الشوك والقرنفل (ص 9)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 9)
- المحتوى
-
وكان واضحاً أنهم يطاردون ذلك الجاسوس هو معه شيء مثل السيارة له عجلات
أو ما شابه» وأن الناس كانوا يطاردونهاء وقد فهمت من حديث أمي وزوجة عمي و(الست
عائشة) أن لهذا الجاسوس علاقة ما باليهود.
ازدادت الانفجارات كثافة وقوّة واقتربت كثيراً وبات واضحاً أنها بدأت ت تطال
البيوت الغربيّة» ومع كل انفجار جديد تزداد ذعراً وصراخاً وعويلا رغم محاولات التهدئة
وبين الحين والآخر تقترب عائشة من فتحة الخندق تستمع الأخبار وتخبر أمي وزوجة
عمي بالأخبار الجديدة» وبعد عدة أيام من تلك الحالة لم تعد أمي قادرة على الخروج إلى
الدار كما فعلت في اليومين الأولين.
استمعت عائشة لنشرة الأخبار وأثناء سماعها للأخبار بدأت بالبكاء والعويل ولم تعد
قدماها قادرتين على حملها فانهارات وهي تغمغم اليهود احتلوا البلادء عمت لحظات من
الصمت... قطعه صوت أختي الصغيرة مريم وهي تصرخ بألم لما يدورء ثم ننفجر
بالبكاء لبكاء أمهاتنا.
توقف صوت القصف والانفجارات ولم نعد نسمع سوى أصوات خفيفة لإطلاق
النار بين الحين والآخرء ومع اقتراب ساعات المساء لم نعد نسمع شيئا من ذلك وساد
الصمت.عند المساء بدأت أصوات الجيران ترتفع حيث بدأوا بالخروج من الخنادق التي
كانوا يختفون فيها أو من بيوتهم التي لزموها طيلة الوقتء خرجت عائشة لتتفحص الأمر
ثم عادت بعد قليل قائلة: انتهت ت الحرب... اخرجوا...»ء خرجت أمي وزوجة عمي أولا ثم
نادتا علينا للخروج.
لأول مرة منذ أيام نستنشق الهواء الطبيعي ولكنه هواء معبق برائحة البارود وغبار
البيوت التي تهدمت من حولناء تمكنت من النظر حولي قبل أن تجرني أمي إلى البيت
لأرى آثار الخراب من حولنا في جميع الاتجاهات وقد طال القصف الكثيرٌ من بيوت
الجر أب جنا كان يغبن لرروصسيه لي أتى» حطلنا للبيف قانتن جد بيت ثر يتم رفاسا
واحداً تلو الآخر وهو يتمتم حمداً لله على سلامتناء ويدعو بالسلامة لابائنا وبعودتهما
قريباً.
نامت زوجة عمي وولداها معنا تلك الليلة. لم يعد أبي و عمي تلك الليلة ويبدو أنه
سيمر وقت طويل قبل أن يعوداء ومع الصباح بدأت الحركة تدب في أزقة المخيم» وكل
واحد من الجيران يبحث عن أبنائه وأقاربه وجيرانه» ليطمئن عليهم ويحمد الله على
سلامتهم» ولمعرفة مصير أصحاب تلك البيوت التي أصابتها القذائف ودمرتها أو دمرت
أجزاء منها. 1 - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 6743 (6 views)