث الجزء المتعفن منها هو
عمل أشد صعوبة . على أن ذلك كله » في حال تجاهله » يمكنه أن يعمل نخر] في التنظم الثوري
أن هو لم يعالج منذ البدء بوعي » ويستطيع أن ينجح في النباية في ذقل أمراض الجتمع التخلف
الى التنظم نفسه » بحيث يفشل التنظيم » ليس فقط في تقديم نموذج حي ومصغر لمستقبل النضال
الذي ينتدب نفسه له » ولكن ايضا في تحقيق مبامه الأساسية » اذ عند ذاك ‏ تحل العلاقات
البشخصية محل العلاقات الموضوعمة » والرؤية الذاتية محل الرؤية العائية » والصدامات العصبوية
أو العائلية أو القبلية محل التفاعلات الرفاقية » وتقديس الشخصية محل القيادة الماعية »
والفوضى السائبة محل الديمقراطية المركزية » والتعالي على اللجاهير محل التفاعل معبا * والمناكفة
المعاندة محل النقد والنقد الذاتي » والفردية والمزاجية محل الانضباط . ان المجتمع التخلف قادر
على نقل أمراضه الى أي تنظيم ثوري » ان م يستطع هذا التنظيم مسلحاً » بالنظرية الغائية ‎٠‏
‏ضبط السألة التنظيمية » ودون ذلك يفقد هذا التنظيم قدرته على أن يثل فصيلاً طلائعيا
يتصدى لهات نضالية ذات دور تاريخي » بل انه يفقد معناه الأساسي كتنظيم جماهيري يتحرك
وسط الماهير كا تتحرك السمكة في الماء » ويبادل هذه الماهير الفيم والود » ويعرف مشكلاتها
ويعرف أساليب حلبا العامية » ويعامها دون ان يكف عن التعلم منها . كيف يمكن حل هذه
الاشكالات المعقدة؟
. اننا حين نقرؤل” أن تنظيات فلسطينية في قلب المقاومة المسلحة » قد اضحت بعد سنلوات
كلت من نشوا تمكتبية بيروقراطية » فان هذا القول لا يعني باللستوى المباشر اشكالاتها
اللاظيمية فحسب ؟ بل يعني ايضاً :إفتقادها بالدرجة الأولى للنظرية الثورية التي لا يمكن للفسألة
التنظيمية ان تحل دونها ‎٠‏ بالرضج من ان هذا الافتقاد أدى بين ما أدى اليه إلى نتافج
تذظيمية واضحة وظاهرة بصورة:مباشرة » تبدو كأنها هي الاشكال في ذاته . ولا شك ان
هذه الاشكالات تتدنى في مار ألمارسات ذاتها » شرط ان تكون هذه المارسات قادرة على ان
ون
العمل الفداني في مأزقه الرادن
٠
'إتقعل فعلها في تعديل وتصحيح الرؤية النظرية » وهنا على وجه التحديد تبرز الاهمية التي
لا غنى عنها للعمل التنظيمي ‎٠‏ وربا لم يكن من المبالغة القول بان أحد أمم الاسباب التي أدت
إلى انفتاح تلك الهوة:الشاسعة بين برامج الكثير من الأحزاب العربية وبين تطبيقاتها » قبل
وصوها الى السلطة أو بعدها » أو حوفي المجال النضالي خارج السلطة » يعود الى فشل تلك
الاحزاب في حل المعضلة التنظيمية . ان خطراً من هذا النوع يحب عدم تقليل أهميته بالنسبة
للمقاومة الفلسطينية المساحة الآن » ليس فقط يسبب المساسية البالغة لهذه المرحلة التي هي
مرحلة العمل على انضاج ظروف الثورة » انما أيضاً بسبب الممارسات القتالية المستمرة التي تخوضها
التنظهات الفلسطينية » والق يتوقف على استمرارها وتصاعدها جزء كبير من امكانية تحقبق
