الشوك والقرنفل (ص 28)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 28)
- المحتوى
-
جاءعت العطلة الصيفية وسجلتني أمي في المدرسة وبدأت أتجهز للذهاب إليها بعد
أيام قليلة» فاشترت لي أمي حذاءً جديدا بالنسبة لي؛ ولكنه مستخدمٌ. حيث يباع على
البسطات للتّحذية المستخدمة في سوق المخيم ولكنه بشيء من الدهان بدا وكأنه خارج من
المصنع للتو..لونه الأحمر كان يعجبني كثيراً وقد أعجب جدي كثيراً كذلك: وقد أعدت لي
أمي حقيبة صغيرة من قماش ثياب لم تعد صالحة للبس. وكل شيء أصبح عندي
للمدرسة؛ خاصة ما كان إخوتي وإخواتي وأبناء عمي يحدثوني به عن المدرسة. عن
طابور الصباح» عن الصفوفء وعن المدرسء وعن الفسحة (الفرصة) بين الدروس.
قبل انتهاء العطلة الصيفية كمن أحد رجال المقاومة لدورية جيش الاحتلال في
2 الأزقة التي تطل على الشارع الرئيسي الذي تسير عليه الدوريات في العادة» وحين
قتربت ألقى القنبلة عليها فانفجرت وأصابت عدداً من الجنود الذين كانوا في سيارة
0 توقف الجيب بعد أن ارتطم بجدار قريب؛ وعلا عويل الجنود وصراخهم؛ء وبعد أن
أفاق من كان فيه حياة» بدأوا بإطلاق النار على كل شيء في الشارعء؛ وعلى الفور جاءعت
تعزيزات كبيرة وبدأت مكبرات الصوت تعلن منع التجول والمخالف يعاقبء فبدأ الناس
يدخلون بيوتهم؛ ثم بدأ الجنود يندفعون بالعشرات إلى البيوت في أطراف المخيم؛ ويعتدون
على النساء والرجال والأطفال بالضرب المبرح بالهراوات.
نادت مكبرات الصوت على الرجال من سن ١8 سنة حتى ٠١ بالخروج إلى
المدرسة كالعادة» وما إن هدأت المكبرات فإذا بأصوات البعض تعلو صارخة تدعو الجميع
بعدم الخروج موضحة أنهم لا يستطيعون دخول المخيم فرجال المقاومة يملأونه وهم
مستعدونء وبالفعل فلم يخرج للمدرسة إلا الرجال من البيوت في أطراف الحي الذي لا
يتطلب من قوات الاحتلال الكثير من المخاطرة للوصول إليهاء وحين يقوم الجنود بمحاولة
الدخول إلى المخيم كانت في كل محاولة تنفتح عليهم نيران البنادق والرشاشات من زوايا
الأزقة الضغيرة والمتعرجة فيضطرون للتراجع وهم يتراكضون ويصرخون.
الذين خرجوا للمدرسة أخذوا قسطأ مضاعفاً من الضرب والإهانات؛ ثم سمح لهم
بالعودة إلى المخيم واستمر فرض حظر التجول أسبوعاً كاملاً عشنا فيه على (البيصارة
والعدس والفول والزيتون) ورغم أنها كانت ممزوجة بالخوفء إلا أنها كانت من ألذ ما
أكلنا من طعام منذ بدء الاحتلال» فقد شعر الجميع بالعزة تحت حماية بنادق المقاومة.
هه - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 4271 (8 views)