الطبقة العاملة الفلسطينية: نشأتها وتطورها (ص 9)

غرض

عنوان

الطبقة العاملة الفلسطينية: نشأتها وتطورها (ص 9)

المحتوى

هذا النمط الاقتصادي الليبرالي في العلاقة بين الغرب الرأسمالي المتطور
والدولة العثمانية الاقطاعية المتخلفة كان مختلا بالضرورة لصالح الغربء الامر
الذي منح كل الامتيازات والمزايا للغرب وادى الى ازاحة المنتج الشرقي الاضعف
والاقل كفاءة من قبل منافسه الغربي. وكان من نتيجة هذه المواجهة مختلة التوازن
والمنحازة «ان تحطم تماماء التنظيم الاقتصادي والسياسي للمجتمع الزراعي
التقليدي» الذي كان بالفعل متعفنا من الداخلء عندما واجه تحدي الغرب دون ان
تحل محله مؤسسات اجتماعية واقتصادية جديدة قادرة على البقاءع.هذه النتيجة
التى خلص اليها د. جاك قبانجي في تحليله أثر التوسع الرأسمالي الغربي في تكون
العمل المأجور في فلسطين تتضمن الاشارة الى جانب هام في آلية التطور التاريخي
في بلاد السلطنة العثمانية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر الا وهو
العنصر الداخلي الذاتي. فقد غاب عن هذا التحليل المادي. الصحيح في مجمله,
ردود الفعل الفلسطينية تجاه ما يجري حولها من تغيرات اقتصادية واجتماعية
وسياسية رغم ان التعامل الفلسطيني مع هذه التغيرات لم يكن سلبيا او معدوماء
وتشير كتابات المؤرخ د. اسد رستم الى حدوث عدد من اعمال الشغب والتمرد في
انحاء متفرقة من فلسطين اتخذت حينا طابع الصدام مع السلطة العثمانية واحيانا
طابع التنافس بين الاعيان والزعامات المحلية على اقتسام مناطق النفوذ او نيل
الحظوة لدى الباب العالي. وغالبا ما كانت جماهير الفلاحين تنقاد؛ في هذه
الصراعات, الى جانب هذا الزعيم اوذاك من آل طوقان وعبدالهادي وجرا روغيرهم
طبقا للموقع الجغرافي وبالتالي الولاء العشائري لهذه الزعامات.ورغم ان المظهر
العام لهذه الاحداث يدفع الى الاعتقاد بانها تنافس بين اعيان البلد وكبار
الاقطاعيين فيه لنيل حصة اكبر من المخصصات العثمانية الا انها تخفى؛ في نفس
الوقت, اسبايا اقتصادية واجتماعية بعيدة الاثر. ومن بين هذه الاسبابء مثلا؛
اقدام السلطات العثمانية على منح الامتيازات الاقتصادية للجوالي الاوروبية
الامر الذي شكل منافسة خطرة وتهديدا مباشرا لمصالح الزعامات المحلية
الاقتصادية وهيبتها ومكانتها الاجتماعية. ولكن هذه الزعامات, بتخلفها وضعف
بنيتها عجزت عن ادراك مصدر التهديد الحقيقي لمصالحها والمتمثل في بدايات غزو
الرأسمال الاوروبي للسوق المحلية وانكفأت على ذاتها في صراعات محلية دامية,
وفي مزيد من الاضطهاد والاستغلال لجماهير الفلاحين وقد ادى هذا الامر في
النهاية الى افقار الريف الفلسطيني وتخلفه عن مواجهة التحدي الاوروبي الوافد,

هو جزء من

الطبقة العاملة الفلسطينية: نشأتها وتطورها

تاريخ

1985

المنشئ

مها البسطامي

مجموعات العناصر

Generated Pages Set