راغا التحرنرية ‎٠.‏ وبسيب هذه المازسبات- القتالئة بالذات تزرزا قضية تنظيميية أول » بحب أن
تحتل أولوية الاههام في أوساط المقاومة » وهذه القضية تتلخص في ضرورة تحنب الوقوع في
«الصخرية» أو «الصنمية» في بناء تنظيم ماء لان هذا التنظيم مطالب الآن على وجه الخصوص بان
يتسلح بحيوية تنظيمية تتناسب مع الاخطار والتوقعات المحيطة به . ويمكننا أن نلاحظ بسهولة »
مع الأسف ء أن مثل هذه الحيوية التنظيمية » والقدراتالمرنة التي تستازمها » هي الى حد بعيد
مسألة غير معتئى بها في بعض تنظيات المقاومة كا ينبغي > هذه الحركات التي تتصرف كأنها
حركات «شرعية» - قباساً على الأنظمة الحيطة بها والعدو المتريص يومياً بها وعلى العككس » فان
هذه التنظمات مطالية بمستوى من الحبوية والمرونة قادرة على نقلها الى مستويات مختلفةمن النشاط »
سرية أو غير سرية » مباشرة أو غير مباشرة » ظاهرة أو مختمئة » متجمعة أو منتشيرة ‎٠»‏ وهذه
المستويات تشككل ضرورات لا مبرب منها » ويد.خي توقعها في أي لحظة » ليس فقط بسبب
طبيعة النشاط السياسي والعسكري لمنظرات المقاومة » ولكن ايض بسيب الظروف العربيية
والدولية امحيطة بها » والقابلة للتغيير في أي لظة .
أن عناصر المقاومة القنادية - في معظم التنظيات ‏ مكشوفة تماما » وكذلك أساليب علا
وانتقالها واتصالاتها » وكذلك الى جد بعيد » تشكملاه ا ومراكزها ومكاتبها » بل ربا كانتت
بعض تنظيات المقاومة الفلسطينية هي الوجيدة من نوعبا في العالم التي تستخ هم الاسم السري
علنا وتحتفظ سراً بالاسم الحقيقي لعناصرها مع انه غالبا ما يككون الشخص الذي يحمل الاسمين
معروفاً من قبل الكثيرين هو واسماه في آن واحد ! ويحجة الثشاط الدعاري فتحت بعض تنظوات
المقأومة ابوابها على مصراعيها أمام الصحفيين أو الفضوليين » فسجلت ملايين الأمتار الثمينة»
اموزعة الآن. في كل مكان عن اساليب التدريب » وحجم الدوريات » وتوزيع المغيرين في المجموعة
الغيرة » وأنواع الاسلحة الستخدمة » وطرق زرع'الالغام المتبعة » والكفاءات البدنية للمقاتلين.]
إن من قصر النظر حقآ الاعتقاد بان العدو يازمه أكثر من ذلك ليعرف طبيعة كفاءات وأساليب
العناصر التي ستواجبها دورياته . وبحجة «اانضال الاممي» التي تشيثت بها بعض فصائل المقاومة من
أذيلبا » صار بوسع المدعوين « الاميين » أن يمضوا شبوراً في معسكرات اللمقاتلين » وان
يتفحصوا بفرص كافية وهادئة اساليب التفكير والتخطيط » ويكتشفوا بمنتبى الخرية الشكلات
ونقاط الضعف في أشخاص القياديين والعسكريين وفي أسالبب عملهم وقدراتهم التخطيطية
ومطامحهم التنظيمية أو الذاتية .
‎١‏ ان ذلك مها كانت احتالات تسربه الى أيدي العدو ضتية » يضعف الى حد بعيد مرونة
تنظيم من تنظوات المقاومة في الانتقال الى شكل تنظيمي مختلف قد تفرضه تطورات المعركة في
تاريخ
1970-02
المنشئ
غسان كنفاني
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 41240 (2 views)