صامد الاقتصادي : عدد 61 (ص 14)
غرض
- عنوان
- صامد الاقتصادي : عدد 61 (ص 14)
- المحتوى
-
21111 بناء نفوذج الننمية المحم ب
ففى الوقت الذي تطفو على وجه الحياة في الارض المحتلة النشاطات السياسية المختلفة؛ تبقى
القيادات الوطنية فيها بعيدة عن مصدر صناعة القرار الوطني المؤثر ما دامت بعيدة عن مراكز الانتاج,
وبشكل خاص عن الريف الفلسطيني. فالمجتمع الفلسطيني رغم مظاهر البرلته التي ظهرت فيه؛ لا زال
مجتمعاً فلاحياً تقليدياً تتحكم فيه هياكل سلطوية اجتماعية مؤثرة تتبع نمطاً تقليدياً داخله حتى الآن.
ولايمكن تمييز المدينة عن الريف في هذا المجال إلا بمقداردرجة تحكم هذه الهيكلية في كل منها. وتقوم
السلطة الاسرائيلية بالتعويض عن تأكل جزء من القاعدة المادية لهذه الهيكلية, تحت الظروف الناشئة
بتوفير الحماية لرموزها وعن طريق التعميق القسري لعلاقاتها المتداعية وبتعميق مضامينها العدوانية.
والنظر الى هذا الواقع من زاوية اخرى؛ يكشف ان العلاقة التقليدية داخل المجتمع الفلسطيني
ليست قمعية وسلبية بشكل مطلق. فالواقع يؤكد ان لها جوانبها الايجابية التي لا يمكن اغفالها رغم
السلبيات التي اشرنا اليها. فبالاضافة الى اسهامها في تماسك المجتمع: فهي تشكل وسيلة دفاع مناسبة
فيوجه المخاطر الاجتماعية والمادية الوافدة. اضف الى ذلك ان الابداع في استخدامها من قبل القوى
الوطنية يسهل عملية التطبيق والتنفيذ التنموي. فهيكل العلاقة الاجتماعية موجود» وميكانيكيته تعمل
بكفاءة معقولة وهو جاهز للقيام بالواجب الذي يناط به. وهنا يظهر التحدي وتظهر المنافسة بين الاحتلال
من جهة والتنمويين من جهة ثانية على استعمال هذه الآلية والسيطرة عليها وتطويعها. فالسلطة
الاسرائيلية تسعى الى فرض اولوياتهاء بينما يهدف البرنامج الوطني الى افشال مسعاها واحلال
الاولويات الفلسطينية مكان اولوياتها. وفي المحصلة, تُخضع المجتمع التقليدي للارادة الاقدر على
استخدامها. وفي يقيني ان القوى الوطنية. ليست الاضعف ولن تكون كذلك اذا ما احسنت التصرف.
ومشل هذا الواقع وتحت ظروه الاحتلال تبقى حقيقة لا بد من التعامل معها بوعي وادراك.
فالعلاقات الاجتماعية اللتخلفة موجودة ولا يمكن ازالتها تحت الظروف الراهنة. واذا ما اعتقدنا خلاف
ذلك ندخل في متاهة التطرف والطوياوية المفرطة وما تجرانه من نتائج خطيرة. ولذلك تصبح دراسة هذه
الهيكلية بغرض منع السلطة من استخدام جوانبها السلبية احد التحديات التي تواجه التنمويين.
والخطة التنموية بشكل عام هي عامل طارىء على أي مجتمع لأنها تسعى الى تغيير اولوياته او
تطويرها حسب رؤية المخطط. ولذلكء فان التنمية داخل الارض ا محتلة تشكل عمللا طارباً على روتين
المجتمع فيهاء قد يفر زردود فعل دفاعية من قبل هرم السلطة التقليدي. ويشكل هذا الامرتحدياً امام
القوى الوطنية ويكشف عن قدرتها على توفير الحل القائم على التقليل من ردود الفعل وعلى استيعابها عند
نلهورهاء وعلى توظيف النتيجة لصالح الخطة الوطنية. وبالاضافة الى مسؤولية مواجهة ردود الفعل
الدفاعية هذه. يواجه التنمويون مشكلة فراغ ايديهم من السلطة واحتكار الاحتلال لها.
ان الوعي على هذه الحقيقة يجرنا الى مساقشه موضوع توفير السلطة الوطنية المناسبة؛ وبناء
التوصيل الناجح بين المخططوالمستفيد حتى تتيسر عملية التنفيذ ويصبح من واجب المخطط؛ وهو
الساعي الى التتدخل في المجتمع لبناء مصد اقيته عند المجتمع الريفي المعني عن طريق توثيق علاقته
د 16- - هو جزء من
- صامد الاقتصادي : عدد 61
- تاريخ
- مايو ١٩٨٦
- المنشئ
- مؤسسة صامد
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 1217 (16 views